تمييز الحق
۱٤ أبريل ۲۰۲۱نَيل وسائط النعمة
۱۵ أبريل ۲۰۲۱وسائط النعمة العاديَّة
لم أسمع أبدًا أي مسيحي يقول إنه لا يؤمن بأن الله له السيادة المُطلقة. لكنِّي سمعت العديد من المسيحيِّين الحقيقيِّين يُعرِّفون سيادة الله بطريقة تجعل الإنسان في نهاية المطاف له السيادة على الله. فوجهة نظرهم عن السيادة تجعل الإنسان كبيرًا والله صغيرًا. يقول أحدهم: "أنا أعلم أن الله هو صاحب سيادة، ولكن...". وفي الحقيقة، العديد من المؤمنين المسيحيِّين لا يؤمنون في الواقع أن الله له السيادة المُطلقة. وإذا لم نؤمن أن الله له السيادة المُطلقة، فإننا لا نؤمن حقًا أن الله هو الله. ومع ذلك، فإن المشكلة أعمق من ذلك بكثير.
العديد من المسيحيِّين الذين يعلنون أنهم يؤمنون بأن الله له السيادة المُطلقة على كل شيء يؤمنون بنوع من السيادة أقرب إلى القدريَّة الإسلاميَّة من التعاليم الكتابيَّة، وهو نوع من العدميَّة الإيمانيَّة التي لا تؤمن بأن أي شيء نفعله مهم حقًا – أن الله له السيادة المُطلقة ونحن مجرَّد دُمى يقوم بتحريكها. هذا ليس ما يُعلِّمه الكتاب المُقدَّس عن سيادة الله. فالله يُعلن في الكتاب المُقدَّس أنه حقًا له السيادة المُطلقة على كل شيء، وأنه قد حدَّد مُسبقًا كل الأشياء التي تحدث، وأنه ليس مصدر الخطيَّة ولا يقبلها (إشعياء 46: 10؛ يعقوب 1: 13؛ إقرار إيمان وستمنستر الفصل 3 والبند 1). وهو يُعلن أن له السيادة المُطلقة على كل شيء وأننا مذنبون بسبب أفعالنا (أعمال الرسل 2: 23). كما أعلن أنه هو العلَّة الأولى وأنه يستخدم علل ثانويَّة - مثلنا - لتحقيق غاياته النهائيَّة (أمثال 16: 33؛ يوحنا 19: 11). كذلك أعلن أنه بينما قد عيَّن نتائج كل شيء، فقد عيَّن أيضًا الوسائط والوسائل التي تتحقَّق من خلالها تلك النتائج (أعمال الرسل 4: 27-28).
عندما يتعلَّق الأمر بعبادتنا لله، يعتقد العديد من المسيحيِّين أنه لا يهم حقًا ما نفعله أو كيف نفعل ذلك لأن إلهنا صاحب السيادة يمكنه استخدام أي وسيلة لتحقيق أغراضه النهائيَّة. لكن هذا لا يبُرِّر استخدامنا للوسائل التي لم يعطيها الله لنا. ومع ذلك، يعتقد العديد من المسيحيِّين والعديد من الكنائس أننا قد نستخدم أي وسيلة ابتكرناها بذكاء لتحقيق غاياتنا المرجوَّة.
إذا كنَّا نعتقد حقًا الله له السيادة المُطلقة، فيجب أن نثق بوسائله التي عيَّنها بسيادته لتحقيق غاياته المرجوَّة. إن الوسائل التي عيَّنها الله لغذائنا الروحي ونموِّنا في النعمة هي ما نسميها وسائط النعمة — أي كلمة الله، والصلاة، وفريضتي المعموديَّة والعشاء الربَّاني، وينضهم إليهم بالضرورة التأديب الكنسي ورعاية النفوس. هذه الوسائط عيَّنها الله، ويُمكِّنها الروح القدس، وتوجِّهنا إلى المسيح، وهي تدعمنا وتُغذِّينا في اتحادنا بالمسيح ونحن نتكل على الغايات السياديَّة لإلهنا مُثلَّث الأقانيم.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.