ماذا كان في خطر وقت الإصلاح؟
۱۱ مارس ۲۰۲۰ولعنه الله
۲۱ مارس ۲۰۲۰في المسيح وحده تُستَعاد صورة الله
كان أحد أبطال الإيمان العظماء في القرن الرابع اللاهوتي هو القدير أثناسيوس. واسمه يعني "الخالد". وهذا ملائم تمامًا. استخدم أثناسيوس تشبيهًا جميلًا لمساعدتنا على فهم كيف أن المسيح هو صورة الله وكيف استعاد المسيح صورة الله في البشر. قال: "كان آدم مثل لوحة فنية جميلة. فقد رُسمَ عليه صورة الله". وما حدث في السقوط هو أن اللوحة تحطمت تمامًا. لم يعد آدم يُشابه الله. فقد أصبح شريرًا، وأنانيًّا، ونجسًا بشكل رهيب.
وهكذا فسدت الصورة أو اللوحة. لذا، كيف تُستعاد هذه اللوحة الثمينة؟ وكانت المشكلة أنه لم يكن هناك أحد يعرف كيف كانت اللوحة من قبل. لم يتمكَّن أحد من استعادتها. لاستعادتها، يجب أن تعرف الله. يجب أن تعرف طبيعته. دون ذلك، لا يمكنك أبدًا معرفة كيف ينبغي أن تكون صورة الله. كان هناك رجاءً واحدًا فقط. كان يجب أن يأتي الأساس الأصلي للوحة لتتم إعادة رسم شبهه على قماش الجنس البشري. وحده الشخص الذي تم رسم شبهه في الأصل على آدم هو مَن يقدر أن يستعيد هذا الشبه ويُجدِّده.
وهكذا، أتى المسيح صورة الله نفسه. أخذ البشر لتجديد صورته فيهم. أتى وأظهر لنا صورة الله في الجسد. وفي المسيح وحده يمكن استعادة البشر مِمَّا دعاه أثناسيوس "تجريد البشر من الإنسانية". وحده هو، صورة الله نفسه، مَن يمكنه إعادة إنسانيتنا لنا. فيه وحده، كما قال بولس في كولوسي 3: 10 "لَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ".
أصدقائي، لا عجب أن مجتمعنا يتخبَّط في مشاكل الهوية. مع فساد صورة الله في آدم، لا يعرف الخطاة الغرض من أنفسهم. لذلك، نسعى لإصلاح أنفسنا، لكن لا نعرف ما هو شكل "الإصلاح". باستشعارنا لانكسارنا، نحاول استعادة أنفسنا بالأخلاقيات أو الصدق، لكننا نتحسس في الظلام، محاولين إعادة رسم اللوحة في حين أننا لا نملك أي فكرة عمًّا ينبغي أن تكون عليه. كل ما يمكننا فعله هو انحرافات شنيعة. إن رجائنا الوحيد للكمال هو في المسيح، صورة الله. لا يمكن إصلاح البشر في أي مكان آخر.