اللامبالاة بالعقيدة - خدمات ليجونير
الأمانة والإثمار
۱۹ يوليو ۲۰۲۱
مثلا حبَّة الخردل والخميرة
۲۹ يوليو ۲۰۲۱
الأمانة والإثمار
۱۹ يوليو ۲۰۲۱
مثلا حبَّة الخردل والخميرة
۲۹ يوليو ۲۰۲۱

اللامبالاة بالعقيدة

إن الدراسة الصحيحة للعقيدة ليست سهلة. فهي تستغرق وقتًا، والكثير من العمل الشاق، والكثير من الصلاة. لهذه الأسباب، كثير من الناس لا يدرسون العقيدة. البعض الآخر لا يدرس العقيدة لأنهم يعتقدون أنها فقط للمتخصِّصين، وحتى بعض القساوسة لا يدرسون العقيدة لأنهم يعتقدون أنها فقط لعلماء اللاهوت. ومع ذلك، هناك آخرون لا يدرسون العقيدة لأنهم غير مبالين بها. فهم مكتفون بإطعامهم الحليب ومعرفة أساسيَّات الإيمان فقط، لكنَّهم غير مبالين إلى حدٍ كبير بالسعي وراء الطعام العقائدي للإيمان.

أجد صعوبة في تحمُّل هذا النوع من اللامبالاة في داخلي وفي المسيحيِّين الآخرين. اللامبالاة بما نؤمن به هو أمر مؤسف، لأنه كيف يمكننا أن نكون غير مبالين بتلك الحقائق الحيويَّة التي يمكن أن تُخلِّص أرواحنا أو تهلكها؟ وكما قال أحد القساوسة البيوريتانيِّين: "اللامبالاة هي أم الهرطقة". إذا أصبحنا غير مبالين بالعقيدة، فسوف نصبح قريبًا غير مبالين بالكتاب المُقدَّس وفي النهاية غير مبالين بالله.

في عام 1929، ترك ج. جريشام ماتشين (J. Gresham Machen) كليَّة برينستون للاهوت التي كانت في السابق سليمة من الناحية العقائديَّة للمساعدة في إنشاء كليَّة وستمنستر للاهوت بمدينة فيلادلفيا. غادر ماتشين والرجال الذين غادروا معه ليس فقط بسبب الانحراف اللاهوتي الليبرالي في برينستون وليس لمُجرَّد أن أعضاء هيئة التدريس بها أنكروا بعض عقائد الإيمان التاريخيَّة. بل تركوا برينستون في الأساس بسبب تزايد عدم احترام العقيدة نفسها. كتب ماتشين قائلًا: "اللامبالاة بشأن العقيدة لا تصنع أبطالًا للإيمان".

إذا كانت معرفة العقيدة غير مُهمَّة، فلا شيء يهم حقًا. نحن نعيش في ثقافة غالبًا ما تشجِّع على اللامبالاة، وقد أيَّدت العديد من الكنائس هذه اللامبالاة لأن العقيدة، كما يقولون، صعبة، والعقيدة ليست جذَّابة، والعقيدة تُسبِّب الانقسامات. هذا صحيح، فالعقيدة تفصل المسيحيِّين الحقيقيِّين عن المسيحيِّين المزيَّفين. ولكن العقيدة توحِّد أيضًا لأنه بروح الله، يمكن لعقائد الإيمان القويمة في الكتاب المُقدَّس وحدها أن توحِّد مجموعة من الخطاة البؤساء ليكون لنا رب واحد، وإيمان واحد، ومعموديَّة واحدة (أفسس 4: 5).

في كثير من الحالات، لا يبالي الناس بالعقيدة لأنَّهم لم يتعلَّموا كيفيَّة دراسة الكتاب المُقدَّس أو لأنَّهم تعلَّموا من قبل أولئك الذين أساءوا فهم العقائد الهامة. ولكن الكثيرين في الكنيسة لا يفهمون العقائد الكتابيَّة لمُجرَّد أنَّهم لم يدرسوها أبدًا. إن كان على الكنيسة أن تفهم العقيدة السليمة وتعترف بها، وترفض العقائد غير الكتابيَّة، وتتخلَّص من الافتراضات المُسبَقة غير الكتابيَّة وسوء فهم العقيدة، فيجب أن نبدأ بالتوبة عن لامبالاتنا بالعقيدة. بدون عقيدة سليمة، نحن هالكون.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

بيرك بارسنس
بيرك بارسنس
الدكتور بيرك بارسنس (BurkParsons@) هو رئيس تحرير مجلة تيبولتوك، والراعي الرئيسي لكنيسة سانت أندروز في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا، وعضو هيئة التدريس في خدمات ليجونير. شارك في ترجمة وتحرير "كتاب قصير عن الحياة المسيحيَّة" (A Little Book on the Christian) بقلم جون كالفن.