الخوف من عدم الارتقاء إلى القياس المطلوب - خدمات ليجونير
كلمة الله واسطة النعمة
۲٦ فبراير ۲۰۲۱
الصلاة واسطة النعمة
٤ مارس ۲۰۲۱
كلمة الله واسطة النعمة
۲٦ فبراير ۲۰۲۱
الصلاة واسطة النعمة
٤ مارس ۲۰۲۱

الخوف من عدم الارتقاء إلى القياس المطلوب

هل سبق لك أن توقَّفت للتفكير في حقيقة أننا نعيش في زمنٍ أصبحت فيها التكنولوجيا موجودة من أجلك لمراقبة وتسجيل وتقييم كل ما يحدث تقريبًا طوال يومك؟ إلى حدٍ ما، تمنحنا هذه التكنولوجيا وتدفُّق المعلومات شعورًا بالسيطرة. والسيطرة شيء يسعى إليه الكثير منَّا، خاصةً عندما نشعر بالخوف. يبدو أن الخوف والسيطرة بينهما علاقة متبادلة. كلما زاد خوفنا، أردنا السيطرة أكثر. وكلما حاولنا السيطرة أكثر، زاد خوفنا أكثر. وتستمر الدورة. يبدو أننا نعيش في زمن تصاعد فيه الخوف في كل مجالات الحياة تقريبًا: الروحيَّة، والسياسيَّة، والمجتمعيَّة، والعائليَّة. ونحن لا نخشى المجهول فحسب، بل نخشى أن نفشل نحن أنفسنا ونحن نسعى للعيش بأمانة في كل من هذه المجالات. للمخاوف عواقب حقيقيَّة يمكن أن تقودنا إلى وضع توقُّعات غير صحيَّة وربما مدمِّرة لأنفسنا وللآخرين، في محاولتنا لممارسة السيطرة.

هل تستيقظ كل صباح وأنت تتوقَّع أن كل ما ستقوله، وتفعله، وتفكِّر فيه سيكون مثاليًّا؟ إن كنت تفعل ذلك، وكنت صادقًا مع نفسك، فسوف تدرك سريعًا أن هذا غير ممكن وغير واقعي في هذا العالم الساقط (رومية 3: 10). ومع ذلك، فإن الكمال والمثاليَّة التي ما زال كثيرون يبحثون عنها ترجع جزئيًّا إلى الخوف من الفشل. فالخوف من الفشل شائع جدًا. لا يريد الأزواج أن يخذلوا عائلاتهم فيما يتعلَّق بتوفير الاحتياجات. والأمهَّات على وجه الخصوص لا يرغبن في الفشل في تربية أطفالهن. لا يرغب الطلاب أن يُخيِّبوا آمال أساتذتهم أو أولياء أمورهم في أدائهم الأكاديمي. من ناحية، هذه المخاوف جيدة وصحيَّة. فهي تؤثِّر علينا وتُحفِّزنا على العمل الجاد من أجل مَن نحبهم ونحترمهم. من ناحية أخرى، عندما يؤدِّي الخوف من الفشل إلى توقُّعات غير واقعيَّة عن الذات أو العمل غير الصحي أو عادات الدراسة، أو جنون الشك من عدم الارتقاء إلى القياس المطلوب في أعين الآخرين، يمكننا بسهولة الوقوع في اليأس والقلق والخطيَّة.

يحب الشيطان أن يُحوِّل أعيننا عن يسوع. فهو يريدنا أن نُخفض أنظارنا إلى الأسفل وإلى الداخل – أي إلى أنفسنا – لإغرائنا بأن نعتقد أننا مثل الله لنا قدرة السيطرة على كل شيء، حتى تصوُّرات الآخرين عنَّا. في خضم هجمات الشرير، علينا أن نتذكَّر أن: "الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ". (1 يوحنا 4: 4). الله مُسيطر على كل شيء؛ لذلك لا يجب أن نخاف (إشعياء 43: 1). وهو وحده الكامل ويفعل كل شيء بشكل حسن. لذلك، يمكننا أن نثق به ونتَّكل عليه، ونعترف أننا لسنا كاملين ولا شيء من أفعالنا مستقيم، ولكنَّه هو كامل وأفعاله مستقيمة وصالحة. يجب أن يكون هدفنا اليومي كتلاميذ للمسيح هو توجيه الناس إلى كماله وبره ومجده، وليس كمالنا وبرنا ومجدنا.

تتطلَّب المعركة المستمرة دائمًا ضد العالم والجسد والشيطان من المسيحيِّين تقييم توقُّعاتهم عن الذات والآخرين بانتظام لمعرفة ما إذا كانت هذه التوقُّعات تُمجِّد الله. يجب أن تكون نقطة انطلاقنا دائمًا هي الحق الإلهي، حيث نتعلَّم أن الإنسان ساقط وغير كامل. أعلم أنها نقطة بسيطة وواضحة، لكن يجب ذكرها: أنت لست كاملًا. وأنا لست كاملًا. وشريك حياتك ليس كاملًا. ورُعاتك ليسوا كاملين. لكن الله كامل (مزمور 18: 30). يجب أن يمنحك هذا شعورًا بالراحة. ففي وسط مخاوفك وإخفاقاتك، يمكنك أن تتكل على كماله وصلاحه وحقه ومحبته (تثنية 32: 4). وهو لن يخذلك أبدًا.

في كثير من الأحيان، يُعلِّمنا الله دروسًا مهمَّة من خلال إخفاقاتنا وإحباطاتنا حتى نبقى متَّكلين عليه. يُذكِّرنا مزمور 118: 8 أن: "الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ". درس آخر يُعلَّمه لنا الله أنه حتى من خلال إخفاقاتنا وأخطائنا (أو إخفاقات الآخرين وأخطائهم)، فإن الله يعمل بشكل سيادي لتحقيق مقاصده. فالله لا يُعيِّن المقاصد فحسب، ولكنَّه يُعيِّن الوسائل لتحقيق تلك المقاصد. حتى مخاوفنا وإخفاقاتنا تعمل بشكلٍ عجيب للخير (رومية 8: 28). كما يُعلِّمنا الله أيضًا أنه على الرغم من إخفاقاتنا، يجب ألا نستسلم، بل علينا أن نمضي قُدمًا ونسعى إلى التميُّز حيثما دعانا الله للخدمة (غلاطية 6: 9؛ فيلبي 3: 13-14).

نحن لا نعرف ما الذي سيجلبه الغد من حيث النجاحات أو الإخفاقات. على الرغم من اعتقدنا بأننا نسيطر على نشاطنا اليومي ونتائجه، يجب أن نتذكَّر ونعترف بأننا نعتمد تمامًا على رحمة الله ونعمته اليوميَّة. دعونا لا نخاف من الفشل أو نتَّكل على أنفسنا أو على الآخرين، ولكن دعونا نتَّكل على الله وحده، الخالق والضابط لكل الأشياء وحافظها. وهو، كما تقول الترنيمة المعروفة: "إلهنا، عوننا في العصور الماضية، ورجاءنا لسنوات قادمة، وملجأنا من الرياح العاصفة، وموطننا الأبدي".

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

كيفين ستريك
كيفين ستريك
القس كيفين ستريك هو قس شريك في كنيسة سانت أندرو بمدينة سانفورد، في ولاية فلوريدا، وتخرَّج في كليَّة اللاهوت المُصلَحة بمدينة أورلاندو، في ولاية فلوريدا.