الربح الأعظم - خدمات ليجونير
مُخلّصنا كُلّي النعمة
۱۷ أغسطس ۲۰۲۳
الرعاية عبر الصلاة
۲۳ أغسطس ۲۰۲۳
مُخلّصنا كُلّي النعمة
۱۷ أغسطس ۲۰۲۳
الرعاية عبر الصلاة
۲۳ أغسطس ۲۰۲۳

الربح الأعظم

ملاحظة المُحرِّر: المقالة [الرابع عشر ] من سلسلة "كلمات وعبارات في الكتاب المقدّس يُساء فهمها"، بمجلة تيبولتوك.

عندما حثّ بولسُ تيموثاوسَ على تعليم كلمة الربّ الصالحة بإخلاص وأمانة، أشار كذلك إلى جانب من جوانب المسيحيّة المزيّفة. إنّ الدافعَ الذي يكمن وراءَ المعلّمين الكذبة هو الرغبة في تحقيق ربح شخصيّ (تيموثاوس الأولى 6) لأنّ المعلّم الكاذب الذي يقمع حقّ الله بالإثم، لن "ينال" الإنجيل أو التقوى. بسبب رغبات المعلّم الكاذب الأنانيّة وروحه المحبّة للمجادلة، يظنّ أنّ السعيَ وراء التقوى سيُمكّنه بطريقة ما من تحقيق مكاسبَ شخصيّة في المكانة أو الثروة (تيموثاوس الأولى 6: 4-5). وهذا هو الدافع الحقيقي وراء تعاليمه وأعمال تقواه الظاهرة. يضع تحليل بولس الرزين تحدّيًا أمامنا لكي نفحصَ قلوبنا: ما هو الربح الذي نسعى وراءَه؟ ما الاستفادة الكامنة وراء دوافعنا؟

يرى المسيحي الحقيقيّ الذي يُحبّ الربّ يسوع المسيح نعمةَ الخلاص العظيمة في يسوع ويسعى وراء التقوى، لأنّه، لكي تُصبح تقيًّا، عليك أنْ تحيا في شركة مع الله الحيّ (تيموثاوس الأولى 6: 3). هو يردّد صدى كلمات الترنيمة القائلة: "وهل يُعقل أنْ أكتسب فائدة من دم المُخلّص؟" (And can it be that I should gain an interest in the Savior’s blood) وهو أيضًا يشعر بالدهشة من محبّة الله. هذا هو ما يدفعنا عندما تكون قلوبنا مستقيمة مع الربّ. شرح ماثيو هنري هذا الأمر بشكل جيّد عندما قال إنّ المعلّمين الكذبة ظنوّا أنّهم قادرون على تحقيق مكاسب شخصيّة من خلال الادّعاء بالتصرّف بتقوى ووقار، في حين أنّ المسيحي تُصيبه الدهشة لما اكتسبه في المسيح، ويدركُ أنّ التقوى هي ربح في حدّ ذاتها. كان بولس صارمًا ومُتحمّسًا حين قال: "وَأَمَّا ٱلتَّقْوَى مَعَ ٱلْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ" (تيموثاوس الأولى 6: 6). هل يوجد أعظم من الحياة في شَرِكة مع الله؟ وهل يوجد أفضل من النموّ لنُصبح مشابهين له؟

يُقدّم بولس سببًا إضافيًّا في رسالته إلى تيموثاوس ليشرح سبب وجود ربح عظيم في التقوى: "لِأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ ٱلْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا"(تيموثاوس الأولى 6: 7-8). سيدوم الربح الأرضيّ في أحسن حالاته، خلال فترة هذه الحياة، وسيسدّ الله احتياجاتنا. لكن ربح التقوى سيكون كنزًا أبديًّا. هذا هو الربح العظيم.

يَعرِفُ الرسولُ من خبرتِه الأمورَ الباقية التي تنتج عن القناعة بالمسيح. حياتُه في المسيح ومع المسيح، هي مُلك له إلى الأبد. في رسالته إلى أهل فيلبّي والتي كتبها من السجن، يبتهجُ بولس في سخاءِ قُرّائه، ويشجّعهم أنْ يرتاحوا في صلاح الربّ كما فعل هو: "فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ" (فيلبي 4: 11). كلّما نمونا في التقوى وحياة الشركة مع الله، أصبح كلّ شيء آخر في المنظور الصحيح: "فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ ٱللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ٱبْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لِأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لَا يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟" (رومية 8: 31-32). الحياة مع الله هي بداية ميراث أبديّ "لَا يَفْنَى وَلَا يَتَدَنَّسُ وَلَا يَضْمَحِلُّ" (بطرس الأولى 1: 4؛ انظر رؤيا 22: 3-5). لا يوجد ربح أعظم من هذا.

 

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

وليام فاندوودوارد
وليام فاندوودوارد
الدكتور ويليام فاندوودوارد هو بروفيسور مادّة "تاريخ الكنيسة" في المعهد المشيخيّ اللاهوتي في مدينة غرينفيل، في ولاية ساوث كارولينا. هو أيضًا مؤلّف ومُحرّر لكُتب عديدة، منها: البحث عن آدم التاريخي (The Quest for the Historical Adam) ومُحاضرات تشارلز هودج التفسيريّة حول الرسالة إلى العبرانيين (Charles Hodge's Exegetical Lectures and Sermons on Hebrews)