شارك في كنيستك
۲۲ سبتمبر ۲۰۲۱كاهن إلى الأبد
۲۸ سبتمبر ۲۰۲۱عضويَّة الكنيسة
ما رأيك في أم وأب يتخلَّيان عن مولودهما الجديد الذي أتي للتو إلى العالم ليعول نفسه؟ سيكون ذلك كارثيًّا على الطفل، وسيكون الوالدان مذنبين بإساءة مُعاملة الأطفال. ماذا فعل الرب يسوع بأبنائه الروحيِّين حديثي الولادة؟ هنا، على الأقل جزئيًّا، يمكن جوهر وأهميَّة عضويَّة الكنيسة. فأولئك الذين اختارهم الآب، واشتراهم الابن، ووُلدوا ثانيةً بالروح القدس، لم يُترَكوا ليدافعوا عن أنفسهم ضد العالم والجسد والشيطان. فالمسيح يأخذ أطفاله حديثي الولادة الذين نالوا المعموديَّة في الكنيسة غير المنظورة بالروح القدس، ليعمِّدهم في الكنيسة المنظورة من خلال فريضة معموديَّة الماء. فمن خلال معموديَّة الماء، يأتي الرب يسوع بالمؤمنين الجُدد وأبناء المؤمنين إلى الكنيسة المنظورة أيضًا. عندما يُعمَّد الإنسان بالماء باسم الله الثالوث، فإنَّه ينضم إلى عضويَّة الكنيسة المنظورة وهناك تتم رعايته وتغذيته روحيًّا.
أنا مقتنع بأن أحد أسباب عدم تقدير عضويَّة الكنيسة كما ينبغي هو أنَّها لا تُفهم على أنَّها وسيلة بها يعتني بخرافه الراعي الصالح ويعولهم. فالكنيسة هي قطيعه. وقد بذل حياته من أجل خرافه. واشتراهم بثمن دمه، ولا يتركهم على هذه الأرض ليعتنوا بأنفسهم، كل على حدة ومنفردًا. يقول إقرار إيمان وستمنستر، " المعموديَّة هي سر العهد الجديد، قد عيَّنها يسوع المسيح... لأجل الانضمام الرسمي للشخص المُعتَمد إلى الكنيسة المنظورة" (الفصل 28، البند 1). قد يسأل شخص ما، أين توجد العضويَّة في الكتاب المُقدَّس؟ الجواب، في ممارسة معموديَّة الماء. ففي العهد الجديد، عندما آمن شخص ما، فإنه اعتمد، وبمعموديَّته انضمَّ إلى عضويَّة الكنيسة المنظورة، تحت سلطة ورعاية القادة الذين يخدمون كرعاة. هذه هي الطريقة التي يرعى بها الرب يسوع كنيسته على الأرض. فهؤلاء الثلاثة آلاف نسمة الذين اعتمدوا يوم الخمسين انضمُّوا إلى عضويَّة الكنيسة في أورشليم تحت رعاية الرسل.
يفشل الكثيرون في رؤية الصلة بين المعموديَّة والعضويَّة، وبالتالي فإنَّهم يفشلون في إدراك أهميَّة الرعاية والاهتمام الذي يتأسَّس عندما يتم تعميد الشخص وانضمامه إلى عضويَّة الكنيسة. فبدون العضويَّة، من المستحيل على أي قائد للكنيسة أن يحدِّد أي من خراف المسيح يكون مسؤولًا عنه. حثَّ بطرس شيوخ الكنيسة في 1 بطرس 5: 2-3 قائلًا: "ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا... لا كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ". تترجم الترجمة العربيَّة المُبسَّطة عبارة "عَلَى الأَنْصِبَةِ" بعبارة "مَنْ هُمْ تَحْتَ رِعَايَتِكُمْ". لقد أوكل الراعي الصالح خرافه إلى مسؤوليَّة ورعاية شيوخ معيَّنين يعملون بمثابة رعاة تحت رعايته. بالتأكيد، عرف الرسل الخراف التي أمرهم المسيح بالإشراف عليهم. وبدون العضويَّة بالمعموديَّة، لم يكن الرسل يعرفون مَن هم الأشخاص الذين ينتمون إلى المسيح ومَن هم المسؤولون عنهم. وبدون العضويَّة، لا تستطيع الخراف أن تعرف مَن هم الرعاة الذين يجب أن يتبعونهم ويدينون لهم بالطاعة. يوصي كاتب العبرانيِّين المؤمنين قائلًا: "أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا" (13: 17).
عندما يُضاف شخص إلى عضويَّة الكنيسة غير المنظورة أو الروحيَّة، فإن الله قد "أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ [ابن الله] مَحَبَّتِهِ" (كولوسي 1: 13). بالنسبة للمؤمنين، تقابل العضويَّة في الكنيسة المنظورة أو الماديَّة على الأرض العضويَّة في الكنيسة الروحيَّة أو غير المنظورة. لا يوجد امتياز أعظم يمكن أن يُمنَح للإنسان على وجه الأرض. أن تُنقل من العالم (سلطان الموت والظلمة واللعنة) إلى الكنيسة (سلطان الحياة والنور والمحبَّة الفادية) هي أعظم نعمة تُمنَح للإنسان على هذه الأرض. في الكنيسة المنظورة، يمنحنا المسيح عطايا وفيرة من وسائل نمونا الروحي وهي: كلمة الله، والأسرار المُقدَّسة، والصلاة، والشركة، والتأديب الكنسي، إلخ.
في الواقع، تفترض ممارسة التأديب الكنسي مفهوم العضويَّة في كنيسة محليَّة منظورة. في متى 18: 17، خاطب الرب يسوع المؤمن غير التائب عندما قال: "وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ". من المُفترض أن يكون الشخص في شركة مع المسيح وكنيسته، ولكن إن لم يتب، فينبغي إبعاده عن شركة الكنيسة. من المُؤكَّد أن بولس رأى الأمر بهذه الطريقة عندما أزال الإنسان غير التائب في 1 كورنثوس 5: 2، حيث كتب قائلًا: "يُرْفَعَ مِنْ وَسْطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هذَا الْفِعْلَ". إذا لم تكن هناك عضويَّة، فإن فكرة إزالة شخص ما من الكنيسة لا معنى لها. فلا معنى لعزل شخص من الكنيسة إلَّا إذا كان عضوًا في عهد مع شعب الله، متحدًا بالمسيح وجسده. قال الرسول بولس في رومية 12: 5: "هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ".
إن العضويَّة في جسد المسيح هي نتيجة الاتحاد بالمسيح. بمعموديَّة الروح القدس (أي الواقع الروحي الداخلي غير المنظور)، يتحد المؤمنون بالمسيح ويصبحون جزءًا من كنيسته العامَّة، ومن خلال معموديَّة الماء (أي العلامة الخارجيَّة والمنظورة والجسديَّة) يتم تطعيم المؤمنين وأطفالهم في الكنيسة المنظورة، تحت رعاية الشيوخ. فالعضوية تدور حول الرعاية الروحيَّة والمُساءلة. إنها بركة الانتماء لعروس المسيح، والاستفادة من رعايته. تتجلَّى سيادة المسيح بوضوح في الكنيسة عندما يجتمع الأعضاء في يوم الرب، ويقدِّمون الدعم بالعشور والتقدمات، ويستخدمون مواهبهم الروحيَّة لخدمة بعضهم البعض، وإعلان إنجيله في جميع أنحاء العالم.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.