مثل وكيل الظلم - خدمات ليجونير
ما هي استجابتنا؟
۱۳ أكتوبر ۲۰۲۰
عامل الخوف
۲۰ أكتوبر ۲۰۲۰
ما هي استجابتنا؟
۱۳ أكتوبر ۲۰۲۰
عامل الخوف
۲۰ أكتوبر ۲۰۲۰

مثل وكيل الظلم

يبدأ المثل الذي سنتحدَّث عنه بعبارة "إِنْسَانٌ غَنِيٌّ" كان له "وكيل" أو "مدير" (باليونانيَّة أويكونوموس، لوقا16: 1) كان الأويكونوموس أو الوكيل في العالم القديم خادمًا موثوقًا به يقوم بتوزيع بضائع سيِّده على عملائه ويحتفظ بسجل صحيح لأولئك الذين يدينون لسيِّده. ومع ذلك، فإن هذا الوكيل غير أمين. تلقَّى سيِّده اتهامًا بأن هذا الوكيل "يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ" (الآية 1). دون تردُّد طلب منه السيِّد تقديم حساباته. ثمَّ طرده. وعلى الفور تساءل الوكيل عمَّا سيفعله. فهو أضعف من أن ينقب ويستحي أن يستعطي (الآية 3). ولكن بعد ذلك، أفسح الذعر الأوَّلي المجال للحكمة. فتوجَّه إلى جميع المدينين إلى سيِّده، وسألهم عمَّا يدينون به، ثم طلب منهم أن يعيدوا كتابة عقودهم.

كانت استراتيجيته بسيطة. فهو وزَّع خصومات قبل أن يخسر وظيفته بحيث، على حد قوله: "إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ" (الآية 3). استفادت خطته من الاتفاقيَّات القديمة المُتمثِّلة في الإحسان والضيافة. هؤلاء المدينون مدينون لسيِّده لكن إذا كان قدِّم "خصمًا" فسيكونون مديونين له. وعندما يكتشفون أنه عاطل عن العمل وفي الشوارع، سيشعرون بأنهم مضطرون بسبب كرمه لرد الجميل ومنحه مكانًا للإقامة.

إنها خطة حكيمة جدًا، لكن هل هي أمينة؟ بعض المُفسِّرين لا يعتقدون ذلك. فهم يعتبرون الإجراءات الواردة في الآيات من 5 إلى 7 غير شريفة وتتعارض مع رغبات سيِّده، مثل الموظف الذي يعطي هدايا مجانيَّة للدعاية في يومه الأخير في العمل. ولكن إن كان هذا صحيحًا، فكيف نال مدح سيِّده في الآية 8؟ هذا يعني بالضرورة أن أفعاله جديرة بالثناء فعلًا. وعلى الأرجح، خفَّض الوكيل المبلغ المُستَحق عن طريق الاستغناء عن عمولاته الخاصة لصالح كل من المدينين لسيِّده ولنفسه. بعبارة أخرى، إن هذا الوكيل ليس غير أمين لخفض المبلغ المُستَحق على المدينين (الآيات 5–7). إنه حكيم. لكن ما يجعله غير أمين هو أنه بذَّر أموال سيِّده (الآية 1). ثمَّ علَّق يسوع على "حكمة" أو "دهاء" الوكيل بدلًا من عدم أمانته وأعلن أن: "أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ" (الآية 8).

تأتي العلاقة بين المثل والمستمعين ليسوع (قديمًا والآن) في الآية 9: "وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ". يدعو يسوع شعبه إلى الاقتداء بالأفعال الحكيمة للوكيل من خلال مال الظلم (دنيوي) لتأمين مسكن مادي، ولكن مع اختلاف واحد رئيسي. علينا أن نستخدم أموالنا الدنيويَّة لتكوين صداقات وبالتالي نؤمِّن لأنفسنا مسكنًا أبديًّا. لكن هذا يثير سؤالين في غاية الأهميَّة: (1) كيف يمكننا تكوين صداقات بالثروة الدنيويَّة؟ و(2) كيف يقبلنا هؤلاء الأصدقاء في السماء؟

الإجابة على السؤال الأول مذكورة في الآيات 10–13. نحن لا نقدر أن نخدم الله والمال (الآية 13). إنهما سيِّدان متنافسان. خدمة أحدهما تعني عصيان الآخر. محبة أحدهم تعني كره الآخر. إن تكوين صداقات من خلال الثروة الدنيويَّة هو دعوة لإخضاع أموالنا بالكامل لمشيئة الله وأغراض إنجيله في العالم. وهذا يعني مباركة المحتاجين بأن نكون "أمناء" لأموال سيِّدنا (الآية 10). لكن هذا لا يعني أننا لن ننال بركات في المقابل.

يقودنا هذا إلى السؤال الثاني الأكثر صعوبةً: كيف يقبلنا هؤلاء الأصدقاء في السماء؟ يجب أن نلاحظ أولًا أن الفعل "يَقْبَلُونَكُمْ" (الآية 9) ليس له فاعل واضح في هذا النص. وهذا يعني أن أولئك الذين يقبلونا في السماء يمكن أن يكونوا "الأصدقاء" الأرضيِّين الذين تم ذكرهم للتو أو، كما قال البعض، "ملائكة" سماويَّة، وهي طريقة لقول إن الله نفسه هو مَن يقبلنا. نظرًا لاستخدام كلمة "أصدقاء" في النص، فمن المنطقي رؤيتهم على أنهم فاعل الفعل "يقبل". لكن هذا يمكن أن يؤدِّي إلى فكرة غير كتابيَّة بأن إعطاء المال للمحتاجين يُمكن بطريقة ما أن يجعلنا نستحق دخولنا إلى السماء. فالخلاص هو بالنعمة وحدها بواسطة الإيمان وحده بشخص وعمل المسيح وحده. ومع ذلك، فإننا نُظهر إيماننا الذي يخُلِّصنا بأعمالنا الصالحة. تقول الآية 11 بشكل صارخ: "فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ (الدنيوي)، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ [أي السماء نفسها]؟" بعبارة أخرى، إذا فشلنا في أن نكون وكلاء أمناء على ثرواتنا الأرضيَّة —أي بالقول: "«امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ" (يعقوب 2: 16)— فلا يُمكننا أن نفترض أننا سننال ثروات الحياة الأبديَّة السماويَّة. "الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ" (الآية 26). هذه دعوة قويَّة للوكالة الكتابيَّة في عصر الثروات الدنيويَّة. فليهبنا الله النعمة لنرى احتياجات الناس ونسدِّدها بامتنان في قلوبنا لما فعله الله في المسيح من أجلنا.

 

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

ديفيد بريونيس
ديفيد بريونيس
الدكتور ديفيد بريونيس هو أستاذ مساعد للعهد الجديد في كليَّة وستمنستر للاهوت بمدينة فيلادلفيا، وهو قسيس في الكنيسة المشيخيَّة القويمة (Orthodox Presbyterian Church). وهو مُؤلِّف كتاب "سياسة بولس المالية: نهج اجتماعي لاهوتي" (Paul’s Financial Policy: A Socio-Theological Approach).