النجاح الدنيوي
۹ يوليو ۲۰۲۱الخدَّام الأمناء
۱۵ يوليو ۲۰۲۱الحريَّة من الخوف
العالم مكان خطر، محفوف بالمخاطر ومليء بالأشخاص غير الآمنين. فالمخاطر، والكمائن، والفخاخ كامنة عند كل منعطف لأن الشر حقيقي. وكمؤمنين، نحن نفهم هذا لأنَّنا نعلم كيف دخلت الخطيَّة ونتائجها إلى العالم.
لا يريد العديد من الأشخاص غير المُتديِّنين أو المُلحدين الاعتراف بوجود الشر أو أن البشر خطاة. ومع ذلك، عندما يضرب الإرهابيُّون أو تحدث كارثة، فإنهم يسارعون إلى الحديث عن "أعمال الشر" أو "الأشرار". وهم ليس لديهم أي كلمات خاصة بهم لوصف البؤس والمآسي في هذا العالم. لذلك، يجب أن يقترضوا من نظرتنا الكتابيَّة عن العالم. يُقدِّم الكتاب المُقدَّس وحده تفسيرًا متسقًا للشر، وتخبرنا كلمة الله وحدها لماذا نشعر بالخوف بطبيعتنا.
نحن نُولَد بالخوف، ونأتي إلى هذا العالم صارخين طلبًا في المعونة. حتى الأطفال الذين لم يُولَدوا بعد يعانون من خوف شديد عندما يُمزِّقهم المُجهضون إربًا في أرحام أمَّهاتهم التي كانت قبلًا آمنة ومحمية. والأطفال الصغار يخافون من الظلام ويريدون إضاءة خافتة وقت النوم لتريحهم. فنحن لا نخاف فقط من أسوأ الكوارث التي تصيبنا ومن حولنا، ولكننا نخاف أيضًا من كل المآسي والمصاعب الأصغر نسبيًّا التي قد نمر بها.
الخوف هو شعور أساسي قوي جدًا لدرجة أنه يمكن أن يضرب بالخراب في قلوبنا. والسؤال هو، ماذا نفعل بمخاوفنا؟ هل نغرق في مستنقع الخوف، أم نتصرَّف وكأنَّنا لا نخاف، أم نحاول إخفاء خوفنا، أم نحاول مواجهة مخاوفنا بإصرار شديد؟ أم هل نلجأ إلى الرب؟ فقط عندما نلجأ إلى الرب نسمعه يقول: "لا تخف". ومع ذلك، يأمرنا الرب ألَّا نخاف لا لكي نتجاهل مخاوفنا أو نتغلَّب عليها بقوَّة الإرادة المحضة ولكن لأنه وعد قائلًا: "أنا معك". ولأن الرب معنا، فقد علَّمنا أن نخافه هو وحده. وكل المخاوف الأخرى تبدأ في التلاشي فقط عندما نخاف الرب.
إن معرفة أننا متحدون بالمسيح بالإيمان وحده ويسكننا الروح القدس تُشكِّل الفرق بين الخوف من الله ومخافة الله. إنه الفرق بين الخوف من كل خطر محتمل والثقة بإلهنا صاحب السيادة الذي لن يهملنا أو يتركنا أبدًا. فالروح القدس، المُعزِّي، يُحرِّرنا لنسلك بحريَّة من الخوف لأن الذي يحملنا في كفِّه قد أنقذنا. لهذا السبب يمكننا أن نترنَّم مع جون نيوتن قائلين: "النعمة قد وضعت خوفك في القلب، والنعمة قد حرَّرت قلبي من الرعب"، ونرنم مع مارتن لوثر قائلين: "وبالرغم من أن هذا العالم المليء بالشياطين قد يهدِّد بتدميرنا، لن نخاف، لأن الله أراد أن ينتصر حقه من خلالنا".
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.