الخوف من الموت - خدمات ليجونير
التبرير بالإيمان وحده
۲۱ أبريل ۲۰۲۱
الرئاسة النيابيَّة
۲۲ أبريل ۲۰۲۱
التبرير بالإيمان وحده
۲۱ أبريل ۲۰۲۱
الرئاسة النيابيَّة
۲۲ أبريل ۲۰۲۱

الخوف من الموت

ما هو أكثر شيء يخشاه المسيحيُّون عن الموت ونتائجه؟ فيما يلي سنعرض ستَّة مخاوف شائعة وعلاج كتابي مُوجز جدًا لكل منها.

١. الخوف من الموت المؤلم (عمليَّة الموت نفسها).

"أنا لست خائفًا من الموت بقدر ما أنا خائف من المرحلة الأخيرة في الرحلة".

وعد الله أنه لن يتركنا أو يهملنا أبدًا، وأنه لن يُجرِّبنا بما يفوق ما يمكننا تحمُّله بمعونة نعمته، وأنه سيمنحنا النعمة التي نحتاجها لتحمُّل التجارب والضيقات التي يسمح أن نجتاز بها. هذا لا يعني أن الموت ليس صعبًا أو قاسيًا، لكن الله وعد في 1 كورنثوس 10: 13 أن تجاربنا كمؤمنين (والضيقات المرتبطة بها) سوف يقوم الله بوضع حد لها من حيث النطاق والمدَّة.

٢. الخوف من عدم الاستمتاع بالملذَّات الدنيويَّة بعد الآن.

"أخشى أن تكون السماء مملَّة نوعًا ما. أعني، الجلوس على السحاب وعبادة الرب سيكون ممتعًا، أنا مُتأكِّد من ذلك، ولكن إذا كان هذا كل ما في الأمر، أعتقد أن الأمر سيصير مُملًّا".

بما أننا سنكون جاهزين للسماء عند الوصول، حتى لو كان كل ما سنفعله في السماء هو عبادة الله، فستكون السماء ممتعة. ولكنَّنا سنفعل أكثر من ذلك. يشير الكتاب المقدس إلى أننا سوف نرنِّم، ونأكل، ونعمل، ونملك، ونُدير، ونتعلَّم. علاوةً على ذلك، ستشبه الأرض الجديدة الأرض الحاليَّة كما أن أجسادنا الجديدة المُمجَّدة ستشبه أجسادنا الأرضيَّة. هل استمتع آدم وحواء بالحياة في الجنَّة؟ تخيَّل جنَّة عدن وهي ممتلئة بالنشاط. فكل ما هو ضروري لسعادتنا ومتعتنا ينتظرنا في السماء.

٣. الخوف من العيش إلى الأبد.

يشعر بعض الناس بالخوف من الأماكن المُغلقة عندما يفكرون طويلًا في السماء. وأنا أعلم أن السماء ستكون في غاية الروعة بشكل يتجاوز تصوُّراتي، ولكن هناك جزء منِّي لا يريد أن يكون مُحاصرًا في نوع من الخلود الأبدي —من المخيف أن نفكر في العيش إلى الأبد.

من المستحيل على الإنسان المحدود أن يفهم غير محدود بشكلٍ تام. قد يكون من المُخيف حقًا أن تكون غير قادر على فهم "اللا نهائي". لكن السماء هي مكان السعادة التي لا يمكن تصوُّرها. لن يكون هناك خوف من الأماكن المُغلقة في السماء وذلك لأن الخوف من الأماكن المُغلقة هو نوع من الخوف. والاعتقاد بأن الله سيسمح لأبنائه أن ينزعجوا حتى من مُجرَّد ذرَّة من البؤس المرتبط بالخوف الذاتي هو أمر لا يتوافق مع كل ما يقوله الكتاب المُقدَّس عن السماء. ببساطةٍ لن يكون هناك أيٌّ من هذا الخوف في السماء، عندما يظهر المسيح، سنكون مثله — بلا خطية (1 يوحنا 3: 2).

٤. الخوف من الاضطرار إلى مواجهة كل خطايانا الماضية.

"انظر، أنا أعرف أنه قد غُفِرَ لي وأن خطاياي لن تُمسك ضدي، لكن بصراحة التفكير في الاضطرار إلى إعطاء حساب عن خطاياي يزيل نوعًا ما المتعة من كل الخير الذي أعرف أنه سيأتي بعد القضاء".

يمكن أن يكون هذا في الواقع خوفًا جيِّدًا إذا كان يدفعنا نحو التقديس. "وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ" (1 يوحنا 3: 3). من ناحية أخرى، إنه لأمر مخيف أن نفكِّر في الوقوف أمام الإله القدوس لمشاهدة كل مشهد ليس فقط لأفعالنا الخاطئة ولكن أيضًا لأفكارنا ودوافعنا. ولعل أفضل طريقة لرفع (أو على الأقل تهدئة) هذا الخوف هو أن نشكر الله على الفور على حقيقة أننا كمؤمنين بالمسيح لن نضطر إلى مواجهة غضبه الأبدي وأنه سيمسح كل دمعة من عيوننا. (حتى أثناء القضاء الأخير، سيكون لدينا ضمان أنه بفضل المسيح لن نُدان).

٥. الخوف على أحبائنا بعد رحيلنا.

"عائلتي تعتمد عليَّ كثيرًا في أشياء عديدة. فهم يتطلَّعون إليَّ للحصول على الدعم المادي، والحكمة والتوجيه، والدعم العاطفي، وتلبية الاحتياجات اليوميَّة".

من المهم بالنسبة لنا أن نفكِّر مُسبقًا في هذا الأمر وأن نستعد له بأفضل ما نستطيع. إن تعليم أحبائنا أن ينظروا إلى المسيح من أجل تسديد احتياجاتهم الروحيَّة والوقتيَّة هو أيضًا جزء من مسؤوليَّتنا كمؤمنين. بمُجرَّد أن نفعل هذا (وحتى لو لم نفعل ذلك)، يمكننا أن نخفِّف من قلقنا عن طريق الصلاة من أجل أحبائنا وطلب أن يفعل الله ما هو الأفضل لهم لمجده.

٦. الخوف من أن أكون غير مُؤهَّل للحصول على المكافآت.

"لقد عملت بجد لسنوات عديدة لدرجة أن الفكرة أنني سأفقد كل أو حتى بعض ما عملت من أجله هو أمر مُخيف".

تحدَّث بولس عن كونه غير مُؤهَّل (حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ؛ 1 كورنثوس 9: 27). فقد أخبر تيموثاوس إنه إن لم يجاهد قانونيًّا، فلن ينال الجعالة على كل أعماله الشاقة (2 تيموثاوس 2: 5). كما تحدَّث يوحنا عن السعي للحصول على أجرًا تامًا، مما يعني أن البعض قد يفقد بعضًا ممَّا عمل لأجله (2 يوحنا 1: 8).

لست متأكدًا من أنني أريد إزالة هذا الخوف. فأنا أفكِّر في هذا الأمر كل يوم تقريبًا. لكن إذا وجدت نفسك مهووسًا بهذا القلق دون معرفة أي خطأ، فمن المُحتمل أنك تقلق نفسك دون داعٍ ويجب أن تتعلَّم كيفيَّة التعامل مع قلقك بشكلٍ كتابي. أعتقد أنه عندما تتعلَّم كيفيَّة مُعالجة القلق بشكلٍ عام، فإن هذا القلق بشكلٍ خاص (وإلى حد كبير كل الأشياء الأخرى المذكورة أعلاه) سوف تتضاءل.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

لو بريولو
لو بريولو
الدكتور لو بريولو هو مدير المشورة الكتابيَّة بكنيسة (Christ Covenant) في مدينة أتلانتا. وهو مُؤلِّف للعديد من الكتب، بما في ذلك "الزوج الكامل وحل النزاعات" (The Complete Husband and Resolving Conflict).