طوبى لكم إذا عيَّروكم - خدمات ليجونير
النجاح الحقيقي
۱۷ يونيو ۲۰۲۱
حقيقة الخوف
۲۳ يونيو ۲۰۲۱
النجاح الحقيقي
۱۷ يونيو ۲۰۲۱
حقيقة الخوف
۲۳ يونيو ۲۰۲۱

طوبى لكم إذا عيَّروكم

كان وجه الأستاذ يستشيط غضبًا وهو يصرخ ويلقي حفنة من الأوراق المُمزَّقة في وجهي. فقد اتهمني بالتحرُّش والاعتداء على طلَّاب الجامعة. ما العمل الفظيع الذي ارتكبته؟ فقد قمت بنشر لافتة مُعتمدة على لوحة الإعلانات تعلن عن خدمة كرازيَّة على مستوى الحرم الجامعي ترعاها الخدمة الطُلَّابيَّة. لقد صُدمت. لم أتلقَّ قط مثل هذه الاتهامات القاسية.

في البداية أردت الاختباء. ثم تذكَّرت أن الخلاف مع هذا الرجل لم يكن معي على الإطلاق، بل مع المسيح. عندما غادرت، شعرت بفرح بسيط لأنني تمكَّنت بطريقة صغيرة جدًا من أن أفرح في وسط الألم لأجل ذاك الذي تألَّم من أجلي. تخبرنا تطويبة المسيح الأخيرة أنه رغم أن تعييرنا هو جانب صعب من حياة المؤمنين، فهو أيضًا سبب لفرح عظيم.

هناك تحوُّل طفيف في التركيز في هذه التطويبة الأخيرة. فكل التطويبات السابقة كانت مُوجَّهة إلى فئة من الناس بصفات مُعيَّنة: طوبى للمساكين بالروح، أو للودعاء، أو لصانعي السلام. لكن هذه التطويبة الأخيرة تنتقل إلى الضمير المخاطب: "طوبى لكم". يقول المسيح الآن لأتباعه أن هذا ما سيحدث لنا. سوف نُلعَن. سوف نُضطَهد. سيُقال ضدنا كل أنواع الكلام الشرير والأكاذيب. سوف نتعرَّض للاعتداء اللفظي، والاعتداء الجسدي، والتشهير من أجل المسيح. وعندما يحدث هذا، نحن مُطوَّبون ومُباركون.

قد لا يبدو التعرُّض للتعيير أو الاضطهاد أو الاتهام زورًا سبيلًا للبركة، ولكن هناك ثلاثة أسباب على الأقل للفرح عندما نتعرَّض للاضطهاد. أولًا، يجب أن نبتهج لأننا مُنحنَا امتياز المشاركة في آلام المسيح. "إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ" (يوحنا 15: 18-19). إن عُيِّرنا من أجل المسيح، فافرحوا لأنها علامة على أننا في المسيح.

ثانيًا، افرحوا لأن تحمُّل الاضطهاد بأمانة يعطينا سببًا لنُحسَب من بين أبطال الإيمان الذين سبقونا. يُذكِّر المسيح تلاميذه بأنهم ليسوا أول من تحمَّل الاضطهاد:" فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ" (متى 5: 12). لا نشارك فقط باعتبارنا في المسيح، ولكنَّنا نُحسَب بطريقةٍ ما مع كل جماعة القديسين الذين تحمَّلوا الاضطهاد من أجل المسيح. عندما نُعيَّر بسبب إعلان الحق الإلهي، فإننا نُحسَب بين الجماعة النبيلة. يتغيَّر منظورنا عندما ننظر إلى حياة أولئك الذين تحمَّلوا بأمانة. يمكننا أن نترك "خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ" في مقابل "ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا" يفوق كل مقارنة (2 كورنثوس 4: 17). يمكننا أن نفرح لأن معايرة الإنسان تصبح تمجيدًا للمسيح. يصبح الخزي مجدًا. يصبح العار بركة.

ثالثًا، يمكننا أن نفرح لأننا عندما نُعيَّر، لنا الوعد بمجازاةٍ عظيمة في السماء. لم يتم الكشف عن تفاصيل هذه المجازاة بالكامل، ولكن يمكننا أن نتأكَّد من أن الله يعرف كيف يعطي العطايا الصالحة (متى 7: 11). بينما قد نختبر بعض بركات نعمة الله في هذه الحياة، نعرف أنه علينا أن نتطلَّع في النهاية إلى السماء من أجل مجازاتنا. وعلينا أن نثق في أن مكافآت الله سوف تفوق بكثير الاضطهاد الذي نتحمَّله هنا.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

دوني فريدريكسن
دوني فريدريكسن
القس دوني فريدريكسن هو الراعي الرئيسي في الكنيسة المشيخيَّة (Lakeside Presbyterian Church) بمدينة ساوثليك في ولاية تكساس.