
هل تؤمن بأن الله تكلم منذ عصر الرسل إلى أي إنسان بصوت مسموع؟
٦ مايو ۲۰۲۵
كيف يمكننا التوفيق بين حقيقة سيادة الله وحقيقة أنه أعطانا إرادة حرة كأشخاص؟
٦ مايو ۲۰۲۵كيف يمكنك أن تُعرِّف سيادة الله؟

لدي صديق مُقرَّب جاء إلى هذا البلد من إنجلترا، يُدعَى جون جيست (John Guest)؛ وهو قس أسقفي في بيتسبرج. وعندما جاء إلى الولايات المتحدة لأول مرة، زار أحد متاجر بيع الأشياء القديمة والأثرية في فيلادلفيا، وهناك رأى بعض الشعارات والنصب التذكارية والملصقات التي يعود تاريخها فعليًّا إلى القرن الثامن عشر، في أثناء فترة الثورة الأمريكيَّة. ورأى لافتات مكتوب عليها أشياء من قبيل "لا تتعدَّ على حقوقي"، و"لا ضرائب بدون تمثيل". لكن اللافتة التي استرعت انتباهه كانت تلك المكتوب عليها بأحرف غليظة: "لسنا نخدم أي مصدر سلطة هنا". عندما نظر جون إلى هذا الكلام، ولكونه رجلًا إنجليزيًّا، قال لنفسه: "كيف يمكنني توصيل فكرة ملكوت الله لأمة لديها حساسية فطرية تجاه فكرة السيادة والسلطان؟"
لقد اعتدنا، كأمريكيِّين، على أسلوب الحكم الدِيمُقرَاطِي. وعندما يتحدث أحدهم عن السيادة، فهو يقصد نظام الحكم والسلطة. من المنظور الكتابي، عندما تتحدث كلمة الله عن سيادة الله، فهي تعلن عن سلطان الله الحاكم، وتسلطه على كلِّ الكون الذي صنعه.
في الصفوف الدراسية التي أعلِّم بها في كلية اللاهوت، أطرح أسئلة من قبيل: "هل يتحكَّم الله في كل ذرة في الكون؟" عندما أطرح هذا السؤال، أقول: "لن تُحدد الإجابة على هذا السؤال ما إذا كنت مسيحيًا أم مسلمًا، كالفينيًّا أم أرمينيًّا، لكنها ستحدد ما إذا كنت تؤمن بوجود الله أم ملحدًا". في بعض الأحيان، يعجز الطلاب عن رؤية الرابط بين الأمرين، فأقول لهم: "ألا تدركون أنه إذا كانت هناك ذرة واحدة في هذا الكون تتجول بالخارج دون كابح، خارج نطاق أو مجال سيطرة الله وسلطانه وقدرته، فربما تكون هذه الذرة الجامحة الواحدة هي حبة الرمل التي تغيِّر مجرى التاريخ البشري بأكمله، وتعيق الله عن الوفاء بمواعيده التي قطعها لشعبه؟" فربما تكون هذه الذرة الجامحة الواحدة هي التي ستمنع المسيح من إتمام ملكوته. لأنه إذا كانت هناك ذرة واحدة جامحة، فهذا يعني أن الله ليس متحكِّمًا في كل شيء. وإذا لم يكن الله متحكمًا في كل شيء، فالله إذن ليس الله. فإذا كان هناك أي عنصر في الكون خارج عن نطاق سلطانه، فهو لن يكون بعد هو الله الذي يسود على الكل. بعبارة أخرى، السيادة هي لله. والسيادة صفة طبيعية للخالق. فإن الله يمتلك ما يصنعه، وهو يسود على ما يمتلكه.