السعي نحو الكمال بواقعية متزنة
۱۳ يوليو ۲۰۲۲عناية الله المُعلنة في الكتاب المقدس
۳۱ يوليو ۲۰۲۲عن العناية الإلهية
ملاحظة المُحرِّر: المقالة 1 من سلسلة "العناية الإلهية"، بمجلة تيبولتوك.
تحدثتُ على مرِّ السنين مع مسيحيين كثيرين أخبروني بأنهم عندما تمكَّنوا أخيرًا من فهم سلطان الله في الخلاص، شعروا كما لو أنهم يؤمنون بالمسيح من جديد. وفي واقع الأمر، كثيرون ممَّن يشعرون بذلك يكون هذا فعليًّا هو أول اختبار إيمان لهم بالمسيح. ففقط عندما نفهم بحقٍّ مَن هو الله، يتسنَّى لنا أن نفهم أنفسنا، أي أن نفهم أننا كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا، وأن الله بمشيئته السيادية قد أحيانا في المسيح بالروح القدس. وعندما ندرك أن خلاصنا عائد بالكامل إلى نعمة الله العجيبة، تنفتح أعيننا، فنرى ليس فقط أن الله خلَّصنا، بل أيضًا كيف خلَّصنا، إذ يعيننا الروح القدس على التأمُّل في كلِّ ما كان الله يديره ويرتبه طوال حياتنا من أجل تتميم خلاصنا.
نَعلَم جيدًا، كمؤمنين، أنه لا يوجد فعليًا ما يُسمى بالحظ، أو المصادفة، أو القدر. فإننا ندرك جيدًا أن العناية الإلهية ليست هي المرادف المسيحي للمصادفة. ونعلم أن كلَّ شيء يحدث لسبب. وعلى خلاف غير المؤمنين الذين يقرُّون أيضًا في كثير من الأحيان بأن كل شيء يحدث لسببٍ، نحن في حقيقة الأمر نعرف ذلك الإله المتحكِّم في كل شيء، ونعرف السبب النهائي وراء حدوث كل شيء، ألا وهو مجد الله وخيرنا النهائي والأبدي. وكمؤمنين، لا يسعنا سوى أن نؤمن بأن الله كليُّ السيادة، لأننا لو لم نؤمن بسلطان الله، فإننا فعليًّا لسنا نؤمن بأن الله هو الله. وإذا كنا نؤمن بسلطان الله، سيكون علينا أن نؤمن أيضًا بالعناية الإلهية. ومع أن سلطان الله والعناية الإلهية هما غير قابلين للانفصال، لكنهما ليسا واحدًا. فببساطة، العناية الإلهية هي التطبيق العملي والإيجابي لسلطان الله على كلِّ شيء. وبالتالي، لا يوجد ما يسمَّى بالعناية الإلهية الجيدة أو العناية الإلهية الشريرة، أو ما يسمَّى بالعناية السعيدة أو العناية القاسية، بل العناية الإلهية هي كلُّ ما هنالك.
تَكمُن المشكلة في عدم فهم الكثير من المؤمنين بشكل صحيح للكيفية التي يعمل بها الله في عنايته الإلهية كل ما يعمله. فكثيرًا ما يربط المؤمنون العناية الإلهية بالأمور الاستثنائية والفائقة للطبيعة، في حين لا يدركون عناية الله في الأمور البسيطة والصغيرة في الحياة! فعلينا أن ندرك أن كلَّ ما يحدث في كلِّ الخليقة هو بشكل ما نتاج العناية الإلهية، وعلينا أن ندرك أيضًا أن إدارة إلهنا الواحد في ثالوث، بعنايته الإلهية، لكل مخلوقاته وكل الخليقة لا يجعله مصدر الخطية ولا يجعله مؤيِّدًا لها. صحيح أن هذا الأمر يلفه غموض مجيد، لكن هذا هو ما أعلنه الله عن ذاته. وبدلًا من أن يجعلنا هذا نلقي باللوم على الله، يجب أن يدفعنا إلى أن نرتمي بالكامل عليه، وأن نعيش أمام وجهه، كورام ديو (أمام وجه الله)، الآن وإلى الأبد، والكلُّ لمجده وحده دون سواه.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.