الرعاية عبر الصلاة - خدمات ليجونير
الربح الأعظم
۲۲ أغسطس ۲۰۲۳
القلب والفكر
۲٤ أغسطس ۲۰۲۳
الربح الأعظم
۲۲ أغسطس ۲۰۲۳
القلب والفكر
۲٤ أغسطس ۲۰۲۳

الرعاية عبر الصلاة

ملاحظة المُحرِّر: المقالة [الخامس عشر] من سلسلة "كلمات وعبارات في الكتاب المقدّس يُساء فهمها"، بمجلة تيبولتوك.

شعر بولس الرسول بالقلق فيما يختصّ برعاية الكنيسة في أفسس بشكلٍ صحيح. لقد تعبَ فيها، وعلّم شيوخَها، وكتب رسائل إلى الكنيسة وإلى راعيها تيموثاوس بشأنِ ذلك. ولكن، كيف رعى بولس هذه الرعيّة حين كان بعيدًا عنها؟ بواسطة الصلاة.

بعد سنواتٍ من زرعِ بولس لهذه الكنيسة، تصفُ رسالتُه من السجنِ صلواتَه التي رفعَها من أجلهم. "لَا أَزَالُ شَاكِرًا لِأَجْلِكُمْ، ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي" (أفسس 1: 16). كان بولس ينبوعًا فيّاضًا من الصلاة من أجلِ هذه الكنيسة. كيف يمكن أنْ تتدفّقَ الصلاةُ باستمرارٍ من قادة الكنيسة من أجل الكنيسة كما فعلَ بولس؟

بدأ الكلام عن صلاتِه بالقولِ إنّه يوجد سببٌ دفعه للصلاة بهذه الطريقة (الآية 15). ماذا كان السبب؟ في الآيات الأولى من الرسالة إلى أفسس، شهد عن خلاص الله المثلّث الأقانيم: اختار الآب هؤلاء القدّيسين بمحبّة، وافتداهم بدم الابن، وخُتموا بقوّة الروح (الآيات 3-14). وهكذا، تدفّق بولس بصلاة ثالوثيّة "كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَبُو ٱلْمَجْدِ، رُوحَ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْإِعْلَانِ فِي مَعْرِفَتِهِ" (الآية 17).

فرِحَ بولس عند سماعه التقارير عن عمل الآب والابن والروح القدس في رعيّة أفسس، الأمر الذي حرّكه ليُصلّي من أجل إعلانٍ أعظم عن ذلك الخلاص (الآيات ١٥-١٦). يفعل الشيوخ حسنًا إن تأمّلوا مرارًا في عجائب عمل خلاصِ الله في شعبه. هذه العادة تُحرّك القلوبَ نحو الصلاة.

صرّح ويليام غورنال البيوريتاني بالتالي: "لا يتعلّم الولدُ البكاءَ بالمهارةِ أو بالقدوة، إنّما الطبيعةُ هي التي تعلّمه؛ فهو يولد في هذا العالم وهو يبكي." من الواضح أنّه لا حاجة للأهل أنْ يصطحبوا أولادَهم إلى مدرسة يتعلّمون فيها البكاء. ثمّ يستخدم غورنال هذه الحقيقة ليعلّم عن الصلاة: "الصلاة ليست درسًا نُتقنه بقواعد المهارة، إنّما تنبع من مبادئ الحياة نفسها."

قادَ رؤيةُ مبدأ يقود إلى الحياة المُخلَّصة في أفسس بولس أنْ يرفعَ صوتَه في الصلاة. طلب من الروح القدس أنْ ينيرَ قلوبَهم أكثر لكلّ ما يمتلكونه في المسيح. كما أنّك لا تقدر أنْ تقفَ على حافة الأخدود العظيم (Grand Canyon) بكلّ ضخامته وروعته من دون أنْ تعبّر عن رهبتك منه للآخرين، كذلك لا يمكننا التأمّل في الكنيسة التي خلقها المسيح بفدائه من دون أنْ نصلّي من أجلها.

رفع بولس هذه الصلوات لكي تعرفَ الكنيسة عن طريق الاختبار ثلاث حقائقَ عجيبة (الآيتان ١٨-١٩). لقد أرادَهم أنْ يعرفوا رجاءَ دعوتِهم كمسيحيّين، وأنْ تقتنعَ قلوبُهم بأنّ "هِبَاتِ ٱللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلَا نَدَامَةٍ" (رومية 11: 29). وقد صلّى أيضًا أنْ يمتلكوا بالكامل غنى ميراثهم العجيب لكي يعيشوا كلّ يوم كمواطني السماء. أخيرًا، رغب في أنْ يختبروا عظمة قوّة قيامة المسيح عبر الهروب من ذنب الخطيّة وقوّتها.

الله المثلّث الأقانيم نفسه الذي خلّص الكنيسة، سيحرّك رعاتَها لكي يُصلّوا من أجل عمل الثالوث المستمرّ.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

باري ج. يورك
باري ج. يورك
الدكتور باري ج. يورك هو رئيس وبروفيسور علم اللاهوت الرعويّ في معهد اللاهوت الإصلاحيّ المشيخيّ في بيتسبرغ. هو مؤلّف كتاب "إصابة الأهداف" (Hitting the Marks)