مُوسَى وَالْعُلَّيْقَةُ الْمُتَّقِدَةُ

إن الرواية المألوفة لموسى والعلَّيقة المتَّقدة تثير الدهشة والرهبة، ولكن هل تعرف دوافع الله لإعلان نفسه لموسى بهذه الطريقة؟ في هذه السلسلة، يفحص د. أر. سي. سبرول الرواية الكتابيَّة لمقابلة موسى مع الله القدُّوس التي غيَّرت حياته. خلال عشر محاضرات، يشرح د. سبرول المعنى الكامن وراء ظهور الله في العلَّيقة المتَّقدة وكذلك أهميَّة كلماته لموسى. علاوة على ذلك، يوضِّح د. سبرول كيف تم التنبُّؤ بمجيء يسوع المسيح في هذا اللقاء بين الله وموسى على الأرض المُقدَّسة.


موسى والعليقة المتقدة 1

على الرغم من كل المصاعب والضيقات الذي عانى منها يوسف أثناء وجوده عبدًا في مصر، إلا أنه لم يفشل في إدراك يد الله ذات السيادة في كل مرحلة من حياته. ردًا على توبة أخيه، أجاب يوسف: "أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا". يشمل موضوع العناية الإلهية هذه الأحداث المسجلة في بداية سفر الخروج. فكما كان ينوي إخوة يوسف تدميره، هكذا سعى فرعون إلى تدمير كل الأولاد الصغار العبرانيين. ولكن، استخدم الله هذا المرسوم الشرير للحفاظ على خادمه موسى ووضعه في منزل واحد يمكنه فيه الوصول إلى "حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ" (أعمال الرسل 7: 22). يقدم هذا الدرس الأول في السلسلة وسيط العهد القديم ويشرح السياق التاريخي الذي وضعه الله فيه.

المحاضرة 1: يَدُ اللهِ غيرُ الْمَرْئِيَّةِ

موسى والعليقة المتقدة 2

بالتأكيد كانت المناظر التي رآها موسى في الصحراء مختلفة تمامًا عن المناظر التي شهدها في القصور الملكية في مصر. بحسب جميع المظاهر الخارجية، يبدو سقوط موسى من السلطة وأهمية عدم الكشف عن هويته وسلطته فقط على وحوش البرية بمثابة انحدار هائل. ومع ذلك، قام الرب بترتيب محطات موسى، وعملت كل منها على تنمية القدرات والمواهب اللازمة لخروج شعب الله من حدود مصر. في حكمته، أعد الله موسى بأغنى ما تعلمه في زمانه، وزوّده بالتواضع والصبر لتوجيه ورعاية بعض المخلوقات الأكثر عنادًا على هذا الكوكب.

المحاضرة 2: الْعُلَّيْقَةُ الْمُتَّقِدَةُ


موسى والعليقة المتقدة 3

تثير صور النار عادةً مشاعر الرعب والرهبة. تمتلك النار القدرة على التدمير والتخريب بأسوأ الطرق، وهذا الواقع يجبرنا على تذكر هذه الحقائق عندما نفكر في هذا العنصر القوي. وبالتالي، فإن استخدام الله للنار في ظهوراته قد يدفعنا إلى التفكير فقط في غضبه وسخطه. وفي حين أن الكتاب المقدس يربط بين دينونة الله وعقوبته بالنار، فإن هذا العنصر لا يحمل معه فقط الجوانب العقابية لإرادة الله. يوفر النار أيضًا الدفء للبرودة والتعب، وكذلك ينقي المواد المختلطة غير المتجانسة. لا يمكن لشكينة (حضور) المجد أن تسكن مع الخطية ويجب أن تبيدها بنقاوتها. ومع ذلك، يمكن للمسيحيين أن يجدوا الرجاء في حقيقة أن المسيح قد تحمل شدة حرارة غضب الله وطهّر شعبه من خلال روحه، كما أعلن وقدم لنا الطريق للوصول إلى بهاء مجد الله، الذي لا نحتاج أن نخاف منه.

المحاضرة 3: نَارٌ آكِلَةٌ

موسى والعليقة المتقدة 4

إن الميل إلى تجاهل عمل إلهنا الثالوث في العهد القديم لا يزال يمثل مشكلة حقيقية داخل المسيحيّة. ينسب المسيحيون أحيانًا الأعمال الفدائيّة الكبرى للتاريخ في العهد القديم إلى الأقنوم الأول من الثالوث، أي الآب، وحده. ومع ذلك، كما يصف يوحنا في الأصحاح الأول من إنجيله، "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ... كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ". عمل كل من الأقنوم الثاني والأقنوم الثالث من الثالوث (الابن والروح القدس، على التوالي) مع الآب لقيادة الأحداث إلى ذروة التاريخ: تجسد ابن الله. كما يوضح هذا الدرس، لعب مجد الشكينة (حضور الله) دورًا مهمًا في هذه الأحداث، وكان لابن الله دور خاص في إظهار مجده على لخليقته.

المحاضرة 4: مَلاكُ الرَبِّ


موسى والعليقة المتقدة 5

يعلمنا العهد الجديد أن المسيحيين يجب ألا يهملوا الاجتماع معًا كجسد من المؤمنين للعبادة معًا. على الرغم من أن شكل العبادة قد يبدو مختلفًا بين مختلف الكنائس والطوائف، إلا أن هذا المبدأ يظل كما هو: حين يتجمع جسد المسيح معًا، هناك المسيح، مخلصنا البار القدوس. إن إدراك هذه الحقيقة المدهشة يجب أن يدفعنا إلى إعادة تقييم استعداداتنا للعبور إلى العالم المهيب لمخلصنا، وكذلك يمنعنا من إبداء احترام ضئيل لامتياز الحضور معًا كجسد المسيح. على الرغم من أننا ننظر بثقة في وجه مخلصنا لأنه فتح ذراعيه لنا في موته وقيامته، إلا أننا يجب أن نُظهر المحبة والاحترام لله مخلصنا.

المحاضرة 5: أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ

موسى والعليقة المتقدة 6

يؤكد غالبية البشر على الإيمان بوجود إله غير شخصي، وغير أخلاقي، يعمل بطريقة مماثلة لقوة الطبيعة. وبما أن هذا الكائن لا يمتلك معايير أخلاقية، بالتالي، لا يفرضها على النظام المخلوق، فإن المدافعون عن هذا الرأي يعبرون عن حرية العيش كما يريدون دون قيود. ولكن الحقيقة هي أن هؤلاء الأفراد قد وضعوا أنفسهم في عبودية الخطية وعدم الإيمان، منتزعين من أنفسهم كل رجاء في الخلاص من خطاياهم وحالة الدينونة. إن إعلان الرب في خروج 3 باعتباره "أَهْيَهِ الَّذِي هْيَهْ"، أي إله شخصي وأخلاقي، يوضح المطالب العليا التي يضعها الله لخليقته، ولكنه يقدم أيضًا رجاءً في الخلاص والفداء ليس موجودًا في أي بديل أخر.

المحاضرة 6: أَهْيَه: اسْمُ اللهِ

موسى والعليقة المتقدة 7

يحب البشر فكرة الحكم الذاتي والحرية المطلقة. يبدو أن محنة البشر بأكملها، كما يصورها العالم العلماني، يمكن تلخيصها في البحث عن الحرية والاستقلال عن أي ارتباط. تتحدى هذه الفكرة الواقع، والرغبة في هذا النوع من الوجود قد دفعت البشر للخطية في جنة عدن. كمخلوقات، يعتمد البشر على الله في بداية وجودهم وكذلك استمرارهم. يجب أن يشجع هذا على فرح شديد في قلوب شعب الله، لأن الرب الذي لا يتغير، المحب، والحكيم للغاية يضمن وجودنا في راحة يده، ومن المؤكد أنه يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه.

المحاضرة 7: أَهْيَه: كَيْنُونَةُ اللهِ

موسى والعليقة المتقدة 8

يحب البشر فكرة الحكم الذاتي والحرية المطلقة. يبدو أن محنة البشر بأكملها، كما يصورها العالم العلماني، يمكن تلخيصها في البحث عن الحرية والاستقلال عن أي ارتباط. تتحدى هذه الفكرة الواقع، والرغبة في هذا النوع من الوجود قد دفعت البشر للخطية في جنة عدن. كمخلوقات، يعتمد البشر على الله في بداية وجودهم وكذلك استمرارهم. يجب أن يشجع هذا على فرح شديد في قلوب شعب الله، لأن الرب الذي لا يتغير، المحب، والحكيم للغاية يضمن وجودنا في راحة يده، ومن المؤكد أنه يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه.

المحاضرة 8: أَهْيَه: ذاتيَّةُ وُجودِ اللهِ

موسى والعليقة المتقدة 9

في كثير من الأحيان، ينظر المسيحيون إلى الشخصيات العظيمة في العهد القديم ويضفون طابعًا رومانسيًا على أنشطتهم وإنجازاتهم. يثني الكتاب المقدس بوضوح على هؤلاء الأفراد، مثل إبراهيم وموسى وداود، باعتبارهم رجال عظماء في الإيمان وفي الجوهر. ومع ذلك، فإنه يرسم أيضًا صور كاملة لهؤلاء الأفراد، ويذكر خطاياهم جنبًا إلى جنب مع طاعتهم؟ على النقيض من ذلك، لم يعرف يسوع المسيح، مخلصنا العظيم، الخطية ولم يبتعد إطلاقًا عن المسار الضيق المؤدي إلى الجلجثة، وإلى القبر، ثم إلى يمين الآب. وبقدر ما عظمة أجدادنا الروحيين، فإن هذا الدرس يشرح بوضوح التفوق الكبير لمخلصنا يسوع الذي لم يستطع الموت إمساكه ولم يستطع الأعداء قهره.

المحاضرة 9: الْمُهِمَّةُ الإِلَهِيَّةُ

موسى والعليقة المتقدة 10

يحتوي الكتاب المقدس على قصص مذهلة عن أعمال معجزيّة أتمّها مبعوثو الرب وعبيده. في بعض الأحيان، يتوه المسيحيون في الطبيعة المعجزيّة لهذه القصص ويخفقون في تحديد الغرض من المعجزات بأنفسهم. بالإضافة إلى مساعدة شعب الله من خلال إظهارات المحبة للنعمة واللطف، فإن الأهم من ذلك هو أن المعجزات أثبتت صحة الأفراد كخدام للرب وأعطت مصداقيّة لكلمة الله التي أحاطت بهم. لقد أجرى يسوع، كلمة الله الحقيقي الحي، معجزات أكثر من جميع عبيد الرب الآخرين مجتمعين معًا، وفي فترة أقل بكثير من طرق الله الأخرى. وهذا يذكرنا بالطبيعة الفريدة لمخلصنا، ابن الله، الكلمة اللوجوس، الذي فيه يُستعلن ملء الله بقوة وجلال.

المحاضرة 10: ظِلٌّ لِلْمَسِيحِ