مثل الفريسي والعشار
۱ أبريل ۲۰۲۱التمتع بالفرح في عملنا
۱۳ أبريل ۲۰۲۱طوبى للرحماء
الرحمة هي جود القلب وحنانه، ولطف الروح الذي يدفع للتخفيف عن معاناة الآخرين. إنها إحدى السمات التي تميِّز أبناء الله، لأن الله نفسه "غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ" (أفسس 2: 4). الكتاب المُقدَّس مليء بأوصافٍ عن رحمة الله، الذي "مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ" (مراثي إرميا 3: 22). أعلن الله نفسه لموسى على أنه: " الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ" (خروج 34: 6). نعمة الله هي لطف يظهر للمذنبين ولمن يستحقُّون العقاب، والرحمة هي لطف يظهر لهؤلاء الأشخاص في آلامهم. إنها تشبه الشفقة، وأولئك "المطوَّبون" من الله يتميَّزون بقلب رحيم تجاه الذين يتألَّمون ويحتاجون إلى الراحة والتعزية.
من أين يأتي القلب الرحيم؟ بطبيعتها، قلوبنا بشكلٍ عام منغمسة في ذاتها وقاسية تجاه الآخرين. إن احتياجات الذين يتألَّمون لا تحركنا بشكلٍ طبيعي كما ينبغي. قد يشعر بعض الذين لم يختبروا نعمة الله المُخلِّصة بنوع من الرحمة تجاه الآخرين ويعبِّرون عنها، ولكن هناك نوعًا عميقًا وثابتًا من الرحمة لا يُعرَف إلا في قلوب المُطوَّبين من الله.
أولئك الذين تتميَّز حياتهم بقلب عميق وثابت في الرحمة أصبحوا على هذا النحو من خلال اختبار رحمة ولادتهم من جديد. إنه "حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ" أن الله "وَلَدَنَا ثَانِيَةً" (1 بطرس 1: 3). إن رحمة الله المُخلِّصة تلد أناسًا مُتغيِّرين يعكسون بدورهم هذه الرحمة للآخرين. تُولِد الرحمةُ رحمةً في قلوب شعب الله، الذين يعكسون بدورهم عمل الله فوق الطبيعي في أعمال الرحمة تجاه الآخرين.
إن التأمُّل في مراحم الله هو الطريقة التي يمكن لأبناء الله من خلالها أن يطوِّروا ويرعوا قلبًا مليئًا بالرحمة. إنه لمن التواضع أن يتأمَّل أبناء الله في حالة الخطيَّة والشقاء التي وُلدنَا فيها بشكل طبيعي كخطأة. بل إنه لمن الأكثر تواضعًا أن نتأمَّل في مراحم الله التي انسكبت علينا من خلال المسيح. كنَّا في حالة يُرثى لها، ورحمنا الله. ألا يجب أن نفعل الشيء نفسه للآخرين؟ "فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ" (لوقا 6 :36).
أولئك الذين يفتقرون إلى رحمة الله في قلوبهم لا يجب أن يتوقَّعوا نوال رحمة الله في اليوم الأخير. هذا هو المغزى من مثل العبد غير الرحيم في متى 18: 23-35. فبعد رفض العبد غير الرحيم إظهار الرحمة إلى رفيقه العبد، وبَّخ سيَّده العبد غير الرحيم قائلًا: " أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟" (آية 33). يتطلَّب اختبار رحمة الله أن نُظهر الرحمة في المقابل. أولئك الذين يتَّصفون بعد الرحمة يبرهنون على أنهم لم ينالوا الرحمة التي تأتي من المسيح في الإنجيل.
أمَّا أولئك الذين لهم قلوب رحيمة يبرهنون على أنهم قد نالوا رحمة الله. بمجرَّد أن يختبر الأفراد رحمة الله، تظل رحمة الله عليهم إلى الأبد، ويُظهرون أن رحمة الله عليهم بالرحمة مع الآخرين. الوعد بالرحمة في المستقبل —"لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ"— هو أساس أكيد للبركة. فأي بركة أعظم من معرفة أن رحمة الله ستظل لك إلى الأبد؟
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.