إسرائيل الله الحقيقي - خدمات ليجونير
المُعلِّم راوي القصص
۱۰ أغسطس ۲۰۲۱
التلذُّذ بالثالوث
۱۳ أغسطس ۲۰۲۱
المُعلِّم راوي القصص
۱۰ أغسطس ۲۰۲۱
التلذُّذ بالثالوث
۱۳ أغسطس ۲۰۲۱

إسرائيل الله الحقيقي

في كنيسة القديس أندرو، انتهينا مُؤخَّرًا من دراسةٍ لمدَّة عامين ونصف لسفر الخروج في خدمات العبادة المسائيَّة يوم الأحد. لقد كانت رحلة هائلة حيث الانتقال من مصر، عبورًا ببحر سوف، ثم اجتياز البريَّة، صعودًا وهبوطًا على جبل سيناء، ثم نحو أرض الموعد. منذ البداية، لاحظنا أن أحد الأسباب الرئيسيَّة لتحرير الله لإسرائيل من أرض مصر لم يكن ببساطة أن بني إسرائيل سيتحرَّرون من العبوديَّة، ولكن سيتم تحريرهم من أجل عبادة الرب. ببساطة، سفر الخروج لا يتعلَّق أساسًا بالخروج من مصر، بل بعبادة الرب. فالرب خلَّص شعب إسرائيل ليعبدوه. تتوافق قصَّة سفر الخروج مع القصَّة اللاهوتيَّة الشاملة للكتاب المُقدَّس، والقصَّة الشاملة الكُبرى للكتاب المُقدَّس ليست مُجرَّد الخلاص من العبوديَّة، بل الخلاص من أجل العبادة.

يكشف الرب بشكل مجيد، خلال كل العهد الجديد، كيف أن المسيَّا الموعود به قد تمَّم نبوَّءات ووعود وخطَّة إلهنا المُثلَّث الأقانيم. يعلن إنجيل متَّى كيف أن المسيح هو إسرائيل الله الحقيقي والأعظم (متى 2: 13-15؛ 5: 17؛ انظر هوشع 11: 1) الذي نجح فيما فشل إسرائيل في تحقيقه. فهو نزل إلى أرض مصر وصعد منها (متى 2). وعبر في المياه (3: 13-17)، واجتاز البريَّة، حيث تعرَّض لإغواء عبادة شيء آخر غير الله وحده، وتقوَّي بكل كلمة تخرج من فم الله (4: 1-11). ثمَّ تحدَّث مع موسى وإيليا عن رحيله (حرفيًّا، "خروجه"؛ انظر لوقا 9: 31). وبينما كان يُكرِّر قصَّة إسرائيل في شخصه، تمَّم وظائف الملك والنبي، حيث خدم كملك من نسل داود الذي هو أيضًا ابن داود الأعظم (2: 2، 12؛ 21: 5؛ 27: 27-31؛ انظر 2 صموئيل 7) وكنبي أعظم من موسى (11: 1-19؛ 23-24؛ انظر تثنية 18: 15-22).

لقد كرَّر يسوع تاريخ إسرائيل، ودفعه للأمام، وأتممه في ذروة عمله. لقد عانى من السبي بسبب موته على الصليب (متى 27: 32-50)، حيث قام أيضًا بدوره كرئيس كهنة أعظم وخروف الفصح المذبوح (26: 1-13؛ 27: 51). هناك، نُقِضَ هيكل جسده (26: 61؛ 27: 40)، ولكن في اليوم الثالث استُردَّ من سبي الموت بقيامته، وأقام هيكل جسده (28: 1-10) وأصبح حجر الزاوية للهيكل الجديد، كنيسته، التي هي تحقيق خطة الله لشعبه الحقيقي إسرائيل (1 بطرس 2: 4-8). لا يمكن مقاومة خطة الله السياديَّة ووعده، لأنَّ يسوع المسيح الآن له كل سلطان في السماء وعلى الأرض، وهو معنا حتى نهاية الدهر، وسيعود كملك لنا ليأخذنا إلى أرض الميعاد السماويَّة.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

بيرك بارسنس
بيرك بارسنس
الدكتور بيرك بارسنس (BurkParsons@) هو رئيس تحرير مجلة تيبولتوك، والراعي الرئيسي لكنيسة سانت أندروز في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا، وعضو هيئة التدريس في خدمات ليجونير. شارك في ترجمة وتحرير "كتاب قصير عن الحياة المسيحيَّة" (A Little Book on the Christian) بقلم جون كالفن.