فيه الكفاية
۲۷ أكتوبر ۲۰۲۲شهادة متى
۱۰ نوفمبر ۲۰۲۲الإنجيل غير المتغيِّر
ملاحظة المُحرِّر: المقالة 1 من سلسلة "الأناجيل"، بمجلة تيبولتوك.
أنا مسيحي، وبروتستانتي أيضًا. فإنني مسيحيٌّ لأنني أؤمن بيسوع المسيح وحده، وبأن الخلاص يتحقَّق بالنعمة وحدها، بالإيمان وحده، بسبب المسيح وحده. وإنني بروتستانتي مخلِص لأنني لا زلتُ أحتجُّ (protest) على كلِّ من قد يفترض حتى أن الخلاص يتحقَّق بأية وسيلة أخرى.
عندما وطأَت قدماي روما للمرة الأولى منذ وقت ليس ببعيد، كنتُ متلهفًا، بالطبيعة، لزيارة كاتدرائية القديس بطرس الموجودة داخل الأسوار الشاهقة لمدينة الفاتيكان. وعندما وقفتُ أسفل أطول قبة في العالم، انتابني ببساطة شعور بالرهبة من جراء عظمتها البديعة. لكن، عندما فكَّرت في مصدر التمويل الذي أسهم في تأسيس هذا البناء بأكمله، غمرتني في الحال الكثير من الانفعالات والمشاعر. فقد ملأت قلبي مشاعر الحزن العميق والغيظ المقدَّس عندما بدأتُ أتذكَّر نظام صكوك الغفران الذي ابتدعه بعض باباوات وكرادلة روما في القرن السادس عشر، الذين سعوا إلى بناء هذه الكاتدرائية على أكتاف عامة الشعب في كلِّ أنحاء الإمبراطورية الرومانية المقدَّسة. فإن الجزء الأكبر من التمويل لبناء هذه الكاتدرائية كان مصدره الكرازة بإنجيل محرَّف، يَعِد بالحياة الأبدية في المسيح من خلال استيفاء بعض الشروط، من بينها ذلك الشرط الذي يُزعَم أن جون تيتزل (John Tetzel) هو الذي ابتدعه بقوله: "عندما يرن صوت العملة المعدنية في الصندوق، تخرج نفسٌ من المطهر".
بينما أكتب هذا المقال، يوجد العشرات من العمال اللابسين الخوذ، الذين يبذلون أقصى جهد لديهم في سبيل بناء كنيسة جديدة وقاعة للشركة بكنيسة سانت أندروز حيث نخدم أنا ود. أر. سي. سبرول. وعندما يكتمل هذا البناء، سيعكس نمط الكاتدرائيات الكبرى الموجودة في كل أنحاء أوروبا. لكن، بينما نسعى إلى تشييد هذا البناء الجديد، حتى في خضم هذه الفترة الاقتصادية العصيبة، لسنا نحرِّف إنجيل المسيح من أجل تمويل هذا المشروع الضخم؛ بل في حقيقة الأمر، إننا نشيِّد هذا البناء تحديدًا بسبب الإنجيل التاريخي وغير المتغيِّر، لأن من خلاله، بمشيئة الرب، سيسطع هذا الإنجيل الذي لا يتغيَّر البتة أمام هذا العالم دائم التغيُّر لأجيال آتية. فإن الرب الإله القادر على كلِّ شيء هو هو أمسًا، واليوم، وإلى الأبد. ومن ثَمَّ، لا يمكن لكلمته أن تتغيَّر، ولا يمكن للروايات الأربع عن حياة يسوع المسيح وخدمته أن تتغيَّر، ولا يمكن أيضًا لإنجيل الله البسيط، الذي يقدَّم بلا شروط أو قيود، أن يتغير. بصفتنا مسيحيين، نحن نحيا، ونتحرك، ونوجد أمام وجه الله. وبصفتنا بروتستانتيين، علينا أن نستمر في الدفاع عن الإنجيل، حتى وإن وجدنا رغبة داخل قلوبنا المتكبرة في إضافة أعمالنا الشخصية إلى عمل يسوع المسيح المكتمل.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.