
كيف يمكنك أن تُعرِّف سيادة الله؟
٦ مايو ۲۰۲۵
بالإشارة إلى يوحنا 6: 44، هل يُرغم الله البشر على المجيء إليه؟
٦ مايو ۲۰۲۵كيف يمكننا التوفيق بين حقيقة سيادة الله وحقيقة أنه أعطانا إرادة حرة كأشخاص؟

لستُ أجد أية مشكلة في التوفيق بين سيادة الله وحرية إرادة الإنسان، طالما أننا نعى المفهوم الكتابي عن الحريَّة. فمن جهة الجنس البشرى، يُعطَى البشر القدرة على اتخاذ قرارات حرة، لكن حريتنا هي حرية محدودة. فلسنا أحرارًا بشكل مُطلق. تذكَّر ما قاله الله لآدم وحواء: "مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلا"؛ لكنه وضع بعد ذلك حدًّا لهذا قائلًا: "وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ".
إن الله كائنٌ لديه القدرة على اتخاذ قرارات حرة، وأنا أيضًا كائن لديه القدرة على اتخاذ قرارات حرة. لكن الفارق هو أنني لست كلي السيادة، بينما الله كذلك. فالله يتمتع بسلطان يفوق ذلك الذي أتمتع به. ولدى الله الحق، والقدرة، والسلطان أن يفعل ما يشاء. أما أنا، فلديَّ القدرة، والإمكانية، والحرية أن أقوم بتلك الأشياء التي أستطيع القيام بها، لكن حريتي لا يمكنها أن تتجاوز البتة قدرة الله أو سلطانه. إن حريتي مقيَّدة دائمًا بالحرية الأعلى لله. لكن التناقض الحقيقي يكمن بين سيادة الله واستقلال الإنسان. الاستقلاليَّة تعني أن الإنسان يمكنه أن يفعل ما يشاء، دون أن يقلق حيال أية دينونة من فوق. من الواضح أن هذين الأمرين متعارضان، وأننا لا نؤمن بأن الإنسان مستقل. نحن نقول إن الإنسان حر، لكن حريته لها حدود، وتلك الحدود تحددها سيادة الله. إليكم تشبيه بسيط: في منزلي أتمتع بحرية تفوق حرية ابني. كلانا لديه الحرية، لكن حريتي تفوق حريته.