ذئاب في ثياب حملان
۲۸ أغسطس ۲۰۱۹القيامة والتبرير
۳ سبتمبر ۲۰۱۹أساتذة مؤهلين لمدارس الأحد للأطفال
منذ ظهور مدارس الأحد حديثًا، طُلب من قادة الكنيسة أن يجدوا أساتذة متطوعين. قد يبدو إيجاد متطوعين مناسبين أمرًا مستحيلًا، فأصبح من المغري أن نقلِّل من المعايير، بالأخص المتعلقة بأساتذة مدارس الأحد للأطفال. فهُم مجرد أطفال، ونحن فقط نلِّون صورًا لفلك نوح أو لأسوار أريحا، أليس هذا صحيحًا؟
أريد أن أقترح أنه هناك طريقًا أفضل. يتضمن هذا معرفة أنه ينبغي أن نحث أنفسنا لنطالب بأساتذة مؤهلين لمدارس الأحد لكل الأعمار بدءًا من الصغار الذين في متى 18 وحتى البالغين، كما يتضمن التشجيع من قادة وشعب الكنيسة.
من الجيد أن نعترف بأن ظروفًا معينة متعلقة بخدمة الكنيسة تُترك إلى "نور الطبيعة، والتدبّر المسيحيّ، وفقًا للقواعد العامة للكلمة" (إقرار إيمان وستمنستر 1: 6). ينطبق هذا على مدارس الأحد، التي لا يأمرنا بها أو ينهينا عنها الكتاب المقدس، وهكذا ينبغي أن نسمح ببعض المفارقات في التطبيق. ومع هذا يجب أن نسعى للطاعة أينما كان الكتاب المقدس واضحًا، ووفرة النصوص الكتابيَّة عن التعليم يُمكن أن تساعدنا في تحديد بعض المعايير الكتابيَّة التي يجب مراعاتها عند اختيار أساتذة مدارس الأحد. يدعونا سفر التثنية 6 أن نعلم أولادنا بجدية في أي ظرف من الظروف (الآيات 5–9)، لكن لاحظ أن هذه الوصية تتبع تذكير موسى أن يسمع بني إسرائيل أولاً، ويفهموا، ويحفظوا فرائض ووصايا الله لأنفسهم (الآيات 1–3). أولئك الذي سيعلمون أولادنا يجب أولا أن يعرفوا ناموس الله بأنفسهم.
توضح أيضًا مؤهلات الرسول بولس للأساقفة في 1 تيموثاوس 3 الأمر. يقول بولس في الآية 6 أن الأساقفة لا يجب أن يكونوا حديثي الإيمان. يرجع هذا جزئيًّا لأن هؤلاء المكلَّفين بالتعليم يحتاجون للمعرفة الأساسيَّة التي تحتاج إلى وقت كي تنمو. بدون شك، يمتد أيضًا الاحتياج إلى المعرفة والحكمة لأولئك الذين يتمِّمون وصية تعليم الأطفال (تثنية 6: 7؛ أمثال 22: 6؛ أفسس 6: 4). بالمثل، قدَّم ربنا يسوع المسيح تحذيرًا قويَّا من الدينونة العظيمة الذي ستقع على "مَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ" (متى 18: 6). عندما يتعلَّق الأمر بتعليم كلمة الله، تصبح المخاطر كبيرة بقدر أهمية وثقل الأمر. إن كنَّا غير راضيين عن أستاذ غير مُؤهَّل للقراءة والكتابة والرياضيات، فبالأحرى كم يجب ألا نقبل مَن هو غير مُؤهَّل ليُعلِّم أولادنا الأمور الأبديَّة المختصة بالإيمان المسيحي؟
في اللاهوت المُصلَح، غالبًا ما تتضمَّن عهود عضويَّة الكنيسة على وعود بالسعي وراء نقاء وسلام الكنيسة. ينبغي أن يرتكز هذا النقاء والسلام على الحق. كان هذا هو اهتمام ربنا يسوع المسيح قبل ذهابه للصليب أن نتقدَّس في حق كلمة الله (يوحنا 17: 17-23). لذلك حتى في عهودنا نجده التزامًا ضمنيًّا بإيجاد أساتذة مؤهلين. إن إتمام هذه العهود لا ينطوي فقط على سعينا الشخصي لنقاء الكنيسة وسلامها بل ينطوي أيضًا على تشجيع المعايير في خدمة الكنيسة لفعل نفس الشيء. يحذر الرسول بولس من أولئك الذين قد يعطِّلون هذا السلام بالتعليم المنحرف (1 تيموثاوس 6: 3–5). وبالتالي، لكي يكون التعليم في فصول مدارس الأحد لدينا كتابيًّا ويشجع على نقاء الكنيسة وسلامها، يجب أن يكون أولئك المُكلَّفون بالتدريس مؤهلين للقيام بهذه المهمة.
يجب أن تشمل دروس مدارس الأحد الكتابيَّة، بطريقة ما، على التعليم العقائدي وأسئلة وأجوبة الإيمان المسيحي — أي التربية المسيحيَّة الكلاسيكيَّة للكنيسة. يحتاج الأطفال إلى الإيقاع المنتظم والمنسجم الذي يقدمه هذا التعليم. يجب أن نسعى جاهدين لنقل كلمات سليمة من شأنها أن تشكِّل عادات وأنماط الفكر التي تعد نفوس أطفالنا للنمو الروحي وهم ينضجون جسديًّا وفكريًّا وعاطفيًّا.
وماذا عن البالغين؟ في الحقيقة هناك أوجه تشابه بين الأطفال والكبار أكثر من الاختلافات. مثل الأطفال، نحن الكبار عُرضة للنسيان والاكتفاء بما هو مريح. مثل حديثي الإيمان الذين يشبههم الكتاب المقدس بالأطفال الذين في حاجة للبن أمهم، نحن في احتياج لتعليم سهل الهضم — مثل أسئلة وأجوبة الإيمان المسيحي، والتكرار، حيث يتم غرسه بأمانة ونقله من قبل أساتذة مؤهلين. إن اتباع نظام غذائي ثابت لمثل هذا التعليم يدفعنا إلى النضوج الذي نُدعى إليه في المسيح (عبرانيين 6: 1؛ أنظر أيضًا كولوسي 1: 28). علاوة على ذلك، بينما نستقبل نحن الآباء والأمهات دروسًا سليمة لمدارس الأحد، نستطيع أن نتمِّم بأمانة دعوة أن نجتهد في تعليم أطفالنا "الْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ" (تثنية 29: 29).
كيف يبدو هذا من الناحية العمليَّة؟ هنا نجد الاختلاف على أساس الالتزامات العقائديَّة والكنسيَّة. يجب أن يكون هدفنا، كما هو الحال فيما يتعلَّق بسلامة وحماية أطفالنا، إقصاء ليس لأي شخص بعينه، وإنما لأي تلميح لتعليم قد يزعزع النقاوة اللاهوتيَّة ووحدتنا الترابطيَّة. إننا نريد أن نسعى للتلمذة التي تقوِّي التزامنا بسلام ونقاء الكنيسة.
في كنيسة سانت أندرو، لكي نتأكد من أن يكون لدينا أساتذة مؤهلين لكل مرحلة عمريَّة، نقوم بتقييم الأستاذة المرشحين في ثلاث مجالات: العهد، والعقيدة، والعلاقات. أولًا، يجب أن يكون الأساتذة أعضاء ملتزمين بشكل جيد في الكنيسة لمدة ستة أشهر على الأقل. ثانيًا، بعض النظر عن السن، يجب أن يقر ويعترف الأساتذة بمعايير إقرارات إيمان وستمنستر، مع استثناءات محدودة معتمدة. بالنسبة لمدارس الأحد للبالغين، نطلب أيضًا أن يكون الأساتذة إما مرتسمين في منصب كنسي في الكنيسة، أو قسيس تحت التدريب، أو أعضاء في فريق الخدمة. ثالثًا، يجب أن يكون الأساتذة المرشحين نشطين في حياة كنيستنا؛ يجب أن يكونوا ملتزمين بإرساليَّة الكنيسة المحلية وإنجيل يسوع المسيح ربنا. إن ضمان توافر هذه المعايير يتيح لنا التأكُّد أن رعية المسيح التي كُلِّفنا برعايتها يتم إطعامها من كلمة المسيح النقيَّة وحمايتها من الضلال.
أخيرًا، مجد الله وتعظيمه هو غاية كل شيء، بما في ذلك فضول مدارس الأحد في المرحلة الابتدائيَّة. لذلك، فإن الأساتذة الذين نستأمنهم على أطفالنا هو أمر في غاية الأهمية.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.