الافتخار بالرب
۲۵ مايو ۲۰۲۰الصلاة: سلاح المحارب
۲۷ مايو ۲۰۲۰كُن جادًا مع الخطية
كُن جادًا في علاقتك بالمسيح، نعم بالتأكيد! فمع كل نظرة إلى خطيتك، أَلقِ عشر نظرات على المسيح. لكن هل ستريد أن تنظر إلى المسيح إن لم ترَ احتياجك؟ وهل سترى احتياجك إن لم ترَ خطيتك؟
لماذا يُستهان بابن الله في الكنيسة المرئيَّة اليوم؟ فقط لأننا نستخف بالخطية. إن إعادة اكتشاف مجد خلاص المسيح هي حاجتنا الأكثر إلحاحًا. يحتاج رَجُل الله الأكثر نضجًا إلى رؤية جديدة ليسوع المسيح حتى يصرخ: "هللويا، يا له من مُخَلِّص!" هذه هي علامة الكنيسة المتنامية والمنتعشة. ويحدث الامتلاء بالروح القدس، ذاك الروح الذي يُمَجِّد الابن، بقدر كبير عن طريق التبكيت على خطيتنا وإدراك حاجتنا لهذا المُخَلِّص المجيد من سلطان الخطية وفسادها ودينونتها. لذا أيُّها الشاب المسيحي، كُن جادًّا مع الخطية.
اُنظُر كيف تُحطِّم الخطية شريعة الله. كان مكتوبًا على لوحي الشريعة أحكام صحيحة، وصالحة، ومقدسة، وعادلة، وروحيَّة ونافعة فطرحتهما الخطيةُ أرضًا وحَطَّمت اللوحين كليهما. هل هذا فعلٌ هيِّن؟ أن تزدري وتُحَطِّم شريعة الله المقدسة، التي تًلخِّص طبيعة الله وكمالاته؟
اُنظُر كيف تستخف الخطية بطبيعة خالقنا، صانع كل ما هو مهيب، ومجيد، وحَسَن، وبديع. فهي تسكب هَوانًا عليه. اُنظُر إلى أكثر المخلوقات رُعبًا في العالم وتخيَّل أنه يتّجه مباشرةً نحوك. ومع ذلك لا يكره أيٌّ من تلك المخلوقات اللهَ بالطبيعة. فقط الخطية – خطيتك وخطيتي – هي التي تحتقر الله وترفضه.
اُنظُر كيف تتخفَّى الخطية في ضوء تحذيرات الله الحي. يكره الله كل ما يتناقض مع طبيعته. فكل ما هو دنيء، وماكر، وقاسي، ومغرور، ووثني، وجَشِع، وشهواني يحتقره الرب القدوس، قدوس، قدوس. كل ما في السماء وفي سماء السماوات، والملائكة والسرافيم، وأرواح الأبرار المُكَمَّلين، والآب، والابن، والروح القدس، يشتركون جميعهم في غضبهم الشديد البار المصبوب على رأس الخطية، فهل سنستمر في عدم المبالاة بها؟ يومًا ما، بالنعمة، سنُبغِضها كما يُبغِضونها.
اُنظُر إلى عواقب الخطية. فَكِّرْ في الغني في القصة التي رواها يسوع والهوَّة العظيمة المُثبَتة بينه وبين نعيم مَنْ هُمْ في السماء (لوقا 16: 19–31). فهو يتوق إلى النجاة، لكنَّه لا يستطيع مغادرة هذا المكان أبدًا. قطرة ماء واحدة هي جُلُّ ما يطلبه، لكنه لا يستطيع الحصول عليها إطلاقًا. ما الذي أتى به إلى هناك، هذا الغني الذي كان يملك كل شيء، ابن الكبرياء والفخر؟ ما الذي ضمَّه إلى كثيرين مِمَّن سلكوا الطريق الواسع لسنين بمنتهى التصميم ورفضوا كل عرض للرحمة وازدروا بالمسيح الفادي؟ إنَّها الخطية، تلك الخطية ذاتها التي تملأ المقابر بأمواتك وتتسبَّب في تصاعُد دُخان أجسادهم المحترقة من كل محرقة جُثَث موتى. إن أجرة الخطية هي موت — موت جسدي في هذا العالم، والموت الثاني المُرَوِّع في العالم الآتي.
اُنظُر إلى دينونة الخطية التي وقَعت على الرب يسوع في الجلجثة. كيف يرى الآب والابن والروح القدس الخطية؟ تَأَمَّلْ نهاية الابن الذي يحبه الله الآب. لا يوجد أب أكثر محبةً من الآب ولا يوجَد ابن محبوب أكثر من الابن. ومع ذلك، فقد حمل الابن خطايانا في جسده على الصليب. صار ابنُ الله حَمَلَ الله. فالذي لم يعرف خطية جُعِلَ خطية لأجلنا. لكن الله الآب لم يُشفِق عليه. فلم يكن من الممكن وجود أدنى قدر من المُساومة مع الخطية. لم يمنع الله ضربة واحدة من قضيب عدله لإظهار مدى استحقاق الخطية للدينونة. لقد سُرَّ الآب أن يسحق المسيح. رفع الآب عصا غضبه، وأخذها المسيح على نفسه بدلًا عنا.
إن كل هذا يُبَيِّن فداحة الخطية كما يراها الله، ويُوَضِّح مدى صعوبة التعبير عن كل ما قاساه الله من أجل أن يخلِّص أناسًا بائسين مثلنا من الإثم. هل يمكنك تجاهل هذا بعدم مبالاة؟ هل تستطيع أن تومئ برأسك موافقًا وبعد ذلك تستمر في الخطية بالفعل والقول والسلوك والسهو؟
يا أيُّها الشخص غير المؤمن، إن يسوع المسيح هو كل ما يحتاجه الخطاة. فهو يستطيع أن يُشبِع كل رغباتك، ويمكنه أن يقطِّع تلك القيود القوية التي تربطك بالخطية. ويا أيُّها المؤمن، صغيرًا كنت أم كبيرًا، أمِت الخطية المتبقية. اُخْنُقها ولا تُعطِها نَفَسًا. جَوِّعها. اُرفُضْ إطعامها لقمة واحدة. كُن جادًّا مع الخطية لأنك تأخذ برّ المسيح ودمه بجديَّة.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.