نموت عن الخطايا ونحيا للبرِّ
۱۵ أغسطس ۲۰۲۲الناموس الكابح
۲۳ أغسطس ۲۰۲۲زوجات الشيوخ
يجب ألا يفاجئنا أن تحتل زوجات قادة الكنيسة مكانة بارزة في 1 تيموثاوس 3. فعندما يدعو الرب رجلًا إلى القيادة، يدعو زوجته معه كي ترافقه وتدعمه. وإن دور "المعين" الذي نقرأ عنه في تكوين 2: 20 يسلِّم بوجود مهمة يحتاج الرجل فيها إلى المساعدة، ولا يقدر أن يؤديها بمفرده؛ وبالتالي، سدَّد الله هذا الاحتياج عن طريق خلق رفيق بشري مثالي. صحيح أن مهاراتها ليست مثل مهاراته، لكنها جزءٌ مما يحتاج إليه ليتمم التكليف الذي كلَّفه به الله. ومن خلال 1 تيموثاوس 3: 11، يتضح لنا أن هذا الثنائي "التكاملي" يتجلَّى في الكنيسة، حيث يمكن للشيخ، عن طريق إشراك زوجته في شؤون الكنيسة، أن ينتفع من منظور آخر مختلف عنه، سيكون أحمقًّا إذا تجاهله. فربما يتركها بالمنزل عندما يذهب لحضور اجتماعٍ للشيوخ، لكن في غالبية الأحيان، بينما يتمم مسؤولياته المعتادة، تكون هي بجانبه لتلعب دورًا حيويًّا. فقد وحَّد الله الشيوخ والشمامسة بزوجات يكملنهم في الشخصية والمواهب.
إذا افترضنا، كنتيجة جيدة وضرورية، أن الفضائل النسائية المذكورة في 1 تيموثاوس 3: 11 تنطبق على زوجات الشيوخ كما على زوجات الشمامسة أيضًا، فإن الصفات المطلوبة يجب إذن أن تكون متطابقة في كلتا المجموعتين من الزوجات. ويكشف هذا النص المفتاحي أيضًا أن الصفات المجتمعة اللازم توافرها في الشيوخ، والشمامسة، وزوجاتهم متشابهة على نحو لافت للنظر. وبدلًا من أن نقوم بتشريح كل صفة منسوبة إلى الشيوخ، أو الشمامسة، أو إلى زوجاتهم، ربما ترى النظرة الأشمل إلى 1 تيموثاوس 3 صورة عامة مجيدة عن "بَيْتِ اللهِ"، الذي تشرف عليه مجموعة من الرجال المختارين، مع زوجاتهم أيضًا، ليخدموا في رعاية مستمرة، وطبيعية، ورعوية. صحيح أن العزوبية لا تشكِّل عائقًا أمام تولي وظيفة الشيخ (بل في بعض الظروف تكون العزوبية ميزة)، لكن بوجه عام، "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً" (الجامعة 4: 9).
يمكن وصف صفات الزوجات من خلال أربع صفات: "ذَوَاتِ وَقَارٍ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، صَاحِيَاتٍ، أَمِينَاتٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ" (1 تيموثاوس 3: 11). إن الوقار المنتظر من زوجة الشيخ لا يقل عن ذلك المنتظر من زوجها. فعلى كليهما أن يكون مثالًا للنضوج في الرب، وأن يسلكا في طول أناة، متمثلَين بالمسيح. مثل هذا السلوك يتضح بالأكثر في أوقات الضغط والتوتر الشديد، حيث يُغوَى الشخص بالتفاعل في اندفاع وانفعال. لكنَّ السلوك السليم والمتسق للذين في منصب وزوجاتهم أيضًا سيشكل الفارق في كثير من الأحيان بين الوحدة والتفكك، وبين السلام والاضطراب.
كذلك، على الشيخ وزوجته أن يكونا متحفظين وحذرين في كلامهما: "غَيْرَ ثَالِبَاتٍ" [أي "غير مغتابات"] (1 تيموثاوس 3: 11)، الأمر الذي يعني قطعًا أن كلماتهما تمثل أهمية عظمى. من المثير للاهتمام دائمًا أن نتذكَّر أن حديثًا واحدًا يُجرَى دون تفكير، أو شائعة واحدة فارغة، يمكن أن تشكِّل كل الفارق بين الوحدة والخراب. فالضرر الذي يمكن أن يلحق حتى لأقوى شركة مؤمنين بسبب تعليق عفوي هو ضرر لا يُحصَى. فعندما يتعامل الشيوخ وزوجاتهم بعضهم مع بعض، فإن تحفظهم معناه أن يتسموا بالتمييز والحكمة في معرفة ما يجب قوله، ومتى يجب التحدث، ومتى يجب التزام الصمت.
بحكم منصب الشيخ في الكنيسة، ستكون بحوزته في بعض الأحيان معلومات حساسة. ومسألة السرية هي مسألة شائكة ومعقدة، ويجب على الشيوخ التعامل معها باستخدام حكمتهم، وحُكمهم المتعقل على الأمور، ومنطقهم الذي بحسب مشيئة الله. قطعًا، توجد مواقف حساسة للغاية من الأفضل ألا يُفصَح عنها لأحد على الإطلاق، ولكن تلك المواقف ستكون واضحة جليًّا، والزوجة الحكيمة ستقنع بعد معرفة ما حكم زوجها بأن من الحكمة عدم إفشائه.
نشكر الله أن مثل هذه المواقف نادرة. وفي واقع الأمر، يمكن في المعتاد حل المشكلات التي من المحتمل أن تشكل صعوبة في المستقبل في وقت مبكر عن طريق التعاملات الطبيعية، عندما يأخذ القادة، بمساعدة زوجاتهم، مسؤولياتهم على محمل جد، مقدِّمين عناية رعوية جيدة، ونموذجًا منظورًا للزواج المسيحي الراسخ. فالتأديب الكنسي الصحي لا يبدأ بتوجيه الاتهامات، لكنه يحدث بصورة طبيعية ومستمرة على طاولة الطعام، أو في أثناء احتساء القهوة، حيث يمكن للكلمات الحكيمة أن تشكل الفارق بين الشفاء والأذى، وبين النمو والسقوط. وفي هذه السيناريوهات الوقائية، لا غنى البتة عن إسهام الزوجات الفريد.
إن الزوجات مدعوات أيضًا، مع أزواجهن (1 تيموثاوس 3: 3)، إلى أن يكنَّ "صَاحِيَاتٍ". تعبِّر هذه السمة عن حالة ذهنية صافية ومتزنة، ولا سيما في مواجهة التحديات غير المتوقعة والصعبة، حيث يلزم تحقيق توازن هام عن طريق التقاء فكر الشيخ وزوجته معًا. ففي كثير من الأحيان، يمكن للزوجات أن يقدِّمن تقييمًا متزنًا وموضوعيًّا عادة ما يكون حيويًّا لأجل حكم "متعقل" و"واعٍ" على الأمور.
كذلك، الزوجات اللواتي هن "أَمِينَاتٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ" سيشتركن في إيجابية في رؤية أزواجهن الرعوية للكنيسة، واهتمامهم الحقيقي بشعب كنيستهم. فهي ستوفر، مع زوجها، الاستقرار والموثوقية اللذين سيحافظان على تركيزهما منصبًّا على مركزية الكنيسة وما تمثله.
في التعقيدات التي تشهدها كنيسة اليوم، عادة ما تكون الحكمة المشتركة للزوج والزوجة ضرورية للغاية لتقديم مشورة متوازنة، ولا سيما في شؤون العلاقات. ففي حين تُسنَد إلى الرجال "وظائف" قيادية معينة، الرجل الأحمق هو الذي يرفض أن يصغي بعناية إلى حكمة زوجته التقية التي أعطاها الله له كي تكون شريكته في خدمة الإنجيل.
أخيرًا، يجب أن نتذكَّر أن الزوجات تقع عليهن في كثير من الأحيان ضغوط غير مباشرة ناتجة لا محالة عن الصعوبات المرتبطة بالقيادة في الكنيسة. علاوة على ذلك، مهما كان حجم التضحيات المطلوبة من الذين هم في مجال الخدمة، في كثير من الأحيان تكون الزوجات هن من يقدِّمن تضحيات أكبر، وذلك بتنحيتهنَّ اهتماماتهن وراحتهن جانبًا من أجل دعم أزواجهن. والله يرى ويلاحظ صمودهن وصبرهن، ويؤكد لهن أن تعبهن ليس باطلًا في الرب.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.