أن تكون مُطوَّبًا ومُبَارَكًا - خدمات ليجونير
أحبب أولادك وشريك حياتك
۲۹ أبريل ۲۰۲۱
الكتاب المقدس وحده
۵ مايو ۲۰۲۱
أحبب أولادك وشريك حياتك
۲۹ أبريل ۲۰۲۱
الكتاب المقدس وحده
۵ مايو ۲۰۲۱

أن تكون مُطوَّبًا ومُبَارَكًا

لا ينبغي الاستخفاف ببركة الله. ولكن في أيامنا هذه، يتم التحدُّث عن البركات باستخفاف وبشكل عشوائي لدرجة أن كلمة بركة فقدت معناها. فالناس يتحدَّثون عن شعورهم بالبركة والاستمتاع بيوم مُبَارَك أو حياة مُبَارَكة عندما تسير الأمور على ما يُرام ولا يوجد شيء خطير يزعجهم في تلك اللحظة. فنسمع مَن يبارك أحدهم بعد العطس، وفي نهاية رسائل البريد الصوتي، وكهاشتاج في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى ملصقات السيارات.

في الولايات المُتحدة، كان تُستخدم عبارة "ليُبارك الله أمريكا" كصلاة تعبِّر عن الاتكال المتواضع، ولكن الآن غالبًا ما يتم استخدامها كإعلان مُتعجرف ومُتغطرس بأن الله سيباركنا بغض النظر عمَّا نفعله كأمَّة. فقد بارك الله سابقًا، وهو يُبارك حاليًا، ونصلي من أجل أن يظل الله يُبارك، ولكن يجب أن نتذكَّر أن بركاته هي أشياء في غاية الجديَّة، ولا يجب أن نتعامل معها بعبثيَّة. يأخذ الله بركته على محمل الجد، وهذا ما يجب أن نفعله نحن أيضًا. لا يبارك الله الناس باستخفاف ولا يبارك بشكل عشوائي - إنه يبارك شعبه حسب عهده الثابت بمحبته لنا. لا ينال الجميع البركة، ولا ينبغي أن نفترض ببساطة حصولنا على بركة الله. فقط أولئك الذين هم في عهدٍ مع الله هم المُبارَكون، وفقط أولئك الذين تم خلاصهم بيسوع المسيح هم المُبارَكون، لأنه المسيح قد استوفى كل شرط بحياته الكاملة وموته الكفَّاري كبديلٍ عنَّا. فقط أولئك الذين اتحدوا بالمسيح بواسطة الإيمان هم المُبارَكون. كمؤمنين، نحن مُبارَكون في المسيح لأن المسيح أخذ لعنة الخطيَّة عنَّا واحتمل غضب الله من أجلنا. إن كان شخص ما ليس في المسيح، ولم يثق بالمسيح أبدًا، فسيتضح أنه مُدَان بالفعل. وبركاته الظاهريَّة سوف تقود في النهاية إلى دينونته.

إن كنَّا حقًا في المسيح، فسنسعى جاهدين لنأتي بثمار المسيح. إن كنَّا نؤمن بالإنجيل، فسنسعى جاهدين لنسلك ما يليق بالإنجيل. إن كان لدينا الروح القدس، فسنسعى جاهدين لنسلك بالروح القدس. إن كنَّا نحب المسيح، فسنسعى جاهدين لاتباع المسيح وطاعته. إن كنَّا نحب الله، فسنسعى جاهدين لحفظ وصايا الله. إن كنَّا مُبارَكين، فسنسعى جاهدين لامتلاك وطلب الصفات التي تحدَّث عنها يسوع في التطويبات، وحين نُظهرها في هذا العالم، سوف نتعرَّض للاضطهاد.

ولكن إن كنَّا منغمسين في أنفسنا، وأنانيِّين، وقاسين القلب، وغير رحماء، ومُسبِّبين للانقسامات، ومتغطرسين، فنحن لسنا فقط غير مُبَارَكين، بل غير مُخلَّصين. ولكن إن كانت شروط وصفات التطويبات تظهر فينا، فنحن مُبَارَكون. يمكننا أن نتيقَّن أن يسوع لنا ونحن له، وأنه لا شيء يمكن أن يفصلنا عن الحالة الحاضرة أو الأبديَّة للبركة حين نعيش حياتنا "كورام ديو" أي في محضر الرب، وأمام وجهه الذي يضيء به بنوره المجيد الذي يرفعه علينا.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

بيرك بارسنس
بيرك بارسنس
الدكتور بيرك بارسنس (BurkParsons@) هو رئيس تحرير مجلة تيبولتوك، والراعي الرئيسي لكنيسة سانت أندروز في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا، وعضو هيئة التدريس في خدمات ليجونير. شارك في ترجمة وتحرير "كتاب قصير عن الحياة المسيحيَّة" (A Little Book on the Christian) بقلم جون كالفن.