دراسة الكتاب المُقدَّس وصياغة اللاهوت
٤ أغسطس ۲۰۲۱إسرائيل الله الحقيقي
۱۲ أغسطس ۲۰۲۱المُعلِّم راوي القصص
أنا أحب القصَّة الجيِّدة. ومع ذلك، فقد وجدت أن معظم القصص ليست جيِّدة، وخاصة القصص الحديثة. فالقصص الجيِّدة حقًا عادةً ما تكون قديمة جدًا. فهي قد صمدت أمام اختبار الزمن. وهي لا تخاطب عقولنا وتربط قلوبنا بأبطالها فحسب، بل تصل أيضًا إلى أعماق نفوسنا. فالقصص الجيِّدة تجعلنا نضحك ونبكي. وهي تتحدَّانا وتُشجِّعنا. ولا تتركنا دون تغيير.
منذ وقت ليس ببعيد، انتهيت من قراءة كلاسيكيَّة فيكتور هوجو (Victor Hugo) "البؤساء" (Les Misérables). بمُجرَّد أن أعدت الكتاب إلى الرف، شعرت بأنَّني مضطر لقراءته مرَّة أخرى، لأنَّه فقط بعد قراءة الكتاب شعرت كما لو أنَّني فهمت كل ما كان هوجو يريد قوله من الصفحة الأولى. وهكذا تكون القصص الجيِّدة. يُقدِّم رواة القصص المُفكِّرون للقُرَّاء المُفكِّرين عدسة يمكنهم من خلالها رؤية الرسالة الشاملة للقصَّة. وبمُجرَّد أن يراها القُرَّاء، يريدون قراءة القصَّة من جديد، لأنَّهم الآن يدركون ما تدور حوله القصَّة. ويشعرون كما لو أنَّهم فكُّوا رموزها وكأنَّهم جزء من القصَّة.
هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الأطفال يحبُّون قراءة نفس قصص ما قبل النوم مرارًا وتكرارًا، ولهذا السبب نحن كمؤمنين نحب قراءة الكتاب المُقدَّس مرارًا وتكرارًا. لكن كم مرة سمعت فيها غير المؤمنين أو ملحدًا يقول شيئًا من قبيل: "لقد قرأت الكتاب المُقدَّس مرَّة واحدة، وعلمت أنه ليس لي؟" عندما أسمع ذلك، أريد أن أرد: "في الحقيقة، أنت لم تقرأ الكتاب المُقدَّس قط". قد يكونوا قد قرأوا الكلمات، لكن لم يكن لديهم عيونًا لترى، وآذنًا لتسمع، وقلبًا ليفهم ما يقوله الله كاتب الكتاب المُقدَّس. فهم لم يتمكَّنوا من فهم رسالة الله الشاملة، لذلك لم تكن لديهم الرغبة في قراءتها مرَّة أخرى.
كان المسيح هو المُعلِّم راوي القصص الذي، كما تنبَّأ به مزمور 78 (انظر متى 13: 35)، غالبًا ما كان يُعلِّم باستخدام الأمثال لتوضيح رسالته الشاملة. وقد فعل ذلك لسببين على الأقل: لإرباك الذين رفضوه واستنارة الذين قبلوه (مرقس 4: 11-12). إذا وجد شخص ما كل قصص يسوع مُحيِّرة، فذلك لأن إلهنا صاحب السيادة لم يعطه العيون ليرى، أو الآذان ليسمع، أو القلب ليفهم الحق المُخلِّص لإنجيل يسوع المسيح المجيد.
ومع ذلك، نحن كمؤمنين نحب أمثال الرب يسوع ليس فقط لأنَّها قصص جيِّدة تم روايتها بشكلٍ جيِّد، ولكن لأنَّ الروح القدس قد فتح عيوننا، وآذاننا، وقلوبنا لفهم رسالتها. فنحن نشبه الشخصيَّات التي في أمثال المسيح، ونريد أن نسمع هذه الأمثال مرارًا وتكرارًا ونحن نتَّكل إلى الأبد على محبَّة أبينا الغنيَّة لنا.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.