مُخلّصنا كُلّي النعمة - خدمات ليجونير
أبواب
۱٦ أغسطس ۲۰۲۳
الربح الأعظم
۲۲ أغسطس ۲۰۲۳
أبواب
۱٦ أغسطس ۲۰۲۳
الربح الأعظم
۲۲ أغسطس ۲۰۲۳

مُخلّصنا كُلّي النعمة

ملاحظة المُحرِّر: المقالة [الثالث عشر ] من سلسلة "كلمات وعبارات في الكتاب المقدّس يُساء فهمها"، بمجلة تيبولتوك.

تذكّرُنا الإصحاحات الأولى من العهد الجديد بأنّ ابنَ الله المُتجسّدِ هو مُخلّصٌ. تصرخُ مريم عابدة: " تَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي" (لوقا 1: 47). ويعلن ملاكٌ ليوسف أنّ ابنَه "يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ" (متى 1: 21). ويُصعق الرعاة بهذه الرسالة: "وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ" (لوقا 2: 11). الكلمة اليونانيّة التي تُرجمت إلى "مُخلّص" تعني "الذي يَحفظُ أو ينقذُ من المخاطر الطبيعيّة والبلايا." تحملُ كلمة "المُخلّص" فكرةَ الخلاصِ من الأذى بهدف المُحافظة، وفي الوقت نفسه تجعلنا نتخيّل مُخلّصًا وحاميًا.

في مَرقُس 15: 33-41، يَظهَرُ أوجُ عملِ يسوع كمخلّص لنا بشكل مروّع ومجيد في الوقت نفسه. إنّه مروّع بسبب الآلام العظيمة والعار والسخرية التي تحمّلها ربّنا، لكنّه مجيد لأنّه من خلال آلامه يَخلُص الخطاة. بعد أنْ "صرخ يسوع بصوت عظيم" (الآية ٣٧) وأسلم الروح، أعلن قائد المئة الذي كان شاهد عيان على هذه الأحداث المروّعة: "حَقًّا كَانَ هَذَا ٱلْإِنْسَانُ ٱبْنَ ٱللهِ" (الآية 39). لقد كان جنديًّا شديد البأس تمّ تعيينه للإشراف على صلب يسوع. يُحتمل أنّه كان حاضرًا عند اعتقال يسوع، ورافقه في محاكماته، وربّما شارك رفاقه في الإساءَة إليه، وها هو الآن يسمع يسوع يصرخ وهو يموت مقدّما حياتَه بحريّة.

سَمِعَ قائدُ المئة يسوع وهو يغفرُ للمشتكين عليه، ويخلّص اللصَّ على الصليب، ويضعُ أمّه تحت عِهدة يوحنّا، فاستنتج من كلّ هذا أنّه " ليس رجلًا عاديًّا." كيف توصّل قائد المئة الرومانيّ إلى استنتاج مثل هذا؟ تكشف الروايات الموازية في متى 27 ولوقا 23 أنّه بعد أنْ أسلَم يسوع الروحَ، انشقّ حجاب الهيكل إلى قسمين، ووقع زلزال عظيم، وقام كثيرون من بين الأموات. لقد هزّت هذه الأحداث هذا الجنديّ الذي قسّته الحروب حتى صميم كيانه. "فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ ٱلْمِئَةِ مَا كَانَ، مَجَّدَ ٱللهَ قَائِلًا: بِٱلْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا ٱلْإِنْسَانُ بَارًّا" (لوقا 23: 47). وقد انضمّ آخرون بين الجموع إلى قائد المئة في اعترافه هذا. كان في يسوع أمرًا غير اعتياديّ كما لو أنّه من عالم آخر. إنّه مُخلّص بارّ لا يموت من أجلِ نفسه، بل من أجل الآخرين.

أصبح الصليبُ مركزًا لتطهير الخطاة، وملاذًا وخلاصًا لهم. كمخلّص لنا، يُخلّصنا يسوع من خطايانا، ومن غضب الله المُعلن على خطايانا، ومن الموت الذي هو عاقبة لخطايانا. قال إشعياء: "بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لَا يَسْمَعَ" (إشعياء 59: 2). ويقول بولس مُنتحبًا: "وَيْحِي أَنَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا ٱلْمَوْتِ؟" (رومية 7: 24). ويجيب عن سؤاله في 1 تسالونيكي 1: 10: "يَسُوعَ، ٱلَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ ٱلْغَضَبِ ٱلْآتِي." ضع نفسك مكان قائد المئة وانظر إلى حَمَلِ الله مُخلّصِنا، الذي بنعمته بذلَ حياتَه مكاننا لكي نُصبحَ الآن، نحن الذين كنّا أعداء ذات يوم، أبناءَ الله وبناته.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

داستن و. بنج
داستن و. بنج
الدكتور داستن و. بنج هو بروفيسور مُساعد في مادتة الروحانيّة الكتابيّة واللاهوت التاريخي في المعهد اللاهوتية التابع للمعمدانيّين الجنوبيّين في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي. هو مؤلّف للعديد من الكتب، من ضمنها: The American Puritans و Sweetly Set on God و The Loveliest Place.