نحن مُصلَحون

يصادف شهر مايو سنة 2017 السنة الأربعين لنشر مجلة تيبولتوك. ففي عام 1977، أطلق الدكتور أر. سي. سبرول مجلة تيبولتوك كنشرة إخباريَّة شهريَّة تضم أخبارًا عن المركز الدراسي لوادي ليجونير (Ligonier Valley Study Center) في مدينة ليجونير، بولاية بنسلفانيا، والذي تم تأسيسه في عام 1971. وتضمَّنت النشرة الإخباريَّة أيضًا مقالات تغطِّي مجموعة واسعة من المواضيع لطلَّاب المركز ومُدعِّميه. ساهم الدكتور سبرول وزملاؤه من المُعلِّمين في المركز الدراسي وخارجه بمقالات حول موضوعات كتابيَّة ولاهوتيَّة وثقافيَّة وفلسفيَّة مع التركيز على مساعدة المؤمنين في النمو كتلاميذ ليسوع المسيح. في عام 1989، تغيَّر شكل مجلة تيبولتوك، وتم تقديم موضوع شهري وأعمدة ودراسات يوميَّة للكتاب المقدس. منذ عام 1977، شهدت مجلة تيبولتوك نموًا هائلًا في عدد القرَّاء، حيث يتم توزيع أكثر من مئة ألف نسخة من مجلة تيبولتوك كل شهر ويُقدَّر جمهور القرَّاء بنحو 250000 قارئ في أكثر من خمسين دولة. ونحن نشعر بالامتنان لبركة ربنا المستمرَّة في الأربعين عامًا الماضية، وإن تأنَّى الرب في مجيئه، نأمل أن يستمر في مباركة خدمة مجلة تيبولتوك وقرَّائها على مدار الأربعين عامًا القادمة ونحن نسعى جاهدين لتلمذة جميع الأمم لمجد الله، وليس مجدنا.

مجلة تيبولتوك هي مجلة مُصلَحة، ونحن نعني ذلك. فنحن لا نخجل من كوننا مُصلَحين بشكل مميَّز في كل ما نقوم به. نحن مُصلَحون لأننا نؤمن أن كوننا مُصلَحين يعني أننا كتابيِّين. كوننا مُصلَحين لا يعني فقط أن نثبت في نفس عقائد أجدادنا المخلصين للإصلاح، بل أن نثبت بشدَّة في كلمة الله. كوننا مُصلَحين لا يعني فقط الإيمان بأن الله هو مَن له كل السيادة في الخلاص، ولكن الإيمان بأن له السيادة على كل شيء. كوننا مُصلَحين لا يعني مجرد قبول عقائد النعمة، بل أن نجد تشجيعًا كبيرًا فيها، وأن نُعلِّمها بلطف، وأن ندافع عنها بشجاعة. كوننا مُصلَحين يعني الإيمان بأن الله لديه خطة واحدة مجيدة وعهديَّة للفداء، وأنه يُتمِّم هذه الخطة. كوننا مُصلَحين لا يعني مُجرَّد الاعتراف الشفهي بإقرارات الإيمان التاريخيَّة المُصلَحة، بل التأكيد عليها بإخلاص ودراستها بجديَّة. كوننا مُصلَحين لا يعني فقط أننا أعضاء في كنيسة مُصلَحة محليَّة معترفين بإيماننا، بل يعني أيضًا أننا نُصلِّي بانتظام ونشارك في حياة كنائسنا المحليَّة ومجتمعها وإرساليَّتها بينما نحمل رسالة الإنجيل إلى أقاصي الأرض. كوننا مُصلَحين لا يعني أن نكون شعبًا راضيًا عن الذات، أو مُتعجرفًا، أو مُتغطرسًا، أو لا مُباليًا، بل أن نكون شعبًا كريمًا ومُتَّكلًا علي الله ومتواضعًا ومُصلِّيًا وكارزًا ومُبتهجًا ومُحبًّا يؤمن بأن الله لم يُعيِّن فقط غاية كل شيء، بل يُعيِّن وسائل كل الغايات فينا ومن خلالنا بواسطة خدمة الروح القدس القويَّة لمجده وحده.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.