إقرارات الإيمان والعبادة - خدمات ليجونير
الكنيسة الملتزمة بقوانين وإقرارات الإيمان التاريخي المصلَح عبر التاريخ
۱۷ يناير ۲۰۲۳
إقرارات الإيمان والقيادة الكنسية
۱۹ يناير ۲۰۲۳
الكنيسة الملتزمة بقوانين وإقرارات الإيمان التاريخي المصلَح عبر التاريخ
۱۷ يناير ۲۰۲۳
إقرارات الإيمان والقيادة الكنسية
۱۹ يناير ۲۰۲۳

إقرارات الإيمان والعبادة

ملاحظة المُحرِّر: المقالة 4 من سلسلة "الكنيسة الملتزمة بقوانين وإقرارات الإيمان التاريخي المصلَح"، بمجلة تيبولتوك.

تتمحور بعضٌ من أقدم ذكريات طفولتي حول ذهابي مع عائلتي للعبادة في يوم الرب. وفي الكنائس المُصلَحة والمشيخية التي كنا نرتادها، كان كلٌّ من الوعظ التفسيري، والترنيم، والصلاة عناصر ثابتةً في العبادة، مثلها في ذلك مثل قوانين وإقرارات الإيمان التاريخية للكنيسة المسيحية. فقد كنا نردِّد بانتظام ومجاهرة قانون إيمان الرُسل، وقانون الإيمان النيقاوي، أو ربما بعض التصريحات العقائدية المحدَّدة المأخوذة من إقرار إيمان وستمنستر، أو من دليل وستمنستر المُوجز لتعليم الإيمان عن طريق السؤال والجواب، أو من دليل هايدلبرج لتعليم الإيمان عن طريق السؤال والجواب. كذلك، كان رعاة هذه الكنائس يقتبسون بعض التصريحات العقائدية من دليل وستمنستر المُوجز لتعليم الإيمان عن طريق السؤال والجواب في عظاتهم. ومع أنني لم أكن آنذاك على درايةٍ بذلك، شكَّلت تلك الصياغات العقائدية التاريخية ذهني الشاب فيما يتعلَّق بالعقيدة الكتابية، والعبادة، والحياة المَسِيحِيَّة. ومنذ ما يزيد على عقد من الزمان، نلتُ شرف زرع كنيسة مُصلَحة ومشيخية. وقد نجحت في دمج العديد من قوانين وإقرارات الإيمان التاريخية في اجتماع العبادة الخاص بنا، لغرض صريح، ألا وهو التوجيه والتعليم، وكذلك الحفاظ على الحقائق الجوهرية الخاصة بالإيمان المسيحي وعبادة الله.

في مقال كتبه جي. آي. باكر (J. I Packer) عام 1973 بعنوان "نحو إقرار إيمانٍ لكنيسة الغد"، أصرَّ على أن قوانين وإقرارات الإيمان التاريخية تساعد الكنيسة على تنفيذ أربع مسؤوليات رئيسية، هي التمجيد، والإعلان، والتعليم، والتأديب. وبمقتضى ذلك، على الكنائس أن تستفيد من تلك التصريحات العقائدية التاريخية في عبادتها (المهمة التمجيدية)، وشهادتها (المهمة الإعلانية)، وتعليمها (المهمة التعليمية)، وحمايتها لنفسها (المهمة التأديبية). ثم استطرد باكر محدِّدًا الكيفية التي تعمل بها تلك التصريحات العقائدية التاريخية كي تؤدي كلَّ مهمة من هذه المهام، قائلًا:

تتمثَّل وظيفة التمجيد التي تؤديها هذه التصريحات العقائدية في تمجيد الله عن طريق الإخبار بأعمال محبته، وصياغة تعهُّد يتجاوب مع تلك الأعمال. وتتمثل وظيفتها الإعلانية في إعلان شكل المجتمعات التي يجب أن تتبنَّاها، وبالتالي تعريف تلك المجتمعات بأنها تنتمي إلى كنيسة المسيح، أي إلى شركة الإيمان العالمية النطاق. وتتمثل وظيفتها التعليمية في أن تكون بمثابة أساسٍ للتوجيه والتعليم. وأخيرًا، تتمثل وظيفتها التأديبية في رسم حدود الإيمان التي يرغب كلُّ كيان ديني في البقاء داخل إطارها، وبالتالي وضع الأساس لأيِّ شكل من أشكال القيود أو التوجيهات العقائدية، الذي قد ترى أنه من الملائم أن تفرضه على أعضائها سواء من رجال الدين أو العلمانيين.

تُعَد المهمة التمجيدية هي الأكثر شمولًا، لأن العبادة تشمل بداخلها عناصر من المهام الإعلانية، والتعليمية، والتأديبية. تساعد قوانين وإقرارات الإيمان التاريخية جماعة المؤمنين المجتمعين معًا أن يعلنوا الحقائق الجوهرية الموجودة في الكتاب المقدس. وهي تؤدِّي المهمة التعليمية عن طريق تقديم صياغات عقائدية مصقولة للخدام والرعاة، تساعدهم في التعليم والوعظ باستقامة بكلِّ مشورة الله من الكتاب المقدس. كما أنها تعمل كدليل تأديبي، يمنح القادة والأعضاء معيارًا عقائديًّا يُخضِعون من خلاله بعضهم البعض للمساءلة. وتؤدي تعريفاتها العقائدية الواضحة دور السياج الذي يحفظ ويحمي ما يُعلَّم ويُنادَى به في سياق العبادة. أوضح باكر ذلك قائلًا:

بدون صيغ عقائدية مُعتمَدة (أو معايير، مثلما دعاها المشيخيون عبر التاريخ)، من الواضح أن الكنيسة ستقف موقفًا ضعيفًا، لا يسمح لها بالحفاظ على طبيعتها، بصفتها "عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ" (1تيموثاوس 3: 15). نقرُّ بأنه لا توجد صيغة إيمان بشرية كاملة أو مطلقة؛ ومع ذلك، يُمكن للصيغ أن تكون صحيحة إلى حدٍّ معيَّن، وأن تكون نافعة للغاية في استبعاد المسارات الخاطئة، ومساعدة كلِّ جيل على أن يتمِّموا مهمة توضيح ماهية المسيحية الحقيقية بأشد وضوح ممكن.

فعندما يعترف المؤمنون علانيةً بالحقائق التي لطالما اعترفت بها الكنيسة، يميِّز الله بين الكنيسة والعالم، كما بين الكنائس الحقيقية والكنائس الزائفة. فإن المعايير العقائدية التاريخية تسهم في رسم خط فاصل واضح وقاطع بين التعليم القويم والتعليم الكاذب في صياغة "الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ" (يهوذا 3).

في النهاية، تؤيِّد الصياغات العقائدية التاريخية الكنيسة في تتميمها للمهمة التمجيدية عن طريق الإبقاء على أذهان المؤمنين مثبَّتة على الحقائق الجوهرية المتعلقة بالله الواحد في ثلاثة أقانيم، الذي هو موضوع عبادتهم. فإنهم متحدون معًا في تصريحاتهم الثالوثية والكريستولوجية. فإن قوانين وإقرارات الإيمان التاريخية للكنيسة متمركزة في المقام الأول حول الله وحول المسيح. علاوة على ذلك، إن إقرارات الإيمان المُصلحة، والوثائق المصلَحة لتعليم الإيمان عن طريق السؤال والجواب التي صدرت في القرن السابع عشر، توضح بالتفصيل ما يعنيه أن نعبد الله بحسب الكتاب المقدس. يحوي إقرار إيمان وستمنستر فصلًا كاملًا عن موضوع العبادة في يوم الرب (الفصل الحادي والعشرون)، ويتَطَرّق دليل وستمنستر المُطوَّل لتعليم الإيمان عن طريق السؤال والجواب إلى موضوع العبادة الكتابية في سياق شرحه للوصايا الأربع الأولى (الفقرات 105، 108-110، 117).

وبما أن عبادة الله الصحيحة مُتأصِّلة في الحق الكتابي الخالد الذي لا يحدُّه زمن، على الكنائس أن ترحب بشغف وحماس بالصياغات التاريخية العريقة للحق الكتابي. وإن قيام الكنيسة بذلك سيساعدها في حماية حق المسيحية وعبادة الله الصحيحة من أيِّ تحريف ومقاومة.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

نيكولاس باتزيج
نيكولاس باتزيج
القس نيكولاس باتزيج (@Nick_Batzig) هو مدير تحرير مجلة (Reformation 21). وهو يكتب في مدونة (Feeding on Christ).