عاملون، لا سامعون فقط - خدمات ليجونير
إلهنا المُثلَّث الأقانيم
۱٤ مايو ۲۰۲۱
فرح المسيح
۲٤ مايو ۲۰۲۱
إلهنا المُثلَّث الأقانيم
۱٤ مايو ۲۰۲۱
فرح المسيح
۲٤ مايو ۲۰۲۱

عاملون، لا سامعون فقط

بصفتي راعيًا في كنيسة محليَّة، التقيت بالعديد من الأشخاص على مر السنين مِمَّن لم يذهبوا إلى الكنيسة طوال حياتهم ولم يدرسوا أبدًا الكتاب المُقدَّس أو لاهوت الكتاب المُقدَّس. لقد قابلت أيضًا أشخاصًا ذهبوا إلى الكنيسة طوال حياتهم، ولكنَّهم لم يتعلَّموا أبدًا كيفيَّة دراسة الكتاب المُقدَّس ولاهوته. ومع ذلك، كما قال الدكتور أر. سي. سبرول: كُلُّنا لاهوتيُّون - والسؤال هو ما إذا كنَّا لاهوتيِّين جيِّدين أم لا. المشكلة الأساسيَّة في يومنا هذا هي أن العديد من المسيحيِّين المؤمنين لا يعتقدون أنهم بحاجة إلى دراسة اللاهوت، بينما يبدو أن كثيرين غيرهم لا يهتمُّون باللاهوت أو أنهم ببساطة يشعرون بالكسل الشديد لدرجة لا تسمح لهم بدراسته. ولكن يجب على المؤمنين أن يهتمُّوا باللاهوت. كيف لا نهتم باللاهوت، وهو الذي يخبرنا عن ذاك الذي يُخلِّص نفوسنا؟

لا يعرف الكثير من المسيحيِّين، ولا سيما الشباب المسيحي والذين تجدَّدوا حديثًا، من أين يبدأون في دراستهم للاهوت، ولا يعرفون كيفيَّة القيام بذلك. لقد وجدت أن بعض المسيحيِّين يعتقدون أن اللاهوت هو فقط للقساوسة والعلماء، والأسوأ من ذلك، أن بعض القساوسة والعلماء يجعلون الناس العاديِّين يعتقدون أنَّهم لا يمكنهم حقًا دراسة اللاهوت إلا إذا عملوا على الحصول على درجات لاهوتيَّة مُتقدِّمة. لقد وجدت أيضًا أن بعض المسيحيِّين يعتقدون أنهم بحاجة إلى صياغة وتشكيل اللاهوت الخاصة بهم. لكن الله لا يدعونا لتشكيل لاهوتنا الخاص – لقد وُضع لنا بالفعل في الكتاب المُقدَّس. نحن مدعوُّون لدراسته، وفهمه، والعمل به، لا فقط سماعه. علاوةً على ذلك، إنه ليس لاهوتنا الخاص؛ لكنه لاهوت الكنيسة الواحدة، المُقدَّسة، الجامعة، الرسوليَّة. عندما يُشكِّل الناس لاهوتهم الخاص، فإنهم حتمًا يُنشئون هرطقات خاصة بهم.

إن القيام بدراسة اللاهوت يعني دراسة الكتاب المُقدَّس ودراسة أقوال أجدادنا المخلصين الذين درسوا الكتاب المُقدَّس بأمانة. يعني هذا دراسة قوانين وإقرارات إيمان الكنيسة، والتي هي بمثابة مُلخَّصات وتفسيرات مفيدة لما يُعلِّمه الكتاب المُقدَّس. وهذا يعني دراسة ليس فقط كتب علم اللاهوت النظامي، ولكن أيضًا كتب تفسيرات الكتاب المُقدَّس، فضلًا عن كتب مبادئ علم التفسير (طريقة تفسير الكتاب المُقدَّس)، وكتب تاريخ الكنيسة، واللاهوت التاريخي، وحتى الحياة المسيحيَّة (كيفيَّة تطبيق اللاهوت في كل الحياة)، لأن اللاهوت الذي يُفهم بشكلٍ صحيح هو اللاهوت المُطبَّق في الحياة بشكلٍ صحيح. وهذا يعني أيضًا دراسة اللاهوت ونحن نجلس تحت خدمة الوعظ بكلمة الله في كنائسنا المحليَّة، أسبوعًا بعدَ أسبوعٍ، من خلال العبادة، والتسبيح، وممارسة الفرائض المُقدَّسة. لأننا عندما ندرس اللاهوت، فإننا ندرس شخص الله، كي نعرف بحق إله الكتاب المُقدَّس المُثلَّث الأقانيم، ونحبه، ونعبده، وننادي به، وليس إلهًا من صُنعِنا.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

بيرك بارسنس
بيرك بارسنس
الدكتور بيرك بارسنس (BurkParsons@) هو رئيس تحرير مجلة تيبولتوك، والراعي الرئيسي لكنيسة سانت أندروز في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا، وعضو هيئة التدريس في خدمات ليجونير. شارك في ترجمة وتحرير "كتاب قصير عن الحياة المسيحيَّة" (A Little Book on the Christian) بقلم جون كالفن.