مصادر علم اللاهوت النظامي - خدمات ليجونير
الحاجة إلى الإيضاحات في الوعظ
۸ نوفمبر ۲۰۲٤
ما هي مشيئة الله لحياتي
۱٤ نوفمبر ۲۰۲٤
الحاجة إلى الإيضاحات في الوعظ
۸ نوفمبر ۲۰۲٤
ما هي مشيئة الله لحياتي
۱٤ نوفمبر ۲۰۲٤

مصادر علم اللاهوت النظامي

إن المصدر الرئيسي لعلم اللاهوت النظامي هو الكتاب المقدس. والواقع أن الكتاب المقدس هو المصدر الأساسي لكل فروع علم اللاهوت الثلاثة: علم اللاهوت الكتابي وعلم اللاهوت التاريخي وعلم اللاهوت النظامي. 

علم اللاهوت الكتابي 

إن مهمة علم اللاهوت الكتابي هي دراسة حقائق الكتاب المقدس كما تتكشف عبر الزمن، ويعد هذا العمل بمثابة مصدر لعلم اللاهوت النظامي. يقوم عالِم وباحث الكتاب المقدس بدراسة التطور التدريجي للمصطلحات والمفاهيم والموضوعات في كل من العهد القديم والعهد الجديد لمعرفة كيفية استخدامها وفهمها على مدار تاريخ الوحي الكتابي. 

إن إحدى المشكلات التي تواجه المعاهد اللاهوتية اليوم هي منهجية لدراسة اللاهوت الكتابي تسمى "الذرية" ((atomism والتي فيها تكون كلٌ "ذرة" من الكتاب المقدس منفصلة ومستقلة. فقد يقرر أحد علماء الكتاب المقدس أن يقتصر على دراسة عقيدة بولس الرسول عن الخلاص في رسالة غلاطية فقط، بينما يركز آخر وبشكل حصري على تعاليم الرسول بولس عن الخلاص في رسالة أفسس. والنتيجة هي أن كل منهما يأتي بوجهة نظر مختلفة عن الخلاص. واحدة من رسالة غلاطية وأخرى من رسالة أفسس ـ ينتج عن ذلك فشل في فحص كيفية انسجام وجهتَي النظر. والافتراض المُسبق هنا هو أن الرسول بولس لم يكتب رسالتَي غلاطية وأفسس بوحي من الله، وبالتالي ليس هناك وحدة عامة شاملة ولا تماسك في كلمة الله. وفي السنوات الأخيرة، أصبح من الشائع أن نسمع علماء اللاهوت يزعمون أننا لا نجد فقط اختلافات في الفكر اللاهوتي "المُبكر" والفكر اللاهوتي "المتأخر" للرسول بولس، بل يختلف الفكر اللاهوتي بعدد كتبة أسفار الكتاب المقدس، 

إذ أن لكل من كتبة الكتاب المقدس فكره اللاهوتي الخاص. فهناك الفكر اللاهوتي لبطرس، والفكر اللاهوتي ليوحنا، والفكر اللاهوتي لبولس والفكر اللاهوتي للوقا، وهي مدارس فكرية لا تنسجم مع بعضها البعض. وتقدم هذه النظرة وجهة نظر سلبية عن تماسك الكتاب المقدس، وهي الخطر الذي يتهددنا عندما نركز فقط على دراسة جزء ضيق من الكتاب المقدس دون أن نأخذ في الاعتبار في الوقت ذاته الإطار الكامل للوحي الكتابي. 

علم اللاهوت التاريخي 

الفرع الثاني من فروع علوم اللاهوت، وهو مصدر آخر لعلم اللاهوت النظامي، هو علم اللاهوت التاريخي. ينظر علماء اللاهوت التاريخيون إلى كيفية تطور صياغة العقيدة في حياة الكنيسة تاريخيًا، وفي المقام الأول عند أوقات الأزمات - عندما ظهرت البدع والهرطقات وتصدت لها الكنيسة. يشعر علماء اللاهوت اليوم بالإحباط عندما تنشأ ما يسمى بالنزاعات الجديدة تمامًا في الكنائس والمعاهد اللاهوتية، لأن الكنيسة شهدت هذه النزاعات اللاهوتية التي تبدو جديدة مرارًا وتكرارًا في الماضي. اجتمعت الكنيسة تاريخيًا في مجامع لتسوية النزاعات اللاهوتية، مثل مجمع نيقية (325 م) ومجمع خلقيدونية (451 م). وتعد دراسة هذه الأحداث والنزاعات اللاهوتية، وظيفة علماء اللاهوت التاريخي. 

اللاهوت النظامي 

الفرع الثالث من فروع علم اللاهوت هو علم اللاهوت النظامي. تتمثل مهمة عالم اللاهوت النظامي في دراسة الحقائق الكتابية؛ ومصادر التطورات التاريخية لصياغة هذه الحقائق والتي تأتي من خلال دراسة النزاعات اللاهوتية والمجامع الكنسية وعقائدها واعترافاتها اللاحقة؛ وكذلك دراسة بصيرة العقول العظيمة التي كانت بركة للكنيسة على مر القرون. يخبرنا العهد الجديد أن الله بنعمته قد أعطى معلمين للكنيسة (أفسس 4: 11-12). ليس كل المعلمين بنفس درجة ذكاء أوغسطينوس، ومارتن لوثر، وجون كالڤن، أو جوناثان إدواردز. هؤلاء الرجال ليس لديهم سلطة رسولية، لكن إسهامهم البحثي الهائل وعمق فهمهم يفيد الكنيسة في كل عصر. أُطلق على توما الأكويني لقب "الدكتور الملائكي" من قبل الكنيسة الكاثوليكية. لا تعتقد الكنيسة الكاثوليكية أن توما الأكويني كان معصومًا من الخطأ، لكن لا يوجد مؤرخ أو عالم لاهوت كاثوليكي يتجاهل مُساهماته. 

لا يدرس عالم اللاهوت النظامي الكتاب المقدس وعقائد الكنيسة واعترافاتها فحسب، بل يدرس أيضًا مُساهمات المُعلمين الرئيسيين الذين أعطاهم الله عبر التاريخ. يدرس عالم وباحث اللاهوت النظامي كل المعطيات - الكتابية والتاريخية والنظامية - ويجمعها معًا. 


تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

آر. سي. سبرول
آر. سي. سبرول
د. آر. سي. سبرول هو مؤسس خدمات ليجونير، وهو أول خادم وعظ وعلّم في كنيسة القديس أندرو في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا. وأول رئيس لكلية الكتاب المقدس للإصلاح. وهو مؤلف لأكثر من مئة كتاب، من ضمنها كتاب قداسة الله.