تمييز الحق - خدمات ليجونير
لاهوت الصليب
۱٤ أبريل ۲۰۲۱
وسائط النعمة العاديَّة
۱۵ أبريل ۲۰۲۱
لاهوت الصليب
۱٤ أبريل ۲۰۲۱
وسائط النعمة العاديَّة
۱۵ أبريل ۲۰۲۱

تمييز الحق

يصعب الحصول على الحق في هذه الأيام. إن لم تتغيَّر الأمور، فسيكون الأمر أكثر صعوبة على أحفادنا. حتى الآن، لا يعرف الكثير من الناس أين يجدون الحق، وبشكل متزايد لا يعرفون حتى كيفيَّة البحث عنه، معتقدين أنه يمكن العثور عليه في تغريدات المشاهير المُفضَّلين لديهم، أو في النتائج الأولى من البحث في موقع جوجل، أو على صفحة ويكيبيديا. ومع ذلك، فإن المشكلة الحقيقيَّة لهذا الجيل والأجيال القادمة ليست في الأساس أين وكيف يجدون الحق ولكن فشلهم في التعرُّف على الحق. لهذا السبب، يجب أن ندرِّب الجيل القادم على تمييز الحق ليس فقط من الضلال بل من نصف الحق ومن الحق المُشوَّه ومن الحق الممحو جزئيًّا.

على مر التاريخ، حاول بعض الأشخاص إنكار الحق بمحاولة التشكيك في الحق الموجود في الكتاب المُقدَّس. كان البعض أكثر مكرًا وبالتالي أكثر نجاحًا في إبعاد الناس عن كلمة الله، مستخدمين مصطلحات علميَّة لإقناع الناس بطرق جديدة مُستحدثة لتفسير الآراء التي يُفترض أنها غير مستنيرة للمسيحيَّة الكتابيَّة. وقد فعل الكثيرون ذلك كجزء من محاولة "إنقاذ" المسيحيَّة من خلال مواءمتها مع عقليَّة وأخلاق الثقافة العلمانيَّة.

للأسف، ما كان في يوم من الأيام عملًا بشكل رئيسي لمن هم خارج الإيمان أصبح الآن بسرعة هو المعيار الطبيعي في العديد من الكنائس. مثل أعداء الإيمان منذ القدم، يحاول أولئك الذين ينخرطون في مثل هذه المحاولات من داخل الكنيسة إعادة تفسير الحق الكتابي لجعل نسختهم المسيحيَّة أكثر قبولًا للثقافة. ونادرًا ما يكونون من الحماقة لدرجة حذف بعض الحقائق اللاهوتيَّة من المسيحيَّة غير المرغوب فيها ثقافيًّا. بدلاً من ذلك، يتجنَّبون ذكر مثل هذه الأشياء حتى لا يسيئوا إلى الثقافة، على أمل الفوز بالاستماع إليهم. هذه حماقة. إن أي محاولة لمواكبة المسيحيَّة مع الثقافة ستنتج مسيحيَّة مُقيَّدة وضعيفة بلا صوت ضد الثقافة يعلن عن الحق.

الكنيسة الحقيقيَّة يجب ألا تتخلَّى عن شبر واحد. يجب أن نرفض السماح لأسياد ثقافتنا بإلغاء الحق الإلهي، كما لو كان بإمكانهم ذلك، ويجب ألا نسمح للبعض في الكنيسة بمحاولة محو الحق ولو جزئيًّا. فقط أولئك الذين يحتقرون الحق يسعون إلى تجنُّب الحق، أو إعادة تفسير الحق، أو يفشلون في التكلُّم بالحق من أجل التكيُّف مع الثقافة. ما هو أكثر من ذلك، لاستعارة فكرة من جورج أورويل (George Orwell)، عندما نمحو الحق، لا تنسى الأجيال القادمة الحق فحسب، بل تنسى أيضًا عمليَّة محو الحق، وتصبح الأكاذيب هي الحقيقة الظاهرة. فقط عندما نعرف الحق نتحرَّر — نتحرَّر لكي نحب الحق وذاك الذي هو الحق، ونتحرَّر لنقول الحق بمحبَّة.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

بيرك بارسنس
بيرك بارسنس
الدكتور بيرك بارسنس (BurkParsons@) هو رئيس تحرير مجلة تيبولتوك، والراعي الرئيسي لكنيسة سانت أندروز في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا، وعضو هيئة التدريس في خدمات ليجونير. شارك في ترجمة وتحرير "كتاب قصير عن الحياة المسيحيَّة" (A Little Book on the Christian) بقلم جون كالفن.