شعب المسيح - خدمات ليجونير
شخص المسيح
۱۱ أكتوبر ۲۰۲۲
طِلبات المسيح
۱۸ أكتوبر ۲۰۲۲
شخص المسيح
۱۱ أكتوبر ۲۰۲۲
طِلبات المسيح
۱۸ أكتوبر ۲۰۲۲

شعب المسيح

ملاحظة المُحرِّر: المقالة 4 من سلسلة "صلاة يسوع الكهنوتية"، بمجلة تيبولتوك.

عندما اقترب يسوع من ساعته الأخيرة على الصليب، إذ كان قد أحبَّ بالفعل تلاميذه الذين في العالم، "أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى" (يوحنا 13: 1). هكذا ابتدأ يوحنا يسرد الأحداث التي أحاطت بالليلة الأخيرة في حياة يسوع على الأرض، عندما غسل يسوع أرجل تلاميذه وعلَّمهم عن عمل التنقية (يوحنا 13: 1-20)، ثم شجَّعهم بشأن رحيله الوشيك (13: 31-16: 33)، ثم رفع الصلاة التي تُعرَف عادة باسم صلاته الكهنوتية، أو صلاته كرئيس كهنة (17: 1-26). ومن اللافت للنظر أن يسوع لم يتوقف عن رعاية تلاميذه حتى وهو يواجه الموت، والأفق المظلم الذي كان ينتظره، الذي تمثَّل في حمله غضب الله على الخطية.

الصلاة وإرسالية يسوع

بعد الآيات الافتتاحية للصلاة (يوحنا 17: 1-5)، ركَّز قدر كبير مما جاء بعد ذلك على تلاميذ يسوع - القريبين والبعيدين على حدٍّ سواء. وفي تماشٍ مع الأفكار المتعلِّقة بهذه الليلة الأخيرة من حياة يسوع، سلَّط يسوع اهتمامه على شعبه. لم تكن تلك هي المرة الأولى في إنجيل يوحنا التي تحدَّث فيها يسوع عن إرساليته المتمثِّلة في أن يخلِّص شعبه. ففي جزء سابق، وهو حديث خبز الحياة الذي دار في مجمع كفرناحوم، أعلن يسوع أنه جاء ليعمل مشيئة أبيه الذي في السماء، التي تمثَّلت في ألا يتلف ويفقد أحدًا من الذين أعطاهم الآب له، بل أن يقيم كلَّ واحد منهم في اليوم الأخير (يوحنا 6: 38-40). فإن جميع الذين يُقبِلون إلى المسيح بالإيمان ينالون الحياة الأبدية، وجميع الذين يعطيهم الآب للمسيح يُقبِلون إليه (يوحنا 6: 37).

الصلاة لأجل شعب محدَّد

تتفق صلاة يسوع في يوحنا 17 مع طبيعة إرساليته المُعلَنة في يوحنا 6. فقد ركَّز صلاته بشكل محدَّد على شعبه (17: 9). لم يُصلِّ يسوع لأجل العالم بوجه عام، بل تحديدًا لأجل الذين أعطاهم الآب له. يَعلَم قُرَّاء إنجيل يوحنا بالفعل أن مشيئة الآب هي ألا يتلف أو يفقد الابن أحدًا من الذين أُعطي إياهم؛ وبالتالي، كانت صلاة يسوع متوافقة مع مشيئة الآب. في رسالة يوحنا الأولى، قال الرسول إنه إن طلبنا شيئًا حسب مشيئة الله، نَعلَم أنه سيسمع لنا (1 يوحنا 5: 14-15). من المؤكَّد أن هذا ينطبق تمامًا على المسيح نفسه، الذي سُمِعت صلواته من أجل تقواه (عبرانيين 5: 7). فإن الحياة الأبدية تُعطَى مجانًا لكلِّ من يؤمن بيسوع (يوحنا 3: 16-17)، في حين أن رفض يسوع معناه الوقوع تحت الدينونة (يوحنا 3: 18). وقد ميَّز يسوع بين أولاد إبراهيم الحقيقيين بالإيمان بالمسيح (يوحنا 8: 56)، وبين الذين هم من هذا العالم (يوحنا 8: 23-24)، أي الذين هم أبناء إبراهيم فقط بالجسد (يوحنا 8: 37، 39)، في حين أن أباهم الحقيقي هو إبليس (يوحنا 8: 38، 41، 44). وقد خبَّر يسوع عن أبيه السماوي (يوحنا 5: 19-30؛ 8: 28، 38، 49) الذي هو أيضًا، بالمسيح، أبو كلِّ مَن يؤمن بيسوع (يوحنا 20: 17).

وبالتالي، صلَّى يسوع لأجل تلاميذه تحديدًا لأنهم لأبيه (يوحنا 17: 9). علاوة على ذلك، بما أن كلَّ ما للآب قد أُعطي للابن (يوحنا 5: 26-27)، فجميع الذين هم للآب هم للابن أيضًا (يوحنا 17: 10). ولاستخلاص المنطق الكامن وراء يوحنا 17: 9-10، نقول إن يسوع صلَّى لأجل تلاميذه تحديدًا لأنهم للآب وللابن. وهؤلاء هم التلاميذ الذين حفظهم يسوع خلال خدمته – عدا يهوذا، الخائن، الذي هلك، وهذا ليتمَّ الكتاب (يوحنا 17: 12). فيسوع هو الراعي الصالح الذي يحب خرافه ويبذل نفسه عنهم حتى يتسنَّى لهم أن يعيشوا (يوحنا 10: 10-11). وفي هذا التصريح، يوجد نوع من التمييز: فالراعي الصالح لا يبذل نفسه عن الجميع دون تمييز، لكنه يفعل ذلك فقط عن خرافه الخاصة. ومن ثَمَّ، كانت صلاة يسوع، بتركيزها على أناس محدَّدين، متماشية مع تركيزه عبر إنجيل يوحنا على شعب معيَّن.

الصلاة ورحيله الوشيك

صلَّى يسوع أيضًا لأجل شعبه لأن ساعة تمجيده – التي انطوت في إنجيل يوحنا على "ارتفاع" الابن بموته، وقيامته، وصعوده - قد اقتربت، وكان رحيله وشيكًا. فيسوع ليس من العالم، وكان عتيدًا أن يرحل إلى السماء (يوحنا 17: 11). وكان ينبغي حفظ التلاميذ، لأن العالم قد وُضِع في الشرير، أي إنه تحت سيطرة الشرير (1 يوحنا 5: 19). ولذا، صلَّى يسوع طالبًا أن يُحفَظ تلاميذه من الشرير (يوحنا 17: 15). في 1 يوحنا 5: 18-19، نقرأ أن يسوع نفسه هو الذي يحفظ تلاميذه من الشرير. وربما نرى ذلك أيضًا في الصلاة الربانية، التي تضمَّنت الطِلبة المتعلِّقة بأن ينجَّى تلاميذ يسوع من "الشرير" (متى 6: 13). يقاوم إبليس أولاد الله، ولذا من المشجِّع أن نَعلَم أن يسوع طرح رئيس هذا العالم خارجًا (يوحنا 12: 31)، وأنه أتى لينقض أعمال إبليس (1 يوحنا 3: 8). فيسوع يحفظنا من الشر، لأنه غلب إبليس نيابة عنا. وفي خلفية صلاة يسوع، تكمن طاعته. وهو قد صرح قبل ذلك بأنه قد أكمل العمل الذي أُعطي له (يوحنا 17: 4).

الرحيل والفرح

كان رحيل يسوع أيضًا معناه فرحٌ لتلاميذه (يوحنا 17: 13)، لأن يسوع كان عتيدًا أن يتمجَّد ويرسل الروح القدس، المعزي، ليكون مع تلاميذه (يوحنا 14: 16، 26؛ 15: 26؛ 16: 7). فهو لم يكن ليتركهم يتامى (يوحنا 14: 18). ويُعَد انسكاب الروح القدس علامةً لا على غياب يسوع بل على نصرته. هذا أيضًا مدعاةٌ لفرح التلاميذ (يوحنا 14: 28؛ 16: 20-24). فالروح القدس سيرشد التلاميذ إلى كلِّ الحق. ونقرأ في موضع آخر أن الروح القدس يؤهِّل شعب الله للخدمة، من أجل تحقيق الوحدة (أفسس 4: 1-16). فمع أن يسوع كان راحلًا، شجَّع تلاميذه على أن يواصلوا الثبات فيه ليكمل فرحهم (يوحنا 15: 11؛ 1يوحنا 1: 3-4). وكان من شأنهم أن يفعلوا ذلك عن طريق ثبات كلامه فيهم (يوحنا 15: 7؛ 17: 14). وبجمع هذه التفاصيل معًا، نستطيع أن نقول إنه مع أن يسوع رحل عن الأرض، نستطيع أن نتمتَّع بشركة مستمرة معه - في اتحاد به - بواسطة العمل المستمر للروح القدس.

محفوظون في اسم الله

كذلك، صلَّى يسوع تحديدًا طالبًا أن يُحفظ تلاميذه في اسم الله (يوحنا 17: 11). ربما تعبِّر هذه الطلبة القائلة "احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي" إما عن قوة اسم الله التي تحفظ التلاميذ، وإما عن كون التلاميذ حاملين لاسم الله، وبالتالي ينبغي أن يُحفَظوا أمناءً تجاه هذا الاسم، أي تجاه طبيعة الله. ذُكِر الهدف من هذا الحفظ صراحةً في يوحنا 17: 11، ألا وهو أن يكون التلاميذ واحدًا على نحو يعكس الوحدة بين الآب والابن. فبدلًا من أن يكون العالم هو السمة التي تميِّز حياة التلاميذ، يجب أن يكون اسم الله هو السمة التي تميِّز حياتهم، وينبغي أن يُحفَظوا في هذا الاسم. وبالمثل، اؤتُمِن التلاميذ على كلمة الله (يوحنا 17: 14)؛ والذين يحبون يسوع يحفظون وصاياه (يوحنا 14: 15). أما الذين يرفضون يسوع، فيرفضون كلمته أيضًا (يوحنا 8: 37). نرى هنا أيضًا الفرق بين التلاميذ الحقيقيين والعالم.

في العالم، لكن ليسوا من العالم

وينبغي أن يُحفَظ التلاميذ في اسم الله لأنهم لا ينتمون إلى العالم، مع أنهم يعيشون في العالم. في هذا الصدد، يعكس التلاميذ يسوع نفسه، الذي كان في العالم لكنه لم يكن من العالم (يوحنا 17: 14-16). فقد أتى يسوع من فوق، وليس من هذا العالم (يوحنا 3: 31؛ 8: 23). وبسبب ذلك، كان يسوع مبغَضًا من هذا العالم. في ضوء هذه الحقيقة، يجب ألا يفاجَأ تلاميذ يسوع عند اكتشافهم أن العالم يبغضهم هم أيضًا (يوحنا 15: 18-19؛ 17: 14). فالعالم هو موضوع محبة الله من ناحية (3: 16؛ 12: 46)، لكنه من ناحية أخرى في حالة مقاومة مستمرة لله (يوحنا 7: 7). وفي هذا العالم، التلاميذ هم ملح ونور. فعليهم ألا يعزلوا أنفسهم عن العالم (وهم فعليًا لا يستطيعون ذلك)، بل أن يواصلوا العيش فيه. ومع ذلك، هم قد اختيروا من هذا العالم (يوحنا 15: 19). قال يسوع لتلاميذه إن هذا العالم سيجلب لهم المتاعب والضيقات، تمامًا مثلما فعل معه، لكن يمكنهم أيضًا أن يطمئنوا، ويتحلُّوا بالثقة، لأن المسيح غلب العالم (يوحنا 16: 33).

التطبيق

ليست صلاة يسوع لأجل تلاميذه مجرد سجل تاريخي عن التلاميذ القدماء، بل هي كلمة حيَّة مشجِّعة لنا في يومنا هذا. كانت صلاة يسوع (والكثير من التصريحات التي أدلى بها في خطابه الوداعي) تضع التلاميذ الأوائل نصب عينيها بشكل مباشر. ومع ذلك، وضعت صلاة يسوع نصب عينيها أيضًا التلاميذ الآخرين من نسل تلك المجموعة الأولى من التلاميذ. فقد صلَّى يسوع لأجل كلٍّ من تلاميذه المباشرين، والذين سيؤمنون به بواسطة شهادة التلاميذ الأوائل: "وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ" (يوحنا 17: 20). وبالتالي، تشمل هذه الصلاة جميع التلاميذ الذين يأتون إلى الإيمان بواسطة شهادة الرسل، والإرث الذي تركوه، بما في ذلك الإرث الرسولي المُسجَّل في الكتاب المقدس. وعد يسوع هؤلاء التلاميذ بإرسال الروح القدس، الذي من شأنه أن يذكِّرهم بكلِّ ما علمهم يسوع إياه (يوحنا 14: 26؛ 15: 26-27). وبما أن الرسل هم الأساس الذي بُنيت عليه الكنيسة (أفسس 2: 20)، فإن صلاة يسوع لأجل سلامة تلاميذه تضع نصب عينيها كل الأجيال التالية من التلاميذ أيضًا.

وهذه الصلاة، وصلتها الوثيقة بالتلاميذ اليوم، غنية بالتطبيقات العملية.

أولًا، يَعرِف يسوع تلاميذه. فهو لم يعرف تلاميذ القرن الأول فحسب، لكنه يعرف أيضًا جميع الذين هم له. وعندما صلَّى لأجل الذين سيؤمنون لاحقًا، كان هذا يشمل جميع المؤمنين اليوم. ففي هذه الصلاة، كان يسوع يضع تلاميذ العصر الحالي أيضًا نصب عينيه. فقد تحدَّث يسوع، الراعي الصالح، عن خراف أخر ستسمع صوته (يوحنا 10: 16). تحدَّث الكتاب المقدس عن سابق علم الله بلغة شخصية. فقد سبق الله فعرف البشر للخلاص (إرميا 1: 5؛ رومية 8: 29؛ غلاطية 1: 15). ويتحدث إنجيل يوحنا بوضوح عن ألوهية يسوع، الذي كان عند الله في البدء بصفته كلمة الله (يوحنا 1: 1). ويسوع، ابن الله، يعرف كلَّ شيء، بمن في ذلك أولئك الذين أعطاهم الآب له (يوحنا 5: 19-23؛ 6: 39-40).

ثانيًا، يسوع ليس فقط يعرف جميع تلاميذه عبر القرون، لكنه يصلِّي لأجلهم أيضًا. فقد صلَّى لأجل التلاميذ المستقبليين في يوحنا 17، وصلَّى أيضًا لأجل حفظ تلاميذه الأوائل، حتى يتسنى لهم أن يكونوا جزءًا من أساس الكنيسة (انظر أفسس 2: 20). تتجلَّى هذه العناية في كلمات يسوع لبطرس في سياق مُشابه لذلك في إنجيل لوقا:

"سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ". (لوقا 22: 31-32)

وإننا نستطيع أن نكون على يقين بأن صلاة يسوع كانت فعَّالة، لأن الشيطان لم ينجح في غربلة بطرس كالحنطة (أي في إفناء إيمانه). وهذه الصلاة لا تتعلق ببطرس وحده، لأنه عندما يرجع بطرس بعد سقوطه (يوحنا 21: 15-17)، كان من شأنه أن يثبِّت إخوته. وهؤلاء معًا، بقوة الروح القدس، كان من شأنهم أن يفتنوا المسكونة (أعمال الرسل 17: 6)، ناشرين رسالة المسيح، أي الأخبار السارة التي لا يمكن أن تُحدَّ، بل التي تمتد عبر أنحاء الكرة الأرضية وعبر القرون. وإن تأثير صلاة يسوع، وتأثير بطرس وإخوته، يُرَى اليوم بوضوح في وجود المسيحيين في كلِّ أنحاء الكرة الأرضية.

علاوة على ذلك، لم يكتفِ يسوع بالصلاة لأجلنا آنذاك وفي ذلك الوقت، لكنه يواصل حتى يومنا هذا أداء خدمته كرئيس كهنتنا، الذي يشفع فينا في السماء. فقد صُلب يسوع بحقٍّ، لكنه قام بحقٍّ من بين الأموات، وصعد بحقٍّ إلى السماء. فهو ليس ميتًا، لكنه حيٌّ، ويملك الآن في حالته المجيدة والمرتفعة. وقيامته تبرهن على فاعلية ذبيحته. كتب بولس في رومية 8: 34 يقول إن يسوع لا يزال يشفع فينا. وبالمثل، تُخبرنا الرسالة إلى العبرانيين بأن يسوع حيٌّ في كل حين ليشفع في أولئك الذين يتقدَّمون به إلى الله (عبرانيين 7: 25). وهذه الشفاعة دائمة، ومستمرة، وشخصية تُمارَس في المقدس السماوي. وبفضل عمل يسوع الذي عمله مرة واحدة، وكذلك عمله المستمر كرئيس كهنة، نستطيع أن نتقدَّم إلى عرش النعمة بثقة، إذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات (عبرانيين 4: 14-16).

ثالثًا، إن تلاميذ يسوع آمنون. فقد أتى يسوع ليعمل مشيئة أبيه، التي انطوت على ألا يتلف أو يفقد أيَّ واحد من شعبه. فقد أتى ليعطي حياة أبدية لجميع الذين أعطاهم الآب له (يوحنا 6: 38-40). وهو قد أكمل عمله، دون أن يفقد أيًّا من تلاميذه الحقيقين (17: 4، 12). وحتى عندما ضُرِب الراعي وتشتَّتت الرعية (يوحنا 16: 32؛ راجع زكريا 13: 7)، قام هذا الراعي من بين الأموات، وجمع خرافه إليه ثانيةً، ساكبًا الروح القدس، ومالكًا على شعب متَّحد من جديد. وبالتالي، ليس التلاميذ وحدهم آمنين، بل الكنيسة نفسها أيضًا. ومع أن أعداء كثيرين يهاجمون الكنيسة، ستظل الكنيسة ثابتة، لأنها مبنية على صخرة. وكما لم يستطع الموت أن يهزم مؤسِّس الكنيسة، لن يهزم الموت الكنيسة أيضًا (متى 16: 16-21)، لأن الرب الحي يملك على الكنيسة. فالمسيح غالب بالفعل على كلِّ شيء (أفسس 1: 20-23)، وفي النهاية، سيُخضِع كل شيء تحت قدميه (1 كورنثوس 15: 20-28).

الخاتمة

ليت الذين يَتبَعون المسيح يعيشون إذن بجرأة وثقة في العالم الحاضر، لأن مخلِّصنا هو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف، ويضمن خلاصهم. وهو يَعرِفنا بأسمائنا. وليس اهتمامه الكهنوتي بنا مقتصرًا على الماضي، لكنه لا يزال يدبِّر لنا وسيلة تقدُّمنا بثقة إلى عرش النعمة. وهو يرثي لضعفاتنا، كما أنه قادر أن يعيننا حين نُجرَّب. فهو طلبنا من قبل حتى أن نطلبه نحن. وربما يضعف إيماننا في كثير من الأحيان، لكننا مع ذلك ننتمي إلى مخلَّص قدير، يصلِّي لأجلنا.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

براندون كرو
براندون كرو
الدكتور براندون كرو هو أستاذ مشارك للعهد الجديد في كليَّة وستمنستر للاهوت بمدينة فيلادلفيا. وهو مُؤلِّف للعديد من الكتب، بما في ذلك "آدم الأخير ورسالة الرسائل الجامعة في تاريخ الفداء" (The Last Adam and The Message of the General Epistles in the History of Redemption).