مثل البذار النامية - خدمات ليجونير
الكفَّارة المحدودة
۱٦ يوليو ۲۰۲۱
الأمانة والإثمار
۱۹ يوليو ۲۰۲۱
الكفَّارة المحدودة
۱٦ يوليو ۲۰۲۱
الأمانة والإثمار
۱۹ يوليو ۲۰۲۱

مثل البذار النامية

أثناء كتابة هذه المقالة، أجلس في مكتبي في ميونيخ، ألمانيا، وأفكِّر في أحدث الإحصائيَّات حول المسيحيَّة في ألمانيا. حسب الأرقام التي أمامي، فإن المسيحيَّة في حالة تدهور سريع. فالدولة التي بدأ فيها الإصلاح قبل خمسمائة عام ستضم قريبًا غالبيَّة من السكان لا يُطلقون على أنفسهم مسيحيِّين. حتى قبل سبعين عامًا في ألمانيا بعد الحرب العالميَّة الثانية، كان 95% من الناس أعضاءً إمَّا في الكنيسة الكاثوليكيَّة أو في الكنيسة البروتستانتيَّة. ولكن في عام 2018، فقدت كنائس الدولة البروتستانتيَّة نسبة 2% أخرى من أعضائها. لكن الأمر الأكثر إثارةً للقلق هو أن من بين أعضاء كنائس الدولة البروتستانتيَّة يحضر 3.4% فقط خدمة العبادة في الكنيسة يوم الأحد، وهو ما يمثِّل أقل من 1% من سكان ألمانيا. لا يزال عدد المسيحيِّين في الكنائس الحرَّة (غير الحكوميَّة) ضئيلًا. والأكثر إثارةً للقلق هو الاتجاه نحو الليبراليَّة في جميع الطوائف تقريبًا. يبدو أحيانًا أن الكرازة بالإنجيل في ألمانيا مضيعة للوقت. فهل يجب عليَّ ببساطة الاستسلام والذهاب إلى مكان يتم فيه قبول الأخبار السارة بشغفٍ أكبر؟

قد تكون تعيش في مكان به المزيد من الوعظ بالإنجيل، ولكن من المؤكَّد أنك قد اختبرت بالفعل الإحساس بأن ملكوت الله لا يتقدَّم كما تتوقَّع. فأنت تستجمع كل شجاعتك لاتخاذ موقف من أجل المسيح، فقط لتجد نظرات فارغة وأشخاصًا يبتعدون عنك. ربما كان هذا هو الشعور الذي شعر به تلاميذ المسيح خلال فترات مُعيَّنة من خدمة ربنا الأرضيَّة.

في مَرقُس 4: 26-29، نقرأ كيف علَّم المسيح تلاميذه وشجَّعهم على ألَّا يتوقَّفوا عن الكرازة بالإنجيل وأن يثقوا في أن الرب سيستخدم جهودهم ليثمر في النهاية حصادًا كثيرًا. يجب أن تُشجِّعنا هذه الكلمات، ويجب أن تُذكِّرنا بمهمَّتنا وحدودها.

تُقدِّم الآية 26 المَثَل وتساعدنا على رؤية مهمَّتنا: "هكَذَا مَلَكُوتُ اللهِ: كَأَنَّ إِنْسَانًا يُلْقِي الْبِذَارَ عَلَى الأَرْضِ". على غرار المَثَل المعروف بمثل الزارع في بداية هذا الإصحاح، يتحدَّث المسيح هنا عن ملكوت الله باعتباره آتيًا من خلال بذار متناثرة. لقد أوضح للتو أن البذرة هي كلمة الله (الآية 14). من الواضح إذن أن المهمَّة المُعطاة لنا جميعًا هي زرع البذار من خلال الكرازة بكلمة الله.

ومع ذلك، غالبًا ما نشعر بخيبة أمل عندما يبدو أن كل جهودنا ستفشل. قد يدفعنا هذا إلى الاستمرار في النشاط. وقد يجعلنا أيضًا نجرِّب كل حيلة جديدة على أمل الحصول على النتائج المرجوَّة. لكن كان للرب يسوع نصيحة أفضل لأولئك الذين ألقوا البذار بأمانة: "يَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلاً وَنَهَارًا، وَالْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ، لأَنَّ الأَرْضَ مِنْ ذَاتِهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ. أَوَّلاً نَبَاتًا، ثُمَّ سُنْبُلاً، ثُمَّ قَمْحًا مَلآنَ فِي السُّنْبُلِ" (الآيات 27–28). لاحظ أولًا أن النمو يحدث "تلقائيًّا". عندما تسقط البذار الجيِّدة على أرض مُعدَّة، فإنها ستنبت وتنمو. تكمن قوَّة هذا النمو في البذرة نفسها. إنها كلمة الله القويَّة التي ستتمِّم ما أُرسِلَت من أجله. ثانيًا، يستغرق نمو البذار المتناثرة وقتًا. في المَثَل السابق، مَثَل الزارع، أشار المسيح إلى أن البذرة التي نمت على ما يبدو بسرعة انتهى بها الأمر إلى عدم إنتاج الثمار (الآية ٥ وما يليها).

في الآية الختاميَّة نقرأ أخيرًا أننا لسنا بحاجة للخوف من أن ملكوت الله لن ينجح: "وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ الثَّمَرُ، فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُ الْمِنْجَلَ لأَنَّ الْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ" (الآية 29). هذا يحرِّرنا. فنحن مدعوُّون ببساطة إلى أن نكون سفراء عن المسيح. نحتاج فقط إلى أن نُلقي البذار. والباقي هو عمل الله. وسوف يقوم بذلك. سيأتي ملكوته كمَّا عيَّنه.

لا يمكننا التأكُّد من أن جميع أصدقائنا سيرجعون إلى المسيح. لكن يمكننا أن نكون على يقين من أن الله لا يطلب منَّا ما يستطيع هو وحده أن يفعله. سيجمع الله المختارين – في دائرة أصدقائك وكذلك في ألمانيا. عندما يعود المسيح ليأتي بالحصاد، سيكون هناك جموع كثيرة من كل قبيلة ولسان وشعب وأمَّة. سيفعل ذلك في وقته حتى تكتمل المهمَّة. لذا، دعونا نستمر في إلقاء بذار الإنجيل ونتأمَّل باندهاش فيما سيفعله الله بواسطة كلمته.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

مَتِّياس لومان
مَتِّياس لومان
القس مَتِّياس لومان هو قسيس في طائفة الكنيسة الإنجيليَّة الحرَّة بمدينة ميونيخ في ألمانيا، ورئيس ومُؤسِّس الشراكة الألمانيَّة للإنجيل (Evangelium21).