ملُقين كلَّ همكم عليه - خدمات ليجونير
صعود ورحلة
۲۹ أبريل ۲۰۲۵
التلمذة
٦ مايو ۲۰۲۵
صعود ورحلة
۲۹ أبريل ۲۰۲۵
التلمذة
٦ مايو ۲۰۲۵

ملُقين كلَّ همكم عليه

الاضطرابات والأزمات جزءٌ من الحياة. لدى جميعنا شخصيّاتنا الخاصّة وظروفنا الخاصّة، ولذا فإنّنا نختبر القلق بطرقٍ مختلفة. نحنُ نقلق بشأن أمورٍ تتعلَّق بالأمان والعلاقات وسداد الاحتياجات. والاهتمام بدرجةٍ مُعيَّنة أمرٌ طبيعيٌّ وجيّد. فقد أعطانا الله فطرةً لأجل السعي إلى البقاء والاستمرارُ وقوىً عقليّةً لنستطيع تحسين أوضاعنا الحياتيّة. يُثار الخوف في قلوبنا حين نقابل كلبًا يهرّ وأسنانه ظاهرةٌ، ولذا نلجأ إلى مكانٍ آمن. يحفِّزنا مقدار معقول من التوتُّر على العمل بجديّة لسدّ احتياجات أحبّائنا. وإن كُنّا نقلق من احتماليّة أن يقع طفلنا من على الدرج نضع بوّابةً أعلاه.  

ولكنْ متّى تتحوَّل الاهتمامات الطبيعيّة في الحياة وبها إلى قلقٍ وهمّ؟ تتضمّن الكلمة "همّ" معنى "الاختناق، الشعور بالاختناق." فماذا نعمل إنْ كُنّا نختنق بفعل التوتُّر والضغط؟  

أوّلًا، هناك وضعٌ واحدٌ ينبغي أن يسبِّب الكثير من القلق لك؛ فإنْ كنتَ غيرَ مؤمن فأنتَ في خطرٍ شديد. أسرِع لأجل حياتك في أن تتوبَ عن خطاياك، وآمن بالربّ يسوع المسيح، مستجيبًا لقوّة عمل الروح القدس.  

ولكنْ إن كنتَ مُخلَّصًا، فإنّ الكتاب المُقدَّس يقدِّم لكَ ثروةً وكنزًا من التعزية والمشورة للتعامل مع قلقك. يوبِّخنا يسوع في متّى بمحبّةٍ، وكأنّه يقول لنا: "يا ابني، ألا ترى أنّني أعتني بالطيور والزهور؟ فلماذا لا تثق بأنّني أعتني بك؟" وبدلَ أن يوبِّخنا على عدم إيماننا وربّما على أنانيّتِنا ومادّيّتنا أيضًا، كأنّه يلفّنا بذراعه ويقول: "ألستَ أثمن من هؤلاء بكثير؟"  

يوبِّخنا يسوع في متّى بمحبّةٍ، وكأنّه يقول لنا: "يا ابني، ألا ترى أنّني أعتني بالطيور والزهور؟ فلماذا لا تثق بأنّني أعتني بك؟" وبدلَ أن يوبِّخنا على عدم إيماننا وربّما على أنانيّتِنا ومادّيّتنا أيضًا، كأنّه يلفّنا بذراعه ويقول: "ألستَ أثمن من هؤلاء بكثير؟"  

يظهر عنصرا الحثّ والتعزية في كلّ الكتاب المُقدَّس. لا يدفعنا الله بعيدًا، ولا يقول: "توقَّف عن الاهتياج والقلق." لكنّه يعطينا الحلّ، وهذا الحلّ هو الله نفسه. لسنا مُضطرين إلى أن نخاف لأنّه يترك سلامه معنا وفينا (يوحنا 14: 27)، ولأنّه يُمسِك بنا بيده القويّة البارّة (إشعياء 41: 10). يمكننا أن نتمتَّع بالشجاعة لأنّه معنا (يشوع 1: 9). ننقل عيوننا من تجاربِنا ومحَنِنا الحاليّة إلى المجد المستقبليّ (رومية 8: 18). يمكن أن تُستخدَم اضطراباتنا لمساعدة الآخرين (غلاطية 6: 1-2). ويمكن للقلق أن يقرِّبنا إلى الله (مزمور 50: 15؛ رومية 5: 3-5؛ عبرانيّين 4: 14-16).  

كيف يمكننا أن نستخدم المبادئ الكتابيّة ترياقًا للقلق؟ وجدتُ أنّ الأمور التالية مفيدة: الصلاة، والعمل، وترك الأمر. فبدلًا من أن تكون قلقًا، اسكب قلبك أمام الله (فيلبّي 4: 6). كثيرًا ما يكون مجرَّد تعبيرنا عمّا في داخلنا مفيدًا. والله يعِدُ بأنْ يحفظ سلامه قلوبَنا وعقولَنا. وبعد ذلك اعمل ما هو كتابيّ وحكيم من أجل تحسين وضعك. اعمل باجتهاد وخطِّط لأجل المستقبل. وعلِّم أولادَك جيِّدًا. وأخيرًا، اترك الباقي في يدَي الربّ، فيداه تصلان إلى حيث لا تستطيع يداك أن تصلا.  

قد يكون عليك أن تخوضَ في هذه الدورة من الصلاة والعمل والترك مرّات عديدة، وعبر فترةٍ طويلة، ولكنّ ثِق بوعود الله: "مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ" (1بطرس 5: 7).  


تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

ماري بيكي
ماري بيكي
ماري بيكي (Mary Beeke) مؤلِّفة كتابَي "قانون اللُّطف" (The Law of Kindness) و"علِّمهم أن يعملوا" (Teach Them to Work)، وقد عملتْ معلِّمةً في عدّة مدارس وممرضةً.