ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر عزرا - خدمات ليجونير
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر يونان
۲٤ يونيو ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر ملاخي
۲۹ يونيو ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر يونان
۲٤ يونيو ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر ملاخي
۲۹ يونيو ۲۰۲۵

ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن سفر عزرا

يغطّي سفر عزرا مع سفر نحميا مدّة مئة سنة تقريبًا من تاريخ إسرائيل، من صدور مرسوم كورش عام 538 ق.م. الذي سمح بمقتضاه لليهود بالعودة إلى وطنهم أورشليم ويهوذا، وحتّى وقت عودة نحميا إلى أورشليم عام 433-432 ق.م. وتتجمَّع الأحداث حول فترتَين رئيسيَّتَين ضمن هذه المئة سنة: الفترة 538-515 ق.م. (عزرا 1-6)، والفترة 458-433 ق.م. (عزرا 7 – نحميا 13). تتعلَّق الفترة الأولى بإعادة بناء الهيكل، بينما تتعلَّق الفترة الثانية بإصلاح الشعب من خلال الناموس بقيادة عزرا، وبإعادة بناء السور بقيادة نحميا. وقد كانت هاتان الفترتان استكمالًا لقصّة العهد، ولذا ساهمتا في إعداد العالم إلى وصول الموعود به، يسوع المسيح.  

وحين نفكِّر بسفر عزرا، فثمّة ثلاث حقائق يجب أن تعرفها.  

1. هناك ملكٌ أعظم وأكرم وأرحم من كورش أعلن سنة إطلاق وحرّيّة لشعب الله.  

في الأصحاحات الأولى من سفر عزرا، نُخبَر عن وقتٍ في حياة شعب الله حين أُخِذوا من أرضهم مدّة سبعين سنة بسبب خطيّتهم. ولكنّ الله حرّك قلب ملكٍ فارسي ليطلِق شعبه، وحرَّر قلوب شعبه ليعودوا إلى وطنهم من أجل إعادة بناء هيكل الله الذي دمَّره ملكٌ وثنيٌّ قبل سبعين سنة. إنّها قصّة مُدهِشة تمتلئ بالكوارث ووعد العهد؛ بالمصيبة والبهجة؛ بالخوف والإيمان؛ بالظروف الصعبة والرجاء؛ بالمعوِّقات والفداء؛ بالألم والخلاص؛ بالخوف والثقة؛ بالقلق والدهشة.  

الربّ نفسه الذي حرَّك قلب كورش والعائدين في وقته المناسب تمامًا، هو الذي أرسل ابنه أيضًا في وقته المناسب من أجل أنْ "...أُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ" (لوقا 4: 18-19). كما أنّه السيِّد على ظروفنا اليوم. وضعك في المكان المناسب في الوقت المناسب. يمكنك أن تنظر إلى المستقبل برجاء، عارفًا أنّه حتّى في الوقت الحالي يستخدم صعوباتك لأجل أن يجتذبك إلى نفسه وليعظِّم اسمه الجليل. لنستجِبْ تجاه حريّتنا في المسيح بقلب مُوجَّه نحو الخدمة الطوعيّة الراغبة والعطاء المُضحّي. لنُظهِرْ محبَّتنا لله بعبادته وبالعمل لأجل مجده.  

2. لم يكُل الهيكل المُعاد بناؤه سوى ظلٍّ للهيكل الحقيقي الآتي، يسوع المسيح، والمقاومة التي واجهها شعب الله في إعادة بناء الهيكل تُنبئ بمقاومة أعظم سيواجهها المسيح في خدمته وحياته الأرضيّتَين.  

يعزّي سفر عزرا شعب الله بتذكيرهم بأمانة الله لوعوده. كما أنّه يشجِّع شعب الله على أن يبقوا أمناء لله في الظروف الصعبة. ففي الدموع والإحباط ننظر إلى مُخلِّصنا الذي تألَّم لأجلنا سائرين في خطواته ورافعين عيوننا إليه متشوِّقين إلى عودته في المجد. سيتحوَّل وادي اليأس يومًا ما إلى جبلِ بهجةٍ أبديٍّ إذْ سنعبد ربَّنا ومُخلِّصَنا إلى الأبد في المدينة الآتية. ينبغي للمؤمنين أن يتوقَّعوا الألم بينما يعيشون ويعملون لأجل مجد الله ويعتمدون عليه في الأوقات الصعبة والمُحبِطة. ينبغي أن نقدِّم بفرحٍ ممّا لدينا للذين يعملون عمل الله، وأن ننضمّ إلى شعب الله لنخدم باسم يسوع المسيح، ونصلّي لأجل المؤمنين المُضطهَدين الذين أُجبِروا على أن يوقفوا ما يعملونه لأجل الملكوت، ونشجِّع المنخرطين في عمل بشارة الإنجيل.  

3. يدير الله بعنايته الإلهيّة كلَّ الأمور لأجل مجده ومقاصده الفديويّة.  

أوقف المسبيّون العائدون العمل في الهيكل بسبب الظروف المُحبِطة. ولكنّ أنبياء الله ذكّروهم بكلمة الله. وخلال أربع سنوات، أدار الله بعنايته كلّ الأمور والظروف بحيث اكتمل بناء الهيكل، وأُعيدت العبادة إليه. إنّها قصّة النعمة المُدهِشة، والعناية الإلهيّة المُدهشة، والفرح المدهش. ولذا، فإنّها تذكِّرنا بأنّنا حين نكون مُحبَطين ومعرَّضين للتوقَّف عن العمل الذي دعانا الله إليه، علينا أن نلجأ إلى كلمة الله لأجل الحق، وأن نجد راحتنا في المسيح ونسلك في طرقه من أجل أن نختبر ملء الفرح، وأن نثق بمقاصد عناية الله في أن يعمل في كلّ الأمور لأجل خيرنا ومجده. يأتي ملء الفرح فينا من اتّحادنا بيسوع المسيح وطاعتنا لكلمته. وفي ضوء هذا، علينا أن ندعم المنخرطين في عمل الملكوت بكلام الكتاب المُقدَّس والصلاة، وأن نعمل بنشاطٍ واجتهاد في الأماكن التي دعانا الله إليها، وأن نعلِّم الآخرين أنّ الثبات في المسيح يُفضي إلى الفرح، وأن نشارك بانتظام في العبادة الجماعيّة.  

بعدَ مئات السنوات من مجيء عزرا إلى أورشليم، قام كاهنٌ آخر بزيارةٍ إلى أورشليم. ولكنّ هذا الكاهن أتى من السماء إلى الأرض من أجل أن يصنع ويضمن فداء شعبِ الله بذبيحة نفسه. ولأنّ ذبيحته كانت كاملة ونهائيّة على الصليب، نستطيع أنا وأنتَ أن نقترب من عرش النعمة بثقة، وأن نتضرَّع إلى إلهنا بجرأة بأن يحمينا، ويمنحنا احتياجاتنا، وأن يتمِّم مقاصده لنا. يشجِّعنا سفر عزرا على إكمال العمل الصالح الذي دعانا كاهنُنا وملكُنا إلى أن نعمله مع الاتّكال على عنايته الإلهيّة في إعدادنا وحمايتنا وسدّ احتياجاتنا.  

هذه المقالة هي جزء من سلسلة "ثلاث حقائق يجب أن تعرفها". 


تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

ساره ايفل
ساره ايفل
سارة إيڤِل (Sarah Ivill؛ حاصلة على درجة الماجستير العالي في اللَّاهوت، من كلّيّة دالاس للاهوت) معلِّمةٌ للكتاب المُقدَّس ومتكلّمة في مؤتمرات، وهي تسكن في ماثيوز بولاية نورث كارولاينا مع زوجها وأولادها الأربعة، وهي عضوةٌ في "كنيسة عهد المسيح" (Christ Covenant Church، التي هي جزء من طائفة الكنيسة المشيخيّة في أميركا [PCA]). ألَّفت عدّة كتب ودراساتٍ في الكتاب المُقدَّس، منها "الله الذي يسمع" (The God Who Hears)، و"لوقا: حتّى تتيقَّن بشأن الإيمان" (Luke: That You May Have Certainty Concerning the Faith). ولمعرفة المزيد عنها، زُر موقعها الإلكتروني www.sarahivill.com .