مثل الأرملة المثابرة
۱۸ أكتوبر ۲۰۲۱النجاح المهني
۲۲ أكتوبر ۲۰۲۱معرفة إرادة الله
عندما يحاول الناس معرفة إرادة الله، فإنَّهم عادةً ما يهتمُّون باتخاذ القرارات الصحيحة وفقًا لخطَّة الله الشاملة لحياتهم. ينطبق ذلك سواء كنَّا نتخذ قرارات لأنفسنا أو نساعد أحبائنا في اتخاذ قرارات حياتيَّة مصيريَّة. يُمكن أن تشمل هذه القرارات مجال التخصُّص الدراسي بالكليَّة التي يجب أن نختاره، ومَن يجب أن نتزوج، ومتى ننجب الأطفال وعددهم، وكيفيَّة تعليم أطفالنا، والكنيسة التي يجب أن ننضم إليها، وأين نعيش، وما العلاج الطبي الذي يجب أن نتَّبعه.
هذه الأمور مهمَّة ويجب ألَّا نقلِّل من أهميَّتها. ومع ذلك، فإنَّ أخذها على محمل الجد لا يعني محاولة اكتشاف فكر الله حتى نتأكَّد من أنَّنا اتخذنا القرار الصحيح. فالحقيقة هي أنَّنا لا نستطيع معرفة فكر الله، ولا يُمكننا معرفة إرادة الله السريَّة أو القضائيَّة (إرادة القضاء الإلهي)، والتي هي خطَّته الأزليَّة التي وضعها بسيادته المُطلقة لكل الخليقة. من ناحية أخرى، يُمكننا أن نعرف إرادة الله المُعلنة أو التوجيهيَّة (الإرادة المرتبطة بالوصايا)، وهي ما أعلنه الله لنا بسيادته في الكتاب المُقدَّس فيما يتعلَّق بشخصه وطرقه وشريعته من أجلنا. تخبرنا إرادة الله التوجيهيَّة بما يجده الله مُرضيًا وفقًا لشخصه القدُّوس.
إن معرفة ما نستطيع معرفته عن إرادة الله وما لا نستطيع معرفته يحرِّرنا لاتخاذ القرارات وفقًا لكلمة الله. عندما ننظر إلى كلمة الله لمساعدتنا في اتخاذ القرارات، نتعلَّم أن نطلب من الرب الحكمة وإرشاد الروح القدس؛ لنسلك بالروح في تواضع وقداسة؛ لطلب الحكمة من المشيرين والشيوخ الحكماء؛ وللاستماع إلى آبائنا وأمهاتنا وإكرامهم، وللنظر إلى مواهبنا وأولويَّاتنا ووسائلنا، ولعدم الدخول من بابٍ لمُجرَّد أنَّه مفتوح وأحيانًا لهدم بابًا يبدو مغلقًا، وفي بعض الأحيان نفعل شيء ما، وفي أحيان أخرى ننتظر الرب حتى يصبح طريقنا واضحًا. لأنَّه كما كتب بولس قائلًا: "وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" (رومية 12: 2).
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.