ثلاثة أمور ينبغي أن تعرفها عن سِفر راعوث
۱٤ مارس ۲۰۲٤ثلاثة أمور ينبغي أن تعرفها عن سفري الملوك الأوَّل والثاني
۲۱ مارس ۲۰۲٤ثلاثة أمور ينبغي أن تعرفها بشأن سِفري صموئيل الأوَّل والثاني
يروي سِفرا صموئيل الأوّل والثاني الأحداث التي جرت في فترة المائة عام التي تتضمَّن ختام أيَّام القضاة وتأسيس مملكة داود. هناك أمور كثيرة يمكننا أن نتعلمها من سفري صموئيل الأول والثاني، وسننظر أدناه إلى ثلاث من هذه الحقائق.
١. لطالما أراد الله أن يكون لإسرائيل ملك.
ينتهي القسم الأخير من سفر القضاة بهذه العبارة: " لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيل" (قضاة ١٧: ٦؛ ١٨: ١؛ ١٩: ١؛ ٢١: ٢٥). واستمرت الأمور على هذه الحالة حتَّى انتهاء زمن القضاة مع آخرهم، صموئيل (١ صموئيل ٧: ١٥-١٧). قبيل نهاية فترة خدمته، جاء شيوخ الشعب وطالبوا صموئيل بمنحهم ملكًا. لم يكن الطلب في ذاته شريرًا. لكنَّ الرغبة وراء ذلك الطلب كانت مُسيئة. فقد أرادوا ملكًا يملك عليهم على شَبَه ملوك الأمم (١ صموئيل ٨: ٤-٥، ١٩-٢٠؛ ١٠: ١٩). وكان الطلب بمثابة رفض ضمني، ليس فقط لصموئيل، بل أيضًا لله ولمُلكه عليهم (١ صموئيل ٨: ٧- ٨).
إنَّ فكرة تعيين ملك أرضيّ ليست غريبة تمامًا عن الخلفيَّة الدينيَّة لشعب إسرائيل. فقد تنبأ أحد الآباء والذي هو يعقوب أنَّ سبط يهوذا سيكون سبطًا ملوكيًّا (تكوين ٤٩: ٨-١٢). والمقطع في تثنية ١٧: ١٤-۲٠ يحدّد ما يميّز ملِك إسرائيل في الأرض. لذا لا يتعلّق السؤال بما إذا كان الملك الأرضيّ مرغوبًا فيه، بل بأيّ نوع من الملوك ينبغي أن يكون. فهل سيكون ملكًا مثل ملوك الأمم (وهو نوع الملك الذي طالب به الشيوخ)، أم سيكون رجلاً حسب قلب الله؟
تمَّ مسح شاول كأوَّل ملك على إسرائيل، لكنَّه تمرَّد على وصايا الله (١ صموئيل ١٠: ٨؛ ١ صموئيل ١٣: ٦-١٠؛ ١٥: ١-٩). ولم يكن رجلًا بحسب قلب الله. لذلك رفض الله شاول كمَلك (١ صموئيل ١٣: ١٣-١٤؛ ١٥: ١۰-١١) ووضع شخصًا آخر مكانه.
٢. عيَّن الله داود ملكًا ووعده بنسلٍ يملك إلى الأبد.
اختار الله داود، راعي الغنم الشاب من سبط يهوذا، ليحلَّ مكان شاول. وقد مسحه صموئيل ملكًا بينما كان شاول لا يزال يَملُك (١ صموئيل ١٦: ٦-١٣). بعدَ عدَّة سنوات صعبة، وصل داود أخيرًا إلى العرش (٢ صموئيل ٥: ١-٥). ثمَّ استولى على أورشليم وسرعان ما جعلها عاصمةً له (٢ صموئيل ٥: ٦-١٠).
كانت رغبة داود أن يبني بيتًا لله (٢ صموئيل ٧: ١-٣). وهو كان قد أصعد تابوت العهد من بيت عوبيد أدوم إلى إسرائيل (٢ صموئيل ٦: ١٢-١٥). لكن بدلاً من أن يسمح الله لداود ببناء بيتاً له، قال إنَّه هو من سيصنع بيتاً لداود. إذ سيقيمُ لداود نسلًا ملكيًّا أبديًا (٢ صموئيل ٧: ٨-١٦). وبلُغةٍ تذكّرنا بالعهد مع إبراهيم، قال الله إنَّه سيعمل لداود اسمًا عظيمًا (٢ صموئيل ٧: ٩؛ تكوين ١٢: ٢)، وإنَّ الشعب سيجد راحةً في الأرض (٢ صموئيل ٧: ١٠-١١؛ تكوين ١٥: ١٢-٢١؛ خروج ٣: ٨).
نقرأ أنَّ النسل الموعود سيكتمل في الابن الملكي الذي سيقيمه الرّب (٢ صموئيل ٧: ١٢). قال الله: "أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا" (٢ صموئيل ٧: ١٤). تُذكّرنا لغة البنوّة بما جاء في سفر الخروج ٤: ٢٢-٢٣، حيث دُعي شعب إسرائيل بابن الله، لكن هذه الصورة تنطبق هنا على شخص واحد، وهو ابن داود. وابن داود هذا لن يحكم على شعب إسرائيل فحسب، بل أيضًا على الأمم (تكوين ٣: ١٥؛ تكوين ١٢: ١-٣؛ مزمور ٢؛ ١١۰). هذه العلاقة الخاصّة التي تربط بين الله وابن داود تفسِّر لماذا ابن داود، وليس داود نفسه، هو مَن سيبني بيت الله (٢ صموئيل ٧: ١٣).
٣. اختار الله أورشليم لتكون المكان الذي سيوفّر فيه بديلاً لشعبه.
قبيل نهاية فترة حُكمه، أجرى داود إحصاءً للشعب (٢ صموئيل ٢٤: ١-٩). فأثار الأمر غضب الرَّب. أدرك داود أنَّه أخطأ في ما ارتكبه واعترف بذنبه (الآية ١٠). غير أنَّ نتائج خطيّته جلبت وباءً قتل سبعين ألف رجلٍ في ثلاثة أيام.
وبينما كان الملاك المُهلك على وشك أن يضرب أورشليم، ترأّف الله بالشعب وأوقف الملاك (الآية ١٦). فوقف الملاك «عِنْدَ بَيْدَرِ أَرُونَةَ الْيَبُوسِيِّ». أمر الله داود أن يُقيم مذبحًا هناك (الآية ١٨). فذهب داود واشترى البيدر وما فيه، وبنى مذبحًا، وقدَّم الذبائح (الآيات ١٩-٢٥). الأسطر الأخيرة من هذه القصَّة تختتم هذين السِفرين: "واسْتَجَابَ الرَّبُّ مِن أجلِ الْأَرْضِ فَكَفَّت الضَّربَةُ عَنِ إِسْرَائِيلَ" (٢ صموئيل ٢٤: ٢٥). لقد تمَّت الكفَّارة، لكن لم تكن هذه المرَّة الأخيرة التي ستتمُّ فيها الكفارة هنا.
إنَّ لبيدر أرُونَة تاريخٌ عريق. وله اسمٌ آخر: جبل المُرِيَّا. جبل المُريَّا هو المكان نفسه الذي اختبر فيه الله إيمان إبراهيم في السّابق (تكوين ٢٢: ١-١٤؛ عبرانيين ١١: ١٧-١٩). كان إبراهيم يستعدّ لتقديم إسحاق ذبيحةً، لكنَّ الله أوقفه. ودبَّر كبشًا بديلًا له. جبل المُريَّا هو أيضًا المكان الذي بنى فيه سُليمان الهيكل في وقتٍ لاحق (٢ أخبار الأيّام ٣: ١). إلى هنا كان شعب إسرائيل يأتي بقرابينه وذبائحه. هنا كان البديل يموت عوضًا عن الأفراد.
والبديل الأخير والنهائيّ في هذا المكان كان سيقدَّمه ملكٌ بعد مئات السنين من بناء هيكل سليمان. هُناك في أورشليم كان سيقف ذلك الملك أمام الله ليشفع بذنوب شعبه. لن يكون لديه أيّ ذبيحة أخرى ليقدّمها غير نفسه، لكن سيُستجاب له. فهو ابن داود وابن الله، إنَّه الرَّب يسوع المسيح (متى ١: ١-١٦؛ رومية ١: ١-٤).
+++++++
هذه المقالة جزءٌ من مجموعة بعنوان، EveryBook of the Bible: 3 Things to Know
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.