مجال الطموح الصالح
۲ سبتمبر ۲۰۲۱مساعدة الآخرين كي يعرفوا الله
٦ سبتمبر ۲۰۲۱مَثَل الخروف الضال ومَثَل الدرهم المفقود
إن سياق هاذين المَثَلين المشهورين، اللذين قادا إلى مَثَل الابن الضال الأكثر شهرة، هو أن المسيح تعرَّض للنقد لقضائه بعض الوقت مع "الخطاة". فهو قبلهم وأكل معهم. قضى المسيح وقتًا مع أولئك الذين اعتبرهم الفريسيُّون والكتبة، المتزمِّتون الرئيسيُّون في أيام المسيح، قد تعدُّوا كل الحدود، وممنوع دخولهم، وغير مُرحَّب بهم وغير مقبولين لدى الله. فالمشكلة هي كالتالي: إن كان المسيح هو كل ما أدَّعى عن نفسه أنَّه يكون (والذي، بقدر ما استطاع الفريسيُّون رؤيته، هو على الأقل رجل مُقدَّس يتحدَّث باسم الله)، فكيف يمكن أن يقضي وقتًا مع هؤلاء "الخطاة" الذين لا يمكن احتمالهم؟
عندما أجاب المسيح على انتقاداتهم بواسطة هذين المَثَلين، أعاد صياغة الحديث بطريقة بارعة (ومتقنة): بعيدًا عن كونه موضع تساؤل، فإن ما فعله الرب يسوع يُمثِّل في الواقع نبضات قلب فرح السماء.
دعونا نلقي أوَّلًا نظرة على كيفيَّة إعادة صياغة الحديث في كل مَثَل من المَثَلين ثم تطبيق ذلك على سياق خدمتنا في القرن الحادي والعشرين.
لنبدأ بمَثَل الخروف الضال. وهو معروف بدرجةٍ كبيرة. إنسان لديه مئة خروف ضلَّ واحد منهم. ماذا يفعل؟ هل ينسى هذا الخروف الذي فقده ويركِّز على الأغلبيَّة الموجودة بالفعل في رعايته وأمانه؟ أم ينسى التسعة والتسعين ويسعي وراء الواحد؟ أم أن هناك تقنية وسطيَّة يمكن أن يتبنَّاها –التفويض بخدمة الخروف الضال أو التسعة والتسعين حتى يتمكَّن من مضاعفة التأثير؟ لأن صورة شعب الله كخرافٍ كانت مألوفة جدًا للجميع في ذلك الوقت، فإن المستمعين الأصليِّين أدركوا على الفور أنه كان يتحدَّث عن البشر، وليس عن الخراف. ويبدو أن اقتراح المسيح لا مفر منه لأن سؤاله يكشف كيف كان سامعيه يتصرَّفون فيما يتعلِّق بالخراف الحقيقيَّة. سيتركون التسعة والتسعين ويسعون وراء الواحد.
بالنسبة لأولئك الذين أمضوا حياتهم في المجتمعات المدنيَّة –الغالبيَّة العُظمى من العالم هذه الأيام– فإن الأمر يستحق إعادة التذكُّر بإيجاز عن مدى حماقة الخراف. فهي تضل بسهولة. وتسقط دون القدرة على معرفة كيفيَّة الوقوف مرَّة أخرى على ما يبدو. وإن كان هناك أي وصف مناسب لما يعنيه القيام بالخدمة الرعويَّة، فهو رعاية الخراف. فنحن جميعًا مثل الخراف التي تميل إلى الضلال. يُؤكِّد هذا المَثَل الأوَّل أنَّه حتى عندما يضل شخص ما، حتى عندما يكون قد "أخطأ" وأصبح بعيدًا خارج الحدود وفقًا لمعايير القواعد والطقوس الدينيَّة السائدة، فإن مسؤوليَّة الراعي هي التركيز على الواحد وليس التسعة وتسعين. وما هو أكثر من ذلك، فإن فرح السماء هو مكافأة أولئك الذين يركِّزون على الواحد.
المَثَل الثاني، مَثَل الدرهم المفقودة، يشير إلى نفس النقطة بشكلٍ عام. ومع ذلك، فإنَّنا أقل دراية بالسياق. لماذا تمتلك المرأة "عشر دراهم فضيَّة"؟ اتَّفق معظم المُفسِّرين على مر السنين على أن المرأة شابة غير مُتزوِّجة، وأن العملات الفضيَّة العشر تُمثِّل مُدَّخراتها، التي احتفظت بها بعناية وربما احتفظت بها في شعرها كشاهدٍ على استعدادها للزواج. لذا، فإن خسارة عملة فضيَّة واحدة تعادل خسارة ليس فقط الكثير من المال، ولكن أيضًا إمكانيَّة الزواج في أي وقت قريب. إذن، لا ينصب تركيز هذه القصة كثيرًا على "الترك" (فعلى الأرجح، يمكنك الاحتفاظ بالقطع النقديَّة التسع المُتبقية في مكان آمن أثناء البحث) بل على الجهد والاجتهاد المطلوبين للعثور على العملة المفقودة. مرَّة أخرى، الفكرة الختاميَّة هي الفرح الذي يأتي نتيجة لذلك – هذه المرَّة الفرح وسط جماعة أصدقائها، وكذلك وسط جماعة السماء نفسها، التي يُمثِّلها ملائكة الله.
ماذا يجب أن نتعلَّم عن الخدمة اليوم من هذين المَثَلين؟ أوَّلًا، الانقسام الكبير في الخدمة المُعاصِرة بين أولئك الذين يركِّزون على "الباحثين" وأولئك الذين يهدفون إلى خدمة المؤمنين فقط هو انقسام غير كتابي لا يعكس الديناميكيَّة والتخطيط الكتابي الأشمل. ألا يحث بولس تيموثاوس، الراعي الذي يخدم المسيحيِّين، على القيام بعمل المُبشِّر؟ ثانيًا، إذا كنَّا نفتقر إلى الفرح في حياتنا المسيحيَّة أو في كنائسنا، فإن العلاج الأوَّل هو أن نبدأ في البحث عن المفقودين.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.