القيامة والتبرير
۳ سبتمبر ۲۰۱۹في مواجهة السفسطائيين
۱۷ سبتمبر ۲۰۱۹الناموسيَّة في مقابل ديانة الإنجيل
مرت كلمة ديانة بأوقات صعبة في السنوات الأخيرة. حاول الكثيرون وضع الدين ضد الإيمان، قائلين إن المسيحيَّة ليست ديانة ولكنها علاقة. يبدو هذا جيدًا، ولكن ليس الأمر كذلك. فالإيمان والدين لا يستبعد أحدها الأخر، بل هما متكاملان. فالمسيحيَّة ديانة مؤسَّسة على علاقة بشخص يسوع المسيح. في الواقع، إن المسيحيَّة هي الديانة الحقيقيَّة الوحيدة في العالم لأنها الديانة التي أسَّسها الله الواحد والوحيد الحقيقي. إن الديانة المسيحيَّة هي حياة كاملة تشمل الثقة بالله، وعبادته، وإتباعه، ومحبته ومحبة الآخرين، وذلك عن طريق تجديد الروح القدس وتمكينه لنا، وهي مبنيَّة على علاقتنا بالمسيح من خلال رسالة الانجيل بالنعمة وحدها بواسطة الإيمان وحده.
بالرغم من ذلك، لدينا كل الحق في نقد الدين عندما نتحدث عن دين من صنع الإنسان. فعندما نتحدث عن مثل هذا الدين، إما نقصد كل الديانات المزيَّفة التي حول العالم مثل الإسلام والبوذيَّة، أو نقصد الفروض والطقوس الدينيَّة التي أضافها البشر إلى الكتاب المقدس والتي يحاولون بها أن يقيِّدوا ضمائرنا. هذا النوع الأخير من الدين كان دين الفريسيِّين والتهوديِّين من بعدهم. ولكن المشكلة الرئيسيَّة للفريسيَّين والتهوديِّين لم تكن في غيرتهم المفرطة على الدين القويم، بل إنهم اخترعوا مفهومهم الخاص للدين القويم. وبناءً على النواميس البشريَّة التي اخترعوها، كانوا يدينون قلوب البشر ويضطهدون مَنْ قد حرَّرهم المسيح. وهذه تحديدًا هي المشكلة لكل أشكال الناموسيَّة الموجودة في كنائسنا اليوم. نحن نخترع نواميس وشرائع حول الناموس الإلهي. ونميل إلى جعل ما نفضِّله مبادئ إلهيَّة. نقول: "لا يمكنك" بينما يقول الله "يمكنك".
في الوقت نفسه، يجب أن نفهم أيضًا مالا تعنيه الناموسيَّة. الناموسيَّة ليست طاعة لله وناموسه. الناموسيَّة ليست تَعلُّم طاعة كل ما أمرنا به المسيح. الناموسيَّة ليست السعي للقداسة. الناموسيَّة ليست السعي لإرضاء الله وتمجيده في كل ما نفعله. الناموسيَّة ليست غيرتنا للقيام بالأعمال الصالحة وصنع ثمار تليق بالتوبة.
الناموسيَّة ليست النسخة الخاطئة من المسيحيَّة، ولكنها ديانة مختلفة تمامًا. فالناموسيَّة تجذب الانتباه إلينا، بينما تجذب ديانة الإنجيل الانتباه إلى يسوع المسيح. الناموسيَّة تمجِّدنا، بينما ديانة الإنجيل تمجِّد الله. الناموسيَّة متأصِّلة في عبادة الذات، بينما ديانة الإنجيل متأصِّلة في عبادة الله. والشيء الساخر عن الناموسيَّة هو أنها لا تجعل الناس راغبين في العمل بجديَّة أكبر، بل تجعلهم يريدون الاستسلام.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.