الحريَّة من الخوف
۱۵ يوليو ۲۰۲۱الكفَّارة المحدودة
۱٦ يوليو ۲۰۲۱الخدَّام الأمناء
لقد دخلنا حقبة جديدة من التاريخ الحديث. وتتميَّز هذه الحقبة بفراغٍ كبير في القيادة، ولكن أيضا بالكراهية تجاه مفهوم القيادة ذاته. علاوةً ذلك، هناك اتجاه متزايد يحتفي بالقادة الذين نَصَّبوا أنفسهم وهم يفتقرون إلى النزاهة، ويتجاهل هذا الاتجاه القادة الأمناء الأكبر سنًا ويهينهم، الذين ثبتت نزاهتهم على مدار عقود. إن القادة الشجعان والذين لهم قناعات مُحتقَرون من الناس أمَّا القادة المساومون والذين يُقدِّمون تنازلات محبوبون. نحن نعيش الآن في عالم يُثني على أشخاص مثل نيفيل تشامبرلين ويسخر من وينستون تشرشل. كان من الممكن احتمال ذلك إذا كان هذا واقع حقيقي في العالم فقط، ولكن للأسف هذا أيضًا واقع حقيقي في الكنيسة وفي البيت.
حتى أن بعض المسيحيِّين ذهبوا إلى حد التلميح إلى أن القيادة ليست تصنيف كتابي من الأساس، مقترحين أن الخدمة يجب أن تحل محل مفهوم القيادة. ومع ذلك، فإن مثل هذا الافتراض لا يخلق معضلة زائفة فحسب، بل يُهين الكتاب المُقدَّس، الذي يُعلِّمنا أن دور القائد مُعيَّن من الله. يجب أن يقود القادة باجتهاد، ويجب على مَن هم تحت القادة أن يطيعوهم وأن يخضعوا لهم ويتمثَّلوا بهم (رومية 12: 8؛ 1 كورنثوس 12: 28؛ عبرانيين 13: 7–24). على الرغم من أننا لاحظنا جميعًا ضعف القيادة وتعرَّضنا في بعض الأحيان لإساءة استخدام القائد للسلطة، إلَّا أننا يجب أن نُدرك أن الله قد عيَّن قادة في العالم، والحكومات، وأماكن العمل، والمدرسة، والكنيسة، والمنزل. كمؤمنين، لا يجب السماح لأنفسنا بالوقوع في فخ السخرية التي تُشكِّك في كل سلطة وتتركنا نغرق في مستنقع سلطتنا التي نصنعها بأنفسنا. نحن جميعًا تحت سلطان، ولدينا جميعا قادة نخضع للمساءلة أمامهم، تمامًا كما يخضع جميع القادة لسلطان الله ويخضعون للمساءلة أمامه في النهاية.
القيادة والخدمة ليسا متعارضين. فالقادة هم أولًا وقبل كل شيء خدَّام الله الذين يخدمون من خلال القيادة. إن أهم صفة للقيادة هي التواضع، ويتجلَّى التواضع الحقيقي في الشجاعة والرحمة والقناعة. القائد الأمين هو قائد متواضع يقود قبل كل شيء بالمحبَّة، وليس الخوف. لا يهتم القائد الأمين أن يحبه الجميع. يعرف القائد الأمين كيف يُفوِّض الآخرين، ويثق في الذين يُفوِّضهم، ولا يهتم بمَن سيُنسَب له الفضل. القائد الأمين يعرف عيوبه وخطاياه ويعيش حياة تتميَّز بالتوبة والمغفرة. في الأساس، القائد الأمين هو تابع أمين ليسوع المسيح، الذي قادنا بخدمته لنا بتواضعٍ وتضحية وفرح.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.