لماذا ينبغي أن نجتهد لأجل الإيمان - خدمات ليجونير
التلمذة
٦ مايو ۲۰۲۵
التلمذة
٦ مايو ۲۰۲۵

لماذا ينبغي أن نجتهد لأجل الإيمان

تذكِّرنا الرسالة القصيرة التي كتبها يهوذا بضرورة "الاجتهاد لأجل الإيمان" والدفاع عنه. هذا أمرٌ ضروريّ حينما يتسلَّل أشخاصٌ إلى الكنائس سرًا ويبدأون بالترويج لعقائد وتعاليم خاطئة وأسلوب حياةٍ منحرف. يكتب يهوذا:  

أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظًا أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ. لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهذِهِ الدَّيْنُونَةِ، فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ. (يهوذا 3-4) 

 

ومع هذا، قد يتساءل المرء عن سبب ضرورة أن نجتهد لأجل الإيمان وندافع عنه إن كان الله يعرف ويدين حتى الذين تسلَّلوا إلى الكنائس دون أن نلاحظهم. أليس من الأفضل أن نترك موضوع الاجتهاد والدفاع لإلهِنا كلّي العلم؟ ففي نهاية المطاف، يذكِّرنا يهوذا بأنّ الذين عاشوا حياةً شرّيرة وعلَّموا تعاليم منحرفة قد أدانهم الله.  

لا يعني اجتهادنا لأجل الإيمان ودفاعنا عنه أنّنا نتدخَّل في عمل الله. لكنّه يعني أنّنا نصطفّ معه. إنّنا نجتهد لأجل الإيمان وندافع عنه لأنّه يدعونا إلى عمل هذا. ورجاؤنا في هذا هو ألا ينفع اجتهادُنا ودفاعُنا الكنيسةَ فقط، لأننا لا نسمح للخطيّة بأن تنتشر، بل أن يدفع أيضاً بعض الذين يروّجون للحياة المنحرفة والتعليم الخاطئ إلى التوبة. وهكذا، فإنّ الاجتهاد لأجل الإيمان والدفاع عنه عملُ محبّة محبّة لله، الذي نطيعه والذي ندافع عن تعليمه؛ ومحبّة للكنيسة، التي نسعى إلى حمايتها بالدفاع عن الإيمان؛ ومحبّة للذين يسبِّبون الأذى وذلك بدعوتنا إيّاهم إلى التوبة. وفي انخراطنا في الجهاد الحسَن، نعمل هذا عارفين أنّ ربَّنا الصالح هو القاضي الأسمى للذين يكرِّسون أنفسهم للحياة المنحرفة والتعليم الخاطئ إلّا إنْ تابوا.  

ومع هذا يتحفَّظ مؤمنون كثيرون على الانخراط في الدفاع عن الحقّ. فبسبب معرفتنا الناقصة وكلّ التحذيرات الكتابيّة بعدم الدخول في مشاجرات، يفضِّل مسيحيّون كثيرون عدم الانخراط في الدفاع عن الإيمان لئلّا يسبِّبوا انقساماتٍ في الكنيسة. ولكنّ يهوذا يذكِّرنا بأنَّ الانقسام في الكنيسة يكون حقيقةً في الكنيسة حين يدخل المُعلّمون الكذبة إلى الكنيسة:  

وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَاذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا رُسُلُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ: "إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ." هؤُلاَءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ. (يهوذا 17-19) 

لن يؤدي عدم الاجتهاد لأجل الإيمان والدفاع عنه إلى الحفاظ على الوحدة. فما سيحدث هو العكس: فعدم دفاعنا عن الإيمان سيسمح للناس العالميّين بأن يستمرّوا في عملهم المدمِّر. ولذا، علينا أن نكون مستعدّين وراغبين بأن ندافع عن الإيمان المُسلَّم مرّة لنا، ونصلّي أن يستخدم الله موقفنا من أجل حفظ وحدة الكنيسة أو استعادة هذه الوحدة.  


تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

مَتِّياس لومان
مَتِّياس لومان
القس مَتِّياس لومان هو قسيس في طائفة الكنيسة الإنجيليَّة الحرَّة بمدينة ميونيخ في ألمانيا، ورئيس ومُؤسِّس الشراكة الألمانيَّة للإنجيل (Evangelium21).