سقوط المؤمن - خدمات ليجونير
بواسطة استدلال جيد ولازم
۱۷ فبراير ۲۰۲۰
التعليم المزيف وسلام ونقاء الكنيسة
۱۹ فبراير ۲۰۲۰
بواسطة استدلال جيد ولازم
۱۷ فبراير ۲۰۲۰
التعليم المزيف وسلام ونقاء الكنيسة
۱۹ فبراير ۲۰۲۰

سقوط المؤمن

The Fall of a Believer

ربما نعيش في ثقافة تعتقد بأن الجميع سيخلصون، وبأننا "مبررون بالموت"، وكل ما عليك القيام به للذهاب إلى السماء هو الموت، ولكن كلمة الله بالتأكيد لا تعطينا متعة الاعتقاد بذلك. تُظهر أي قراءة سريعة وصادقة للعهد الجديد أن الرسل كانوا مقتنعين أنه لا يمكن لأحد الذهاب إلى السماء إلا إذا آمن بالمسيح وحده من أجل خلاصه (يوحنا 14: 6؛ رومية 10: 9-10).

من الناحية التاريخيَّة، اتفق المسيحيُّون الإنجيليُّون إلى حد كبير على هذه الفكرة. لكنهم اختلفوا حول موضوع ضمان الخلاص. فمَن اتفقوا أن الأشخاص الذين يثقون بالمسيح فقط هم الذين سيخلصون اختلفوا حول ما إذا كان أي شخص يؤمن حقًا بالمسيح يمكن أن يفقد خلاصه.

من الناحية اللاهوتيَّة، ما نتحدَّث عنه هنا هو مفهوم الارتداد. يأتي هذا المصطلح من الكلمة اليونانيَّة التي تعني "الابتعاد عن". عندما نتحدَّث عن أولئك الذين أصبحوا مرتدين أو قاموا بالارتداد، فإننا نتحدَّث عن أولئك الذين سقطوا من الايمان أو على الأقل سقطوا من اعترافهم بالإيمان بالمسيح الذي قاموا به من قبل.

تمسَّك العديد من المؤمنين بأنه نعم، يمكن أن يفقد المسيحيُّون الحقيقيُّون خلاصهم لأن هناك العديد من نصوص العهد الجديد التي يبدو أنها تشير إلى أن هذا يمكن أن يحدث. علي سبيل المثال، انظر إلى كلمات بولس في 1 تيموثاوس 1: 18-20:

هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الابْنُ تِيمُوثَاوُسُ أَسْتَوْدِعُكَ إِيَّاهَا حَسَبَ النُّبُوَّاتِ الَّتِي سَبَقَتْ عَلَيْكَ، لِكَيْ تُحَارِبَ فِيهَا الْمُحَارَبَةَ الْحَسَنَةَ، وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ، الَّذِي إِذْ رَفَضَهُ قَوْمٌ، انْكَسَرَتْ بِهِمِ السَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَالإِسْكَنْدَرُ، اللَّذَانِ أَسْلَمْتُهُمَا لِلشَّيْطَانِ لِكَيْ يُؤَدَّبَا حَتَّى لاَ يُجَدِّفَا.

هنا، بين التعليمات والتحذيرات المتعلِّقة بحياة تيموثاوس وخدمته، يدعو بولس تيموثاوس أن يحافظ على الإيمان والضمير الصالح، وأن يتذكَّر أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. يشير الرسول بولس إلى أولئك الذين "انْكَسَرَتْ بِهِمِ السَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ"، أي "اللَّذَانِ أَسْلَمْتُهُمَا لِلشَّيْطَانِ لِكَيْ يُؤَدَّبَا حَتَّى لاَ يُجَدِّفَا". الملاحظة الثانية هي إشارة إلى حرمان بولس لهؤلاء الرجال، والنص بأكمله يجمع بين التحذير الصارم وأمثلة ملموسة لأولئك الذين سقطوا بشكل محزن من إعترافهم المسيحي.

ليس هناك شك في أن المؤمنين المعترفين بإيمانهم يمكن أن يسقطوا ويكون سقوطهم عظيمًا. يمكننا أن نذكر أشخاص مثل بطرس، على سبيل المثال، الذي أنكر المسيح. ولكن حقيقة أنه تم استرداده تظهر أنه ليس كل مؤمن معترف بإيمانه يسقط ويكون سقوطه قد تخطَّى نقطة اللاعودة. وهنا يجب أن نميِّز بين السقوط بشكل خطير وكبير والسقوط الكامل والنهائي. وقد لاحظ اللاهوتيُّون المُصلحون أن الكتاب المقدس مليء بأمثلة عن المؤمنين الحقيقيِّين الذين سقطوا في خطايا فادحة وحتى لفترات طويلة بلا ندم أو توبة. لذلك يسقط المسيحيُّون فعلاً ويسقطون بشكل عظيم. ماذا يمكن أن يكون أكثر خطورة من إنكار بطرس العلني ليسوع المسيح؟

لكن السؤال هو، هل هؤلاء الأشخاص المذنبون بسقوط حقيقي قد سقطوا بشكل لا رجعة فيه وضلُّوا إلى الأبد، أم أن هذا السقوط هو حالة مؤقتة سوف يتم معالجتها باستردادهم في النهاية؟ في حالة شخص مثل بطرس، نرى أن سقوطه قد عُولج بتوبته. ومع ذلك، ماذا عن أولئك الذين يسقطون نهائيًّا؟ هل كانوا مؤمنين حقًا في المقام الأول؟

يجب أن تكون إجابتنا على هذا السؤال هي لا. تتحدَّث رسالة 1 يوحنا 2: 19 عن المعلِّمين الكذبة الذين خرجوا من الكنيسة ولم يسبق لهم أن كانوا جزءًا من الكنيسة. يصف يوحنا ارتداد الأشخاص الذين قدموا اعتراف الإيمان ولكنهم لم يكن قد تغيُّروا حقًا. علاوة على ذلك، نحن نعلم أن الله يمجِّد كل مَن يبرِّره (رومية 8: 29-30). فإن كان شخص ما لديه إيمان الخلاص الحقيقي وقد تبرَّر، فسيحفظ الله هذا الشخص.

في الوقت نفسه، إذا كان الشخص الذي سقط لا يزال على قيد الحياة، فكيف نعرف إذا كان مرتدًا تمامًا؟ شيء واحد لا يستطيع أحد منا فعله هو قراءة قلب الآخرين. عندما أرى شخصًا قام باعتراف الإيمان ولاحقًا ارتد عنه، لا أعرف ما إذا كان هو شخص مُجدَّد حقًا وفي وسط سقوط خطير وعظيم ولكن في مرحلة ما في المستقبل من المؤكد سيتم استرداده؛ أو ما إذا كان هو شخص في الواقع لم يُجدَّد أبدًا، وكان اعتراف إيمانه كاذبًا من البداية.

إن مسالة ما إذا كان يمكن لأي شخص أن يفقد خلاصه ليست مسالة نظريَّة. فهي تمس صميم حياتنا المسيحيَّة، ليس فقط فيما يتعلَّق بمثابرتنا في الإيمان، ولكن أيضًا فيما يتعلَّق باهتمامنا بعائلاتنا وأصدقائنا، ولا سيما أولئك الذين يبدو، بحسب كل المظاهر الخارجيَّة، أنهم قدَّموا اعتراف إيمان حقيقي. كنا نظن أن اعترافهم جدير بالثقة، وقبلناهم كإخوة أو أخوات، وأخيرًا اكتشفنا أنهم أنكروا هذا الإيمان.

ماذا تفعل بشكل عملي في مثل هذا الموقف؟ أولاً، أن تصلي، ثم تنتظر. نحن لا نعرف النتيجة النهائيَّة للوضع الحالي، وأنا متأكد من أنه ستكون هناك مفاجآت عندما نصل إلى السماء. سنُفاجأ برؤية أشخاص هناك لم نكن نتوقَّع وجودهم هناك، وسنندهش لأننا لن نرى أشخاصًا كنا متأكدين من وجودهم هناك، ذلك لأننا ببساطة لا نعرف الحالة الداخليَّة لقلب الإنسان أو لنفس الإنسان. الله وحده قادر على رؤية تلك النفس، وهو يُغيِّر تلك النفس، ويحفظ تلك النفس.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

آر. سي. سبرول
آر. سي. سبرول
د. آر. سي. سبرول هو مؤسس خدمات ليجونير، وهو أول خادم وعظ وعلّم في كنيسة القديس أندرو في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا. وأول رئيس لكلية الكتاب المقدس للإصلاح. وهو مؤلف لأكثر من مئة كتاب، من ضمنها كتاب قداسة الله.