ضرورة الإصلاح
۲۱ مايو ۲۰۲۰المُصلِحون الحقيقيون
۲۲ مايو ۲۰۲۰ما هو الإنجيل؟
قال تشارلز هودج (Charles Hodge)، العالم اللاهوتي من كلية برينستون للاهوت (Princeton) في القرن التاسع عشر: "إن رسالة الإنجيل بسيطة للغاية بحيث يمكن للأطفال الصغار فهمها، وهي عميقة للغاية بحيث لن يستطع أحكم علماء اللاهوت فحص غناها أبدًا". إن الإنجيل أساسي للغاية لكل ما نؤمن به. وهو في صميم طبيعتنا كمؤمنين. وعلى الرغم من ذلك، يعاني كثير من المؤمنين في الإجابة على السؤال: ما هو الإنجيل؟ حين أُعلِّم، يذهلني عدد الطلاب الذين لا يستطيعون تقديم شرحًا دقيقًا كتابيًّا لما هو الإنجيل، بل والأكثر من ذلك، ما ليس هو الإنجيل. إن كنَّا لا نَعْلَم ما هو الإنجيل فنحن أشقَى جميع الناس — لأننا لا نكون فقط غير قادرين على إعلان الإنجيل من أجل خلاص الخطاة، ولكن في الحقيقة قد لا نكون قد نلنا الخلاص نحن أنفسنا.
توجد في أيامنا هذه أعداد لا حصر لها من الأناجيل المزيَّفة داخل الكنيسة وخارجها على حد سواء. الكثير من الإعلام المسيحي وما هو على رفوف المكتبات المسيحيَّة يخفي الإنجيل تمامًا، مما يجعله إنجيلًا آخر، وهو ليس إنجيلاً على الإطلاق. كتب جي. سي. رايل (J.C. Ryle) القس الإنجليزي قائلاً: "بما أن الشيطان لا يستطيع تدمير الإنجيل، فإنه غالبًا ما يُبطل تأثيره ونفعه عن طريق الإضافة إليه، أو الانتقاص منه، أو تغييره". من الضروري أن نفهم أنه لمجرد أن الواعظ يتحدَّث عن يسوع، والصليب، والسماء لا يعني هذا بالضرورة أنه يعظ بالإنجيل. ومجرد وجود كنيسة في كل زاوية لا يعني هذا بالضرورة أن الإنجيل يُكرَز به في كل زاوية.
الإنجيل هو خبر بالأساس. إنه خبر سار — الخبر السار عمَّا أتمَّه إلهنا مثلَّث الأقانيم لشعبه: الآب أرسل ابنه، يسوع المسيح، الكلمة المُتجسِّد، ليحيا حياة کاملة بلا أي لوم، وليتمِّم الناموس، وليموت فديةً عنَّا مكفِّرًا عن خطايانا، ومُسترضيًا غضب الله من نحونا حتى لا نواجه نحن الجحيم، وأقامه من الأموات بقوة الروح القدس. إنه إعلان النصرة أن الله يخلِّص الخطاة. وعلى الرغم من أن دعوة يسوع: "احمل صليبك واتبعني"، "تُب وآمِن"، "أنكر ذاتك"، و"احفظ وصاياي" كلها أوامر ضروريَّة تتبع مباشرة إعلان الإنجيل إلا أنها ليست في حد ذاتها الأخبار السارة عمَّا أتمَّه يسوع. فالإنجيل ليس دعوة للعمل بشكل أكثر جدية للوصول لله. بل هو الرسالة العظيمة عن كيفية جعل الله كل الأشياء تعمل معًا للخير للوصول إلينا. فالإنجيل هو الأخبار السارة وليس النصيحة الجيدة أو التعليمات الجيدة، كما كتب جي. جريشام ماتشن (J. Gresham Machen) قائلاً: "ما أحتاجه أولًا وقبل كل شيء ليس النصح والتشجيع، بل الإنجيل، وليس توجيهات لأُخلِّص نفسي، بل معرفة كيف خلَّصني الله. هل لديك أخبار سارة؟ هذا هو السؤال الذي أطرحه عليك".
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.