كن صبورًا معنا ونحن نتعلَّم - خدمات ليجونير
الشجاعة أن نكون مُصلَحين
۲۲ أكتوبر ۲۰۲۱
الحالة الوسطيَّة
۸ نوفمبر ۲۰۲۱
الشجاعة أن نكون مُصلَحين
۲۲ أكتوبر ۲۰۲۱
الحالة الوسطيَّة
۸ نوفمبر ۲۰۲۱

كن صبورًا معنا ونحن نتعلَّم

أيها المؤمن الأكبر سنًّا، أنا أعلم الآن أنك رأيت تلك النظرة على وجهي. عندما كنتُ مؤمنًا أصغر سنًّا، كانت لي تلك النظرة أكثر ممَّا لي الآن، وهذا تغيير لا يمكنني أن أنسبه إلَّا إلى نعمة الله التأديبيَّة. لا تزال هناك أيام تظهر فيها هذه النظرة على وجهي مرَّة أخرى. ولكن الآن، في سن الأربعين من عمري، دخلت مرحلة غريبة من الحياة، وهي الفترة التي يعتبرني فيها البعض عجوزًا والبعض الآخر لا يزال يعتبرني شابًا نوعًا ما. والآن أرى نفس النظرة على وجوه المؤمنين الأصغر منِّي. تلك النظرة التي أشعر بالحرج من وصفها الآن، هي نظرة استياء ورفض. لقد استاءتُ منك لأنَّك كنت أكبر سنَّا وعرفت بعض وسائل الراحة التي يجلبها لك التقدُّم في السن والتقوى، ومع ذلك بدت طرقك وأفكارك قديمة جدًا وغير منطقيَّة مقارنةً بما اعتقدت أن كنيستنا بحاجة إليه، وما أحتاجه. لقد قمتُ بنبذك في الأساس بسبب الفجوة التي بيننا، الفجوة بين الأجيال التي فرَّقتنا. لقد نبذتك لأنَّني شعرت بالإحباط بسبب عدم عبورك هذه الفجوة وفي نفس الوقت بسبب كنتُ خائفًا بشدَّة من أن تعبرها وتبدأ في قول الحق لي، الحق الذي كنتُ بحاجة لسماعه، ولكنِّي لم أرغب في سماعه. كان التخلِّي عنك أكثر راحةً.

لقد كنتُ طفوليًّا جدًا، ومُتهوِّرًا جدًا، وأحمقًا للغاية. لقد أخطأتُ إليك في عدم منحك الكرامة التي من حقِّك (خروج 20: 12؛ أمثال 20: 29). لقد أخطأتُ إلى الله بازدراء عطيَّته للكنيسة المُتمثِّلة في قدِّيسيه الأكبر سنًّا. في النهاية، سلبتُ نفسي لأعبِّر عن كبريائي.

كيف نمت هذه الخطايا كل هذا الوقت؟ لقد قمتُ بهذه الممارسة الشرِّيرة، وهي سرطان الشباب: كنتُ بطيئًا في الاستماع ومسرعًا في الكلام (يعقوب 1: 19). جاء بُطئي في الإصغاء من عمى مزدوج. كنتُ أعمى عن ضآلة معرفتي، تمامًا كما لم يكن للمُغنِّي الشاب أيَّة خبرة في غناء موسيقي البلوز وهو لم يعش سوي القليل في تلك الحياة، كذلك المؤمن الشاب ليس لديه أيَّة خبرة في صنع قرارات واثقة تختص الحياة وهو لم يستمع إلى الآخرين كثيرًا، ولم يستمع إلى هؤلاء القدِّيسين المُخضرمين الذين سبقوه. لكنِّني كنتُ أعمى أيضًا عنك وعن حكمتك. لم أسعَ للاستماع إليك لأنَّني لم أعتقد أن هناك أي شيء قد تقوله يستحق الاستماع إليه. أيها المؤمن الأكبر سنًّا، لقد تدرَّبتَ بأدوات نعمة الله وتجارب الحياة. ليس لديك فقط معرفة كتابيَّة؛ بل لديك حكمة كتابيَّة. فقد جلستَ مع آباء الإيمان، ومع أمهات صهيون. وقد كنتُ أعمى عن ذلك.

لكنَّني كنتُ أيضًا مُسرعًا في الكلام. مثلما جاء بطئي في الاستماع من عمى مزدوج، فقد جاء كلامي السريع من كبرياءٍ مزدوج. أوَّلًا، اعتقدتُ بكبرياء أن لدي ما أقوله، أو بالأحرى، أردتُ أن يُنظَر إليَّ على أنَّني شخص لديه ما يقوله. لكن ثانيًا، وأنا مُحرج لقول هذا، لقد تحدَّثتُ بسرعة لأنَّني اعتقدتُ أن لدي شيئًا لأُعلِّمكَ إيَّاه، مثل طفل صغير يحاول عقد محاكمة على مائدة عشاء الأسرة. لقد تحدَّثتُ بسرعة لأنَّني أسأتُ تقديرنا على حد سواء، حيث كنت أفكِّرُ كثيرًا في نفسي وقليلًا فيك.

لكنِّي الآن أصل إلى الجزء الأصعب: طلبي منك.

بما أنَّ الصغار والكبار يقفون على جانبيْ هذه الفجوة العمريَّة، يجب على أحدنا أن يقوم بالخطوة الأولى. أتمنَّى أن أضع العبء على عاتق كلانا. لكن كبرياء الشباب وضعفهم وعدم استقرارهم يضعنا في وضع غير غير مؤاتٍ. أيها القديس الأكبر سنًّا، نحتاج منك أن تقوم بالخطوة الأولى وتستمر في السعي إلينا. فنحن نحتاج منك أن تبحث عن المؤمنين الأصغر سنًّا في كنيستنا، وترشدهم، وتتلمذهم، وتحبهم. كما أطلبُ منك التحلِّي بالصبر مع المؤمنين الأصغر سنًّا مثلما كان الرب يسوع في تجسُّده. عندما نتصرَّف بكبرياء، من فضلك تحمَّلنا بصبرٍ. عندما نتباطأ في الاستماع، من فضلك تحمَّلنا بصبرٍ. عندما نُسرع في الكلام، من فضلك استمع إلينا بصبرٍ وبابتسامة واعية وسنعرف يومًا ما أنها الشقفة الممزوجة بالنعمة. عندما ننظر إليك باستياء ورفض، من فضلك استقبل هذه الإهانة بصبرٍ وكن مُستعدًّا لمسامحتنا. من فضلك قم بتصحيحنا بصبرٍ، وصلِّي من أجلنا، وقف بجانبنا. إن لم تتحرَّك أوَّلًا، وإن لم تبقَ بالقرب منَّا بصبرٍ يشبه المسيح، فستبقى هذه الفجوة بيننا، ممَّا يضر كلانا.

من فضلك، أيها المؤمن الأكبر سنًّا، كن صبورًا معنا ونحن نتعلَّم.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

جو هولاند
جو هولاند
القس جو هولاند هو قسيس في الكنيسة المشيخيَّة في أمريكا (Presbyterian Church in America).