التمتع بالفرح في عملنا
۱۳ أبريل ۲۰۲۱تمييز الحق
۱٤ أبريل ۲۰۲۱لاهوت الصليب
يتمثَّل أحد أعظم مخاوفي على كنيسة اليوم في أننا سنمل من صليب المسيح. أخشى من أن مجرَّد ذكر المسيح وإيَّاه مصلوبًا يقود كثيرين ممن يدعون أنفسهم مؤمنين إلى قول: "أجل، أعرف كل ما يتعلَّق بموت يسوع على الصليب من أجل خطاياي — فدعونا ننتقل إلى أمر آخر. دعونا نتخطَّى الأساسيَّات، لنتناول معضلات لاهوتيَّة أهم". أنا أؤمن إيمانًا راسخًا بأن إبليس مُصمِّم على محاولة تدميرنا، لكنَّه يكتفي الآن بإفقادنا اندهاشنا بالمسيح وإيَّاه مصلوبًا. وعادةً ما يبدأ فقدان الاندهاش هذا من على المنبر، وسريعًا ما يتفشَّى داخل قلوب ومنازل الجالسين على مقاعدهم. عندما يتوقَّف الرعاة عن الوعظ عن الصليب أو لا يذكرونه إلا عندما يضطرون لذلك، سيبدأ شعب الله في استسهال رؤية الصليب أمرًا عابرًا لا حاجة إليه سوى في بعض الأحيان.
يعلم جميع المسيحيِّين المؤمنين أن الصليب مهم، لكنَّنا كثيرًا ما نخفق في استيعاب المغزى الشامل له — أي أن الصليب ليس في قلب إيماننا فحسب، بل يشمل الوجود الكامل لإيماننا وحياتنا وعبادتنا. ولكي نمتلك لاهوتًا سليمًا عن الصليب، لا بد أن تمتلكنا حقيقة المسيح وإيَّاه مصلوبًا في كل ما نؤمن به وفي كل ما نفعله. لا ينبغي أن نكتفي بالصليب قائمًا على رأس أولويَّاتنا اللاهوتيَّة، بل لا بد أن يكون في مركز جميع أولويَّاتنا اللاهوتيَّة. فإن شعرنا بالملل من صليب المسيح، وإن فقدنا اندهاشنا بالمسيح وإيَّاه مصلوبًا، سنبدأ فورًا في فقدان العقيدة والممارسات المسيحيَّة بأكملها.
فالسؤال القائم الآن هو لماذا لا يسمع العديد من المسيحيِّين كثيرًا عن صليب المسيح؟ لماذا لا ينقب بعض الوعَّاظ في أعماق لاهوت الصليب؟ بعض الوعَّاظ لا يقضون الوقت الكافي للوعظ عن الصليب لأنهم إن فعلوا ذلك، سيتعيَّن عليهم التحدُّث عن الخطيَّة، وعن غضب الله، وعن قداسة الله، وعن دينونة الله الأبديَّة في الجحيم لكل غير التائبين تحت الصليب. بكل صدق، نحن نفعل خيرًا بتركيزنا على محبَّة الله التي ظهرت في الصليب، لكن إن لم نستوعب غضب الله، لا على الخطيَّة وحدها، بل على الخطاة أيضًا، فلا يمكننا أن نفهم محبة الله للخطاة. إن أخفقنا في إدراك ما يُخلِّصنا الله منه — أي الغضب والدينونة والجحيم — فلن نفهم أبدًا رحمته. وإن لم نوَاجَه ببشاعة خطيَّتنا، لن نتمكَّن من الاتكال على نعمته المذهلة. لأنه فقط حين نستوعب أننا بخطايانا علَّقنا الرب يسوع على الصليب، سنبدأ في إدراك ما فعله الله من أجلنا على الصليب.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.