لاَ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ - خدمات ليجونير
كل ما عليك فعله هو الطاعة
۱۳ أبريل ۲۰۲۰
الكنيسة ومزمور 81
۲۸ أبريل ۲۰۲۰
كل ما عليك فعله هو الطاعة
۱۳ أبريل ۲۰۲۰
الكنيسة ومزمور 81
۲۸ أبريل ۲۰۲۰

لاَ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ

إن متى 5: 17–18 هو نص رئيسي لتفسير الموعظة على الجبل وإنجيل متى بأكمله:

لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.

يقول المسيح هنا إنه لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس. تشير هذه على الأرجح إلى أصغر أحرف في الأبجديَّة العبريَّة، مما يدل على أن العهد القديم جدير بالثقة تمامًا، حتى في أصغر تفاصيله. يتفق هذا مع موقف المسيح في موضع آخر. لا نجد أبدًا أن المسيح اختلف مع الأسفار المقدسة. على الرغم من أن البعض قال إن المسيح اختلف مع الأسفار المقدسة في ما يُسمَّى بالتناقضات في متى 5: 21–48، إلا أنه يعلِّمنا صراحة خلاف ذلك في الآيات 17–18. لم يأتِ المسيح ليبطل ناموس موسى (أو الأنبياء) بل ليكمِّله. وهو لا يختلف مع "المكتوب" في الآيات 21-48، ولكن بعبارة "قَدْ سَمِعْتُمْ" (الآيات 21، 27، 33، 38، 43؛ انظر أيضًا الآية 31). انتقد يسوع التفسيرات الخاطئة للكتاب المقدس، وليس الكلمات المكتوبة نفسها.

لذلك، من الضروري أن نقدِّر مصداقيَّة ناموس موسى الدائمة لأن المسيح هو التتميم لهذا الناموس (5: 17؛ انظر رومية 10: 4). لم يُبطل المسيح الناموس، ولكنه جاء ليتمِّم كل شيء فيه (متى 5: 18). وقد فعل ذلك من خلال طاعته النيابيَّة بأكملها. وهكذا، على الرغم من أن تعليم المسيح يمثل تحديًّا في الصميم، إلا أن المسيح لم يأتِ ليثقل كاهلنا بالأحمال الثقيلة (11: 28–30؛ انظر 23 :4). وحده المسيح، آدم الأخير والابن الكامل لله، هو القادر على تحقيق ناموس الله بشكل كامل (3:15) وبالتالي فهو قادر على سكب دمه لمغفرة الخطايا (26: 28؛ انظر 1: 21؛ 20: 20: 28).

هذا لا يعني أنه لا يجب أن يهتم المسيحيُّون بطاعة ناموس الله. فالمسيح يحرِّرنا لنطيع الناموس. يُدعى تلاميذ المسيح إلى محبة حقيقيَّة لله والقريب (22: 37-40؛ انظر 7: 21). هذه دعوة نبيلة، لكن المسيح نفسه جسَّدها طوال حياته. من خلال طاعته، حرَّرنا المسيح من عبء محاولة ربح الخلاص باستحقاقنا. علينا أن نكون رحماء بسبب الرحمة التي أظهرها لنا المسيح (5: 7؛ 9: 13؛ 12: 7؛ 23: 23؛ انظر هوشع 6: 6؛ متى 18: 33). باختصار، إن ناموس الله هو شهادة ثابتة لشخص المسيح وعمله، ومن خلاله يمكننا أن ندعو هذا الناموس مسرتنا.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

براندون كرو
براندون كرو
الدكتور براندون كرو هو أستاذ مشارك للعهد الجديد في كليَّة وستمنستر للاهوت بمدينة فيلادلفيا. وهو مُؤلِّف للعديد من الكتب، بما في ذلك "آدم الأخير ورسالة الرسائل الجامعة في تاريخ الفداء" (The Last Adam and The Message of the General Epistles in the History of Redemption).