هل يوجد طريق واحد فقط للخلاص؟
۲۱ أغسطس ۲۰۱۹أساتذة مؤهلين لمدارس الأحد للأطفال
۲۹ أغسطس ۲۰۱۹ذئاب في ثياب حملان
عبر التاريخ، أقام عدو الخير العديد من الأنبياء والمعلمين الكذبة، ولكن ربما لم يحدث سابقًا في التاريخ أن أقامت الكنيسة بنفسها العديد من الأنبياء والمعلمين الكذبة، حيث تستعرضهم وترحب بهم داخلها وداخل بيوت شعبها. يكثر تواجد المعلمون الكذبة على ما يُطلق عليه شبكات القنوات التليفزيونيَّة المسيحيَّة، كما نجد العديد من الكتب المنشورة لهؤلاء المعلمين الكذبة على رفوف ما يُطلق عليه المكتبات المسيحيَّة. وعلى الرغم أن العديد من المؤمنين يقلقون بحق من نمو ديانات مثل الإسلام، فإن أكبر خطر يهدد المسيحيَّة القويمة ليس هو الديانات الأخرى بل المعلمون الكذبة الذين يتسلَّلون خلسة إلى داخل الكنيسة.
يتسلَّل المعلمون الكذبة إلى داخل الكنيسة ليس لأنهم يبدون كمعلمين كذبة بل لأنهم يبدون كملائكة. فهم يتنكَّرون مثلما يفعل سيدهم إبليس الذي يتنكر في شبه ملاك نور. عندما ينوي المعلمون الكذبة التسلُّل إلى داخل الكنيسة، فإنهم عادة لا يبدون كذئاب لأنهم يرتدون ثياب الحملان، مستخدمين بعض المفردات التي يستخدمها الحملان. فهم يقتبسون من الكتاب المقدس باستمرار، وغالبًا يستطيعون الاقتباس من الكتاب المقدس أكثر من المؤمن العادي. في الغالب لا يجادل المعلمون الكذبة أو يتسببوا في انشقاق؛ في أغلب الأحيان يكونون من ألطف الشخصيات التي نعرفها. وعادة لا يتسلَّلون بوجوه عابسة بل بوجوه تملؤها الابتسامة. كما لا يتسلَّلون عادة إلى داخل الكنائس ليعلموا الهرطقات والأكاذيب الواضحة؛ بل بمهارة يشكِّكون في الحق ويعلِّمون أنصاف الحقائق، وعادة لا يمكن التعرُّف عليهم من خلال ما يعلِّمونه فعلاً بل من خلال ما يتجاهلوه في تعاليمهم. غالبًا ما يتحدَّثون عن يسوع، والخلاص، والإنجيل، والإيمان ولكنهم يغيرون كلمات ومفاهيم الكتاب المقدس لتتوافق مع مفاهيمهم الخاصة عن الحق، والتي هي ليست الحق على الإطلاق. وعادة لا يحاولون التسلُّل إلى داخل الكنائس التي تعلِّم كلمة الله بكل جراءة وشغف، في وقت مناسب وغير مناسب، حيث يتوق الناس لسماع الوعظ الصحيح من الكتاب المقدس وينمون في النعمة ومعرفة ربنا يسوع المسيح. بالأحرى، يستهدف هؤلاء المعلمون الكذبة عادة الكنائس التي لا يبالي فيها الناس بالعقيدة ولا يكترثون للوعظ من كلمة الله.
إذن، فإن أضمن طريقة لمنع ووقف انتشار التعاليم الكاذبة هي أن يلتزم القادة المسيحيِّين والعلمانيِّين، والقساوسة وشعب الكنيسة، والمعلِّمين والمتعلِّمين بالوعظ الصحيح من كلمة الله وأن يجاهدوا بمثابرة من أجل الإيمان المُسَلَّم مرة للقديسين. عندها فقط سيتم التعرُّف على حقيقة المعلِّمين الكذبة وتتم حماية خراف المسيح من الخطأ، حتى يحيا الجميع في محضر الله؛ أمام وجه الله، لمجد الله بحسب الحق الإلهي الذي لا يتغيَّر.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.