المحاضرة 6: أَهْيَه: اسْمُ اللهِ

فِي هَذِهِ الْمُحَاضَرَةِ، سَنُتَابِعُ التَأَمُّلَ فِي مَا نَسْتَخْلِصُهُ مِنَ الْحَدَثِ الْمُدَوَّنِ فِي سِفْرِ الْخُرُوجِ، حَوْلَ لِقَاءِ مُوسَى مَعَ اللهِ عِنْدَ الْعُلَّيْقَةِ الْمُتَّقِدَةِ، تِلْكَ الْعُلَّيْقَةِ الَتِي كَانَتْ تَشْتَعِلُ بِدُونِ أَنْ تَحْتَرِقَ. فِي مُحَاضَرَتِنَا الأَخِيرَةِ تَطَرَّقْنَا إِلَى أَحَدِ أَبْعَادِ إِعْلَانِ قَدَاسَةِ اللهِ فِي هَذَا اللِقَاءِ. وَالآنَ، أَوَدُّ الانْتِقَالَ إِلَى بُعْدٍ آخَرَ لِلأَمْرِ.

فِي وَقْتٍ لاحِقٍ فِي هَذَا الأَصْحَاحِ، وَبَعْدَ أَنْ كانَ اللهُ قَدْ كَلَّمَ مُوسَى قَائِلًا: "إنِّي قَدْ رَأيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إنِّي عَلِمْتُ أوْجَاعَهُمْ". تُوجَدُ ثَلاثَةُ أَفْعَالٍ هُنَا أَوَدُّ لَفْتَ النَظَرِ إِلَيْهَا، وَهِيَ تُخْبِرُنَا شَيْئًا عَنِ اللهِ. أَوَّلًا، مَكْتُوبٌ "إنِّي قَدْ رَأيْتُ– إنِّي قَدْ رَأيْتُ (حَتْمًا) مَذَلَّةَ شَعْبِي". إذًا، يَرَى اللهُ مَا يَجْرِي. الأَمْرُ الثَانِي الَذِي يَقُولُهُ هُوَ الآتِي: "سَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ". إذًا، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ الْمُعْلَنَ هُنَا لَيْسَ أَعْمًى وَلا أَصَمًّا ولا جَاهِلًا، لأَنَّهُ يُتَابِعُ قَائِلًا: "إنِّي عَلِمْتُ أوْجَاعَهُمْ". ثُمَّ يُعْلِنُ لِمُوسَى الْهَدَفَ مِنْ زِيَارَتِهِ الإِلَهِيَّةِ، وَيَقُولُ: "فَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ مِنْ أيْدِي الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأرْضِ إلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا". ثُمَّ قَالَ: "فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إلَى فِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ".

أَوَّلُ أَمْرٍ يَقُولُهُ مُوسَى للهِ رَدًّا عَلَى كَلامِهِ هَذَا تَمَثَّلَ بِسُؤالٍ. جَاءَ سُؤالُ مُوسَى كَالآتِي: "مَنْ أنَا؟" فَجْأَةً، يَتَبَيَّنُ لَنَا أَنَّ مُوسَى لا يَعْرِفُ مَنْ يَكُونُ. هُوَ سَمِعَ هَذَا الأَمْرَ الصَادِرَ عَنِ اللهِ. دَعَاهُ اللهُ لِلانْطِلاقِ فِي تَأْدِيَةِ هَذِهِ الْمُهِمَّةِ بِالنِيَابَةِ عَنِ اللهِ وَلِأَجْلِ الشَعْبِ، فَقَالَ مُوسَى: "مَنْ أَنَا حَتَّى أَفْعَلَ هَذَا الأَمْرَ؟" إِذًا أَوَّلُ أَمْرٍ حَدَثَ خِلالَ لِقَائِهِ مَعَ اللهِ هُوَ أَنَّهُ تَحَيَّرَ بِشَأْنِ هُوِيَّتِهِ.

هَلْ قَرَأْتُمْ كِتَابَ "تَأْسِيسُ الدِيَانَةِ الْمَسِيحِيَّةِ" لِكَالْفِنْ؟ وَإِذَا أَجَبْتُمْ عَنْ هَذَا السُؤالِ بِالنَفْيِ فَسَأَرُدُّ عَلَيْكُمْ قَائِلًا: "عارٌ عَلَيْكُمْ". لَقَدْ فَاتَكُمْ أَحَدُ أَجْمَلِ الْكُتُبِ الأَدَبِيَّةِ الَتِي كُتِبَتْ يَوْمًا حَوْلَ أُمُورِ اللهِ، وَهُوَ يَأْتِي فِي الْمَكَانَةِ الثَانِيَةِ بَعْدَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ مِنْ حَيْثُ عَظَمَةُ هَذَا الْكِتَابِ. عَلَيْكُمْ أَنْ تَقْرَؤُوهُ مِرَارًا وَتَكْرَارًا. وَعِنْدَمَا تَنْتَهُونَ مِنْ ذَلِكَ اقْرَأُوهُ مُجَدَّدًا. يَسْتَهِلُّ كَالْفِنْ كِتَابَ "تَأْسِيسُ الدِيَانَةِ الْمَسِيحِيَّةِ" بِالْقَوْلِ "لَنْ نَعْرِفَ أَبَدًا مَنْ نَكُونُ قَبْلَ أَنْ نَعْرِفَ مَنْ هُوَ اللهُ".

مُجَدَّدًا، تَذَكَّرُوا أَنَّهُ فِي سِفْرِ إِشَعْيَاءَ الأَصْحَاحِ السَادِسِ، وَبَعْدَ أَنْ رَأَى إِشَعْيَاءُ اللهَ مُتَسَامِيًا وَقُدُّوسًا وَمُرْتَفِعًا، وَسَمِعَ الْمَلائِكَةَ يَهْتِفُونَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ "قُدُّوسٌ"، مَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟ أَطْلَقَ لَعْنَةً عَلَى نَفْسِهِ قَائِلًا: "وَيْلٌ لِي! إِنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ". لأَنَّهُ وَلِلْمَرَّةِ الأُولَى فِي حَيَاتِهِ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ اكْتَشَفَ إِشَعْيَاءُ مَنْ هُوَ اللهُ. وَفِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ، لِلْمَرَّةِ الأُولَى فِي حْيَاتِهِ اكْتَشَفَ مَنْ هُوَ إِشَعْيَاءُ.

هَذَا مَا اكْتَشَفَهُ كَالْفِنْ. قَالَ: "إِذَا نَظَرْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا، وَحَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا بَيْنَ النَاسِ مِنْ حَوْلِنَا، وَأَجْرَيْنَا مُقَارَنَةً فِي مَا بَيْنَنَا، فَسَرْعَانَ مَا سَنُكَوِّنُ نَظْرَةً مُضَخَّمَةً عَنْ عَظَمَتِنَا، لِدَرَجَةِ أَنَّنَا سَنَعْتَبِرُ أَنْفُسَنَا أَقَلَّ بِقَلِيلٍ مِنْ أَنْصَافِ الآلِهَةِ"، أَيْ أَنَّهُ مَا دَامَتْ أَنْظَارُنَا مُثَبَّتَةً عَلَى الأَرْضِ. لَكِنْ إِذَا حَدَثَ أَنْ رَفَعْنَا أَنْظَارَنَا إِلَى السَمَاءِ فَسَنُعَايِنُ سُطُوعَ الشَمْسِ الَذِي لا يُمْكِنُنَا أَنْ نُحَدِّقَ فِيهِ مُبَاشَرةً لأَنَّهُ يُهْلِكُنَا. لَكِنْ مَا إِنْ نُفَكِّرْ فِي صِفَاتِ شَخْصِ اللهِ، فَعَلَى الْفَوْرِ –وَكَمَا فَعَلَ رِجَالُ الْعَهْدِ الْقَدِيمِ– نَرْتَعِدْ حِينَ نَرَى أَقْدَامَنَا الْخَزَفِيَّةَ وَجَبْلَتَنا التُرابِيَّةَ.

إِذًا، كَانَ لِمُوسَى ذَلِكَ اللِقاءُ السَرِيعُ مَعَ اللهِ الْقُدُّوسِ. وَكُلَّمَا اقْتَرَبَ إِلَيْهِ ازْدَادَ خَوْفًا. وَحِينَ سَمِعَ صَوْتَ اللهِ يُرْسِلُهُ فِي مُهِمَّةٍ قالَ: "مَهْلًا، مَنْ أَنَا حَتَّى أَنْطَلِقَ لِتَتْمِيمِ هَذِهِ الْمُهِمَّةِ؟" لذا، قَالَ اللهُ: "سَأَكُونُ مَعَكَ حَتْمًا". هُوَ لَمْ يُجِبْ فِعْلًا عَلَى سُؤالِ مُوسَى الْمُتَعَلِّقِ بِهُوِيَّتِهِ. هُوَ قَالَ فَحَسْبُ: "لا تَقْلَقْ بِشَأْنِ هُوِيَّتِكَ، لأَنِّي سَوْفَ أَكُونُ مَعَكَ".

"وَهَذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلامَةُ أنِّي أرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ". وَالآنَ، نَصِلُ إِلَى صُلْبِ الْمَوْضُوعِ. فَقَالَ مُوسَى لِلَّهِ: "هَا أنَا آتِي إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ وَأقُولُ لَهُمْ: إلَهُ آبَائِكُمْ أرْسَلَنِي إلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أقُولُ لَهُمْ؟"" إذًا، تَرَوْنَ الآنَ إِلَى أَيْنَ يُوَجِّهُ مُوسَى سُؤالَهُ. هُوَ لَمْ يَعُدْ يَطْرَحُ السُؤَالَ "مَنْ أَنَا؟" مَاذَا سَأَلَ؟ "مَنْ أَنْتَ؟ مَا هُوَ اسْمُكَ؟"

نَحْنُ أَسَّسْنَا خِدْمَةَ "لِيجُونِيرَ" مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً تَقْرِيبًا. وَفِي الأَيَّامِ الأُولِى لِتِلْكَ الْخِدْمَةِ جَاءَ أَحَدُهُمْ إِلَيَّ وَسَأَلَنِي: "مَا الَذِي تُحَاوِلُ فِعْلَهُ؟ مَا هِيَ رِسَالَتُكَ؟ مَا هُوَ الْهَدَفُ مِنْ هَذِهِ الْخِدْمَةِ الَتِي أَنْشَأْتَها؟" فَقُلْتُ لَهُ: "إِنَّهَا خِدْمَةٌ تَعْلِيمِيَّةٌ تُسَاعِدُ عَلَى تَرْسِيخِ الْمُؤْمِنِينَ فِي كَلِمَةِ اللهِ، إِلَخْ...". فَقَالَ: "وَمَا الَذِي تُرِيدُ تَعْلِيمَهُ لِلنَاسِ، وَالنَاسُ فِي هَذَا الْبَلَدِ لا يَعْرِفُونَهُ؟" فَأَجَبْتُ: "الْجَوَابُ سَهْلٌ: مَنْ هُوَ اللهُ؟" وَقُلْتُ: "أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الْكُلَّ فِي الْعَالَمِ يَعْرِفُ أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ، لأَنَّهُ أَعْلَنَ عَنْ نَفْسِهِ بِوُضُوحٍ تَامٍّ لَهُمْ جَمِيعًا فِي الْخَلِيقَةِ لِدَرَجَةِ أَنَّ النَاسَ بَاتُوا بِلا عُذْرٍ، لأَنَّ إِعْلانَهُ عَنْ نَفْسِهِ نَخَسَ أَذْهَانَهُمْ. هُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُ مَوْجُودٌ، لَكِنَّهُمْ يَكْرَهُونَهُ". وَقُلْتُ: "بِشَكْلٍ عَامٍّ، يَعُودُ الأَمْرُ إِلَى كَوْنِهِمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُ مَوْجُودٌ، لَكِنَّهُمْ لا يَمْلِكُونَ أَدْنَى فِكْرَةٍ عَنْ هُوِيَّتِهِ". فَقَالَ الرَجُلُ: "جَيِّدٌ. لَكِنْ بِرَأْيِكَ مَا هُوَ أَهَمُّ أَمْرٍ يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَعْرِفُوهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْعَصْرِ؟" فَأَجَبْتُ: "الأَمْرُ سَهْلٌ". فَقَالَ: "مُا هَو؟" فَقُلْتُ: "يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَعْرِفُوا مَنْ هُوَ اللهُ". أَعْتَقِدُ أَنَّ أَكْبَرَ ضَعْفٍ فِي الْكَنِيسَةِ الْيَوْمَ هُوَ الْكُسُوفُ الظَاهِرِيُّ لِصِفَاتِ اللهِ، حَتَّى فِي كَنَائِسِنا.

ذاتَ مَرَّةٍ، تَحَدَّثْتُ مَعَ امْرَأَةٍ تَحْمِلُ شَهَادَةَ دُكْتُوراه فِي عِلْمِ النَفْسِ، وَهْيَ كَانَتْ عُضْوًا فِي كَنِيسَةٍ عَلَى السَاحِلِ الْغَرْبِيِّ. هِيَ جَاءَتْ إِلَيَّ غَاضِبَةً جِدًّا، فَسَأَلْتُهَا: "مَا الأَمْرُ؟" فَأَجَابَتْ: "أَنَا أَقْصِدُ الْكَنِيسَةَ كُلَّ يَوْمِ أَحَدٍ وَأَشْعُرُ بِأَنَّ الْوَاعِظَ يَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِ لِيُخْفِيَ عَنَّا صِفَاتِ اللهِ، لأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا فَتَحَ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ وَأَعْلَنَ صِفَاتِ اللهِ كَمَا وَرَدَتْ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ فَهْوَ يَخْشَىَ أَنْ يَتْرُكَ النَاسُ الْكَنِيسَةَ، لأَنَّهُمْ لَنْ يَشْعُرُوا بِالارْتِيَاحِ فِي حُضُورِ اللهِ الْقُدُّوسِ".

لَمْ يَكُنْ مُوسَى أَوَّلَ شَخْصٍ يُخَبِّئُ وَجْهَهُ فِي مَحْضَرِ اللهِ. بَدَأَ الأَمْرُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، حِينَ اخْتَبَأَ آدَمُ وَحَوَّاءُ بَيْنَ الأَشْجَارِ، هُمَا اخْتَبَآ لِشِدَّةِ شُعُورِهِمَا بِالْعَارِ. إِذًا، طَرَحَ مُوسَى سُؤَالَ: "مَنْ أَنْتَ؟ مَا هُوَ اسْمُكَ؟ هَذَا إِذَا كَانَ لَدَيْكَ اسْمٌ". هُوَ كَانَ قَدْ عَرَّفَ عَنْ نَفْسِهِ قَائِلًا: "(أنا) إلَهُ آبَائِكُمْ إبْرَاهِيمَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ". كَانَ مُوسَى يَعْلَمُ ذَلِكَ لَكِنَّهُ سَأَلَ: "لَكِنْ مَا هُوَ اسْمُكَ؟"

قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ فِي تَفَاصِيلِ هَذَا السُؤَالِ، أَوَدُّ اسْتِذْكَارَ حَادِثَةٍ أُخْرَى شَاهَدْتُهَا عَلَى التِلْفَازِ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً. عَلَى شَاشَةِ التَلْفَزَةِ الْوَطَنِيَّةِ، أَجْرَى دَايْفِيد فْرُوسْت مُقَابَلَةً مَعَ مَادْلِين مُورَايْ أُوهِير– تِلْكَ الْمُلْحِدَةِ الْمُنَاضِلَةِ الشَهِيرَةِ. خِلالَ تِلْكَ الْمُقَابَلَةِ حَاوَلَ دَايْفِيد فْرُوسْت أَنْ يُثْبِتَ أَنَّهُ مُحِقٌّ. وَرَاحَ يَتَجَادَلُ مَعَ مَادْلِين مُورَاي بِشَأْنِ وُجُودِ اللهِ. وَهِيَ كَانَتْ تَسْتَشِيطُ غَضَبًا وَتَزْدَادُ غَيْظًا. فَقَرَّرَ دَايْفِيد فْرُوسْت حَسْمَ الْجَدَلِ بِالطَرِيقَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ الْكْلاسِيكِيَّةِ، عَبْرَ إِجْرَاءِ تَصْوِيتٍ وَإِحْصَاءِ عَدَدِ الْحُضُورِ. فَطَرَحَ السُؤَالَ عَلَى الْحُضُورِ فِي الاسْتُدْيُو، قَالَ: "مَنْ مْنْكُمْ – وَكَانَ يُوجَدُ حَوالِي ثَلاثِينَ شَخْصًا فِي الْمَكَانِ– مَنْ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِوُجُودِ إِلَهٍ، بِوُجُودِ قُوَّةٍ عُلْيَا أَسْمَى مِنْ نَفْسِهِ أَحْيَانًا؟" فَرَفَعَ الْجَمِيعُ أَيْدِيَهُمْ. فَانْتَظَرْتُ رَدَّ فِعْلِ مَادْلِين مُورَاي لأَنِّي كُنْتُ وَاثِقًا مِنْ تَمَكُّنِي مِنْ تَوَقُّعِ مَا سَتَقُولُهُ، لَكِنَّها خَدَعَتْنِي تَمَامًا. هَلْ تَعْرِفُونَ مَاذَا قَالَتْ؟ قَالَتْ: "مَا الَذِي تَتَوَقَّعُهُ مِنْ أَشْخَاصٍ غَيْرِ مُتَعَلِّمِينَ؟ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ لَمْ يَتَخَطَّوْا مَرْحَلَةَ الطُفُولَةِ الْفِكْرِيَّةِ. لا تَزَالُ أَدْمِغَتُهُمْ مَغْسُولَةً بِتَعْلِيمِ ثَقَافَتِهِمْ عَنْ أُسْطُورَةِ اللهِ". وَاسْتَرْسَلَتْ فِي خُطَابِهَا الْمُسْهَبِ الْعَنِيفِ، وَرَاحَتْ تُهِينُ جَمِيعَ الْحُضُورِ فِي الاسْتُدْيُو.

لَيْسَ هَذَا مَا تَوَقَّعْتُ أَنْ تَفْعَلَهُ. هَلْ تَعْرِفُونَ مَا الَذِي ظَنَنْتُ أَنَّهَا سَتَفْعَلُهُ؟ ظَنَنْتُ أَنَّهَا سَتَنْتَقِمُ مِنْ دَايْفِيد فْرُوسْت. ظَنَنْتُ أَنَّهَا سَتَتَوَجَّهُ إِلَى الْحُضُورِ قَائِلَةً: "أَوَدُّ أَنْ أَسْأَلَكُمْ هَذَا السُؤَالَ، أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِوُجُودِ قُوَّةٍ عُلْيَا، أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِوُجُودِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، أَوَدُّ أَنْ أَسْأَلَكُمْ: "مَنْ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِيَهْوَه، إِلَهِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ؟ الإِلَهِ الَذِي يَفْرِضُ أَلَّا يَكُونَ لَكُمْ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامَهُ، الإِلَهِ الَذِي يُرْسِلُ الرِجَالَ وَالنِسَاءَ وَالأَطْفَالَ إِلَى الْجَحِيمِ إِلَى الأَبَدِ، وَيَدِينُ النَاسَ لأَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ الأُسْطُورِيِّ هَذَا؟" أَتَسَاءَلُ كَيْفَ كَانَتْ سَتُصْبِحُ نَتِيجَةُ التَصْوِيتِ لَدَى طَرْحِ السُؤالِ فَجْأَةً بِوُضُوحٍ أَكْبَرَ. لَكِنْ جَرَتِ الْعَادَةُ فِي ثَقَافَتِنَا وَبَلَدِنَا أَنْ نَصِفَ اللهَ عَلَى أَنَّهُ قُوَّةٌ عُلْيَا، قُوَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ ذَوَاتِنا. مَا هِيَ هَذِهِ الْقُوَّةُ الْمَوْجُودَةُ مَعَكُمْ؟ مَا هِيَ هَذِهِ الْقُوَّةُ الْعُلْيَا؟ الْجَاذِبِيَّةُ؟ الْبَرْقُ؟ الزَلازِلُ؟

مَا تَتَّسِمُ بِهِ هَذِهِ الْقُوَّةُ الْغَامِضَةُ وَالْعَدِيمَةُ الشَكْلِ وَالاسْمِ وَالصِفَاتِ، هُوَ أَنَّهَا أَوَّلًا لا شَخْصِيَّةٌ، وَثَانِيًا، وَالأَهَمُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ أَنَّهَا فاقدةٌ لِلْحِسِّ الأَخْلَاقِيِّ. يُوجَدُ جَانِبٌ إِيجَابِيٌّ وَجَانِبٌ سَلْبِيٌّ لِعِبَادَةِ قُوَّةٍ عُلْيَا، قُوَّةٍ لا اسْمَ لَهَا وَلا شَكْلَ، مِثْلَ الْجَاذِبِيَّةِ أَوِ الْغُبَارِ الْكَوْنِيِّ أَوِ الْبَرْقِ أَوِ الرَعْدِ. إِلَيْكُمُ الْجَانِبَ الإِيجَابِيَّ بِالنِسْبَةِ إِلَى الْخَاطِئِ؛ الْقُوَّةُ اللَا شَخْصِيَّةُ وَالْفَاقِدَةُ لِلْحِسِّ الأخْلاقِيِّ لا تَفْرِضُ مَطَالِبَ أَخْلاقِيَّةً عَلَى أَحَدٍ. فَالْجَاذِبِيَّةُ لا تَحْكُمُ عَلَى تَصَرُّفَاتِ النَاسِ إِلَّا إِذَا قَفَزُوا مِنْ شُبَّاكِ الطَابِقِ السَادِسِ. لَكِنْ حَتَّى فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لا تُوجَدُ دَيْنُونَةٌ شَخْصِيَّةٌ صَادِرَةٌ عَنِ الْجَاذِبِيَّةِ أَوِ الزِلْزَالِ. كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ لِلْجَاذِبِيَّةِ صَوْتٌ. هِيَ لا تَقُولُ شَيْئًا وَلا تَرَى شَيْئًا وَلا تَعْرِفُ شَيْئًا. يُمْكِنُنَا تَشْبِيهُ هَذِهِ الْقُوَّةِ الْعُلْيَا الَتِي نُسَمِّيهَا "اللهَ" فِي ثَقَافَتِنَا بِالْقِرَدَةِ الثَلاثَةِ، لا يَرَى الشَرَّ وَلا يَسْمَعُ الشَرَّ وَلا يَتَكَلَّمُ بِالشَرِّ. لَيْسَ ضَمِيرُ أَيِّ أَحَدٍ ممسوسًا بِالْجَاذِبِيَّةِ. وَإِذَا كَانَتِ الْقُوَّةُ الْعُلْيَا لا شَخْصِيَّةً وفَاقِدَةً لِلْحِسِّ الأَخْلَاقِيِّ، فَهَذَا يَمْنَحُكُمْ إِذْنًا لِلتَصَرُّفِ بِالطَرِيقَةِ الَتِي تُرِيدُونَ مَعَ الإِفْلاتِ مِنَ الْعِقَابِ.

لَكِنْ مَا هُوَ الْجَانِبُ السَلْبِيُّ لِلأَمْرِ؟ الْجَانِبُ السَلْبِيُّ هُوَ أَنَّهَا لَيْسَتْ شَخْصًا. لَكِنَّ هَذِهِ الْقُوَّةَ تَعْنِي أَنَّهُ فِي الْكَوْنِ لا يُوجَدُ إِلَهٌ شَخْصِيٌّ وَلا فَادٍ شَخْصِيٌّ. أَيُّ نَوْعٍ مِنَ الْعَلاقاتِ، أَيُّ عَلاقَةٍ خَلاصِيَّةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَرْبِطَكُمْ بِالرَعْدِ؟ الرَعْدُ يُحْدِثُ ضَجِيجًا، الرَعْدُ يَهْدِرُ فِي السَمَاءِ، لَكِنَّهُ صَامِتٌ مِنْ حَيْثُ الْمَضْمُونِ، إِنَّهُ مَعْقُودُ اللِسَانِ. هُوَ لا يُعْطِي إِعْلانًا وَلا يَمْنَحُ رَجَاءً. كما أنَّ الْجَاذِبِيَّةَ لَمْ تَتَمَكَّنِ يَوْمًا مِنْ غُفْرَانِ خَطَايَا أَيِّ أَحَدٍ.

أَوَّلُ مَا نَرَاهُ هُنَا فِي جَوَابِ اللهِ لِمُوسَى مُخْتَلِفٌ تَمَامًا عَنْ تَعْلِيقٍ أَسْمَعُهُ كُلَّ أُسْبُوعٍ عَلَى لِسَانِ مُدَرِّبِ فَرِيقِ بِيتِسْبُرْغ سْتَيْلِرْز. أَنَا أَسْتَمِعُ بِانْتِظَامٍ كُلَّ أُسْبُوعٍ إِلَى الْمُدَرِّبِينَ فِي مُؤْتَمَرٍ صُحُفِيٍّ لِمَايْك تُومْلِين. وَيَبْدُو أَنَّهُ بَعْدَ كُلِّ مُبَارَاةٍ يَطْرَحُ عَلَيْهِ الصِحَافِيُّونَ السُؤالَ نَفْسَهُ كُلَّ أُسْبُوعٍ. وَمِثْلَمَا تُشَغِّلُونَ شَرِيطًا مُسَجَّلًا كُنْتُ أَعْرِفُ مَا سَيَقُولُهُ تُومْلِين لِهَؤُلاءِ الصِحَافِيِّينَ قَبْلَ أَنْ يَتَفَوَّهَ بِهِ، سَوْفَ يَقُولُ: "أَنَا لا أُرَكِّزُ عَلَى الْخَطَأِ الَذِي ارْتَكَبْنَاهُ الأُسْبُوعَ الْمَاضِي، أَنَا أُرَكِّزُ عَلَى الْمُبَارَاةِ التَالِيَةِ". إِنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ دَائِمًا. ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ: "مَاذَا عَنْ هَذَا الأَمْرِ؟ مَاذَا عَنْ ذَلِكَ الأَمْرِ؟" وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ، كُلَّ أُسْبُوعٍ، كَانَ يُعْطِي الْجَوَابَ نَفْسَهُ: "هُوَ الَذِي هُوَ". بِالطَبْعِ، هَذَا إِسْهَابٌ، لَكِنْ هَذَا هُوَ اسْمُ إِلَهِ أَمْرِيكَا، "هُوَ الَذِي هُوَ".

لَكِنْ حِينَ سَأَلَ مُوسَى اللهَ عَنِ اسْمِهِ لَمْ يَقُلْ: "هُوَ الَذِي هُوَ"، بَلْ قَالَ: "أَنَا هُوَ الَذِي هُوَ يَهْوَه، هَذَا هُوَ اسْمِي". وَأَوَّلُ أَمْرٍ أَعْلَنَهُ اللهُ عَنْ نَفْسِهِ فِي ذَلِكَ الاسْمِ هُوَ أَنَّهُ إِلَهٌ شَخْصِيٌّ، يُمْكِنُهُ أَنْ يَرَى وَأَنْ يَسْمَعَ، وَيُمْكِنُهُ أَنْ يَعْرِفَ وَأَنْ يَتَكَلَّمَ، وَيُمْكِنُهُ التَوَاصُلُ مَعَ الْمَخْلُوقَاتِ الَتِي صَنَعَها عَلَى صُورَتِهِ. إِنَّهُ الإِلَهُ الَذِي أَخْرَجَ شَعْبَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. إِنَّهُ إِلَهٌ يَحْمِلُ اسْمًا، وَإِلَهٌ لَهُ تَارِيخُ.

أَعْطَيْتُ دُرُوسًا لاهُوتِيَّةً فِي الْجَامِعَةِ مُنْذُ بِضْعِ سَنَوَاتٍ وَكُنَّا نَدْرُسُ أَسْمَاءَ اللهِ، وَكُنْتُ أُحَاوِلُ أَنْ أُوَضِّحَ لِلطُلَّابِ أَهَمِّيَّةَ أَسْمَاءِ اللهِ وَمَا تَعْكِسُهُ بِشَأْنِ شَخْصِ اللهِ. فِي بِدَايَةِ الْحِصَّةِ، تِلْكَ الْفَتَاةُ الَتِي سَأُسَمِّيهَا مَارِي، دَخَلَتْ إِلَى الْقَاعَةِ وَرَاحَتْ تَمْشِي بِطَرِيقَةٍ غَرِيبَةٍ وَلافِتَةٍ. دَخَلَتْ بِهَذِهِ الطَرِيقَةِ وَكانَ بِإِمْكَانِ أَيِّ أَحَدٍ أَثْنَاءَ مَشْيِهَا بِهَذِهِ الطَرِيقَةِ أَنْ يَرَى خَاتَمَ الأَلْمَاسِ الْمُتَلَأْلِئِ فِي يَدِهَا الْيُسْرَى، فَقُلْتُ لَهَا: "مَهْلًا يَا مَارِي، هَلْ أَرَى خَاتَمَ أَلْمَاسٍ فِي إِصْبَعِكِ؟" فَقَالَتْ: "نَعَمْ". فَقُلْتُ لَهَا: "هَلْ أَنْتِ مَخْطُوبَةٌ؟" فَأَجَابَتْ: "نَعَمْ". فَقُلْتُ لَهَا: "وَمَنْ هُوَ خَطِيبُكِ؟" فَأَشَارَتْ إِلَى صَدِيقِهَا فِي الصَفِّ الْخَلْفِيِّ وَاسْمُهُ جُون، وَقَالَتْ: "لِجُون؟" فَقُلْتُ لَهَا: "تَهَانِينَا! هَلْ تُمَانِعِينَ أَنْ أَسْأَلَكِ سُؤَالًا؟" فَقَالَتْ: "مَا هُوَ؟" فَقُلْتُ لَهَا: "حِينَ تَقُولِينَ إِنَّكِ سَتَتَزَوَّجِينَهُ أَنَا أَفْتَرِضُ أَنَّكِ تُحِبِّينَهُ، هَلْ هَذَا افْتِرَاضٌ صَحِيحٌ؟" فَقَالَتْ: "أَجَلْ". فَقُلْتُ لَهَا: "أَخْبِرِينِي لِمَاذَا تُحِبِّينَهُ؟"

طَرَحْتُ عَلَيْهَا هَذَا السُؤَالَ أَمَامَ الطُلَّابِ جَمِيعًا: "لِمَاذَا تُحِبِّينَ جُون؟" فَقَالَتْ: "لأَنَّهُ وَسِيمٌ جِدًّا". فَقُلْتُ: "نَعَمْ، إِنَّهُ وَسِيمٌ جِدًّا، لَكِنِ انْظُرِي إِلَى بِيل هُنَاكَ –كَانَ مُرَافِقَ مَلِكَةِ جَمَالِ الْكُلِّيَّةِ هَذِهِ السَنَةَ– أَلَا تَعْتَقِدِينَ أَنَّهُ وَسِيمٌ؟" فَأَجَابَتْ: "نَعَمْ، بِيل وَسِيمٌ جِدًّا". فَقُلْتُ لَهَا: "إِذًا، لا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لَدَى جُون مِيزَةٌ أُخْرَى إِلَى جَانِبِ كَوْنِهِ وَسِيمًا". فَقَالَتْ: "إِنَّهُ رِيَاضِيٌّ جِدًّا". فَقُلْتُ: "نَعَمْ، صَحِيحٌ إِنَّهُ بَارِعٌ، لَكِنَّ بِيل هُو رَئِيسُ فَرِيقِ كُرَةِ السَلَّةِ، إِنَّهُ رِيَاضِيٌّ أَيْضًا. إِذًا، لِمَاذَا لا تُحِبِّينَ بِيل بَدَلًا مِنْ جُون؟" فَبَدَأَتْ تَشْعُرُ بِالانْزِعَاجِ، وَقَالَتْ: "جُون ذَكِيٌّ جِدًّا". فَقُلْتُ لَهَا: "صَحِيحٌ، إِنَّهُ طَالِبٌ مُمْتَازٌ جِدًّا، لَكِنْ عَلَى الأَرْجَحِ سَيَكُونُ بِيل الطَالِبَ الْمُتَفَوِّقَ فِي الفَصْلِ. أَنْتِ لَمْ تَجِدِي الْجَوَابَ الْمُنَاسِبَ يَا مَارِي. لا بُدَّ مِنْ وُجُودِ مِيزَةٍ أُخْرَى لَدَى جُون تُمَيِّزُهُ عَنْ بِيل فِي نَظَرِكِ. وَبِحَسَبِ تَقْدِيرِكِ، مِيزَةٌ يَتَفَرَّدُ بِهَا تُوَلِّدُ لَدَيْكِ هَذِهِ الْعَاطِفَةَ الْكَبِيرَةَ. وَالآنَ، لا تُضَيِّعِي الْوَقْتَ الْمُتَبَقِّي مِنَ الْحِصَّةِ، فَلْنَجِدِ السَبَبَ الرَئِيسِيَّ وَلْنُتَابِعْ حَدِيثَنا، مَا هِيَ الصِفَةُ الَتِي يَتَحَلَّى بِهَا وَالَتِي تَجْعَلُكِ تُحِبِّينَهُ كَثِيرًا؟" فَانْرَعَجَتْ كَثِيرًا وَقَالَتْ "أُحِبُّهُ لأَنَّ... أُحِبُّهُ لأَنَّ... أُحِبُّهُ لأَنَّهُ... لأَنَّهُ جُون". فَقُلْتُ لَهَا: "نَعَمْ". إِذًا، حِينَ تُرِيدِينَ اخْتِصَارَ جَوْهَرِ شَخْصِهِ، وَمَا يَعْنِيهِ مِنْ حَيْثُ عَلاقَتُكُمَا وَتَارِيخُكِ الشَخْصِيُّ مَعَهُ، اسْتَطَعْتِ تَلْخِيصَ الْجَوَابِ بِاسْمِهِ.

لِذَا، حِينَ نَنْظُرُ إِلَى اللهِ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اسْمَهُ رَائِعٌ، لأَنَّهُ فِي ذَلِكَ الاسْمِ هُوَ يُعْلِنُ أُمُورًا عِدَّةً حَوْلَ امْتِيَازِ كِيَانِهِ وَكَمَالِ شَخْصِهِ. لِذَا، إِذَا قُلْنَا لِقِدِّيسِي الْعَهْدِ الْقَدِيمِ: "أَخْبِرُونَا بِكُلِّ مَا تَعْرِفُونَهُ عَنِ اللهِ"، فَهُمْ يُجِيبُونَ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ "يَهْوَه"، "أَنَا هُوَ الَذِي هُوَ". إِنْ شَاءَ اللهُ فِي مَوْعِدِنَا الْمُقْبِلِ سَنُحَاوِلُ الْغَوْصَ فِي عُمْقِ أَهَمِّيَّةِ هَذَا الاسْمِ؛ "أَنَا هُوَ الَذِي هُوَ"، مَا يَكْشِفُهُ عَنِ اللهِ وَمَا يَعْنِيهِ بِالنِسْبَةِ إِلَيْنَا.