ممَّ خلصنا؟
۲۷ سبتمبر ۲۰۲۲سياق صلاة يسوع
٦ أكتوبر ۲۰۲۲صلاة يسوع لأجلنا
ملاحظة المُحرِّر: المقالة 1 من سلسلة "صلاة يسوع الكهنوتية"، بمجلة تيبولتوك.
بعد إيماني بالمسيح، شجَّعني بعض من القساوسة والمرشدين الروحيين بأن أجد في كلمة الله آيةً تكون "شعار حياتي"، وتمثل قناعاتي في الحياة ومشاعري تجاه الله. حاولتُ لسنين عديدة أن أجد الآية المناسبة. وفي بعض الأحيان، كنتُ أظن أني وجدتُها، لكن بعد ذلك، وللأسف الشديد، كلما واصلتُ دراسة الكتاب المقدس، كانت آية أخرى تحلُّ محلها كشعارٍ لحياتي. وأخيرًا، توصلتُ إلى أن بحثي الطويل عن آية تكون شعارًا لحياتي يبدو أنه بلا جدوى. فربما لا تصير لدي على الإطلاق آية تكون شعارًا لحياتي. وكنتُ أشعر دائمًا ببعض الغيرة من أصدقائي الذين لديهم آية شعارًا لحياتهم. لكن ربما أتمكَّن يومًا ما، وقبل أن يأخذني الرب إلى موطني الأبدي، من العثور على هذه الآية.
لكنَّ المشكلة أعمق من ذلك. فلا يتوقف الأمر عند عدم عثوري على آية تكون شعارًا لحياتي، بل ليس لديَّ أيضًا سفر مُفضَّل من الكتاب المقدس، أو حتى أصحاح مُفضل. لا أستطيع أن أحصي عدد المرات التي سمعني فيها أعضاء كنيستي أقول: "هذه الآية هي واحدة من الآيات (أو الأصحاحات، أو المقاطع، أو الأسفار) المفضلة لديَّ". ومع أن كلُّ الكتاب المقدس ليس متماثلًا، اكتشفتُ بمزيدٍ من الدراسة أنني صرتُ أفهم وأقدِّر على نحو أفضل حتى تلك المقاطع الكتابية التي لم أكن أقدرها قبلًا كما ينبغي، مثل سلاسل الأنساب أو المقاطع الحافلة بالأعداد.
ومع ذلك، ربما كان أكثر وقت اقتربتُ فيه كثيرًا من اكتشاف أصحاحي المفضل في الكتاب المقدس هو منذ اثني عشرة سنة، عندما طلب مني بالمر روبرتسون، صديقي العزيز، أن ألقي سلسلة من المحاضرات لمدة أسبوع في كلية اللاهوت الأفريقية بمدينة كامبالا في دولة أوغندا. وطَلَب مني آنذاك أن أعلِّم عبر أصحاح مُفضل لديَّ من الكتاب المقدس. فأوضحتُ له أنه ليس لديَّ أصحاح مفضل، لكني أرى أن يوحنا 17، الذي يحوي صلاة ربِّنا يسوع، يساعد المؤمنين ليدركوا مجد إلهنا الواحد في ثلاثة أقانيم، وشخص المسيح وعمله، ولاهوت الخلاص بوجه عام، وإرسالية الله، ووحدة الكنيسة ونقائها، واتحادنا بالمسيح، ومحبة ربنا الخاصة تجاه شعبه المختار. وافق د. روبرتسون على ذلك. وكان الأسبوع الذي قضيناه أنا وعائلتي في منزل عائلة روبرتسون، نتحاور في الكتاب المقدس، وفي علم اللاهوت، والكنيسة، ونُعلِّم عبر يوحنا 17، هو واحد من الأسابيع المفضَّلة في حياتي.
إن الصلاة الكهنوتية التي نقرأها في يوحنا 17 هي واحدة من أكثر المقاطع الموسَّعة والمفصَّلة في الكتاب المقدس. وفيها نسمع ربَّنا يسوع وهو يصلي لأجلنا. وكما كان إبراهيم يحصيك، ويحصيني، ويحصي جميع المؤمنين الآخرين عبر التاريخ فيما كان يحصي عدد النجوم في تكوين 15، هكذا كان يسوع يصلي لأجلك ولأجلي ولأجل جميع الذين سيؤمنون به بواسطة كلمات الرسل. وبينما نعيش أمام وجه الله [coram Deo]، وفي محضره، نعلم أن ربَّنا يسوع صلَّى لأجلنا، وأنه لا يزال يصلِّي لأجلنا اليوم فيما نحن منتظرون مجيئه ثانيةً.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.