الكنيسة: جماعة المدعوين
٦ نوفمبر ۲۰۲٤مصادر علم اللاهوت النظامي
۱۲ نوفمبر ۲۰۲٤الحاجة إلى الإيضاحات في الوعظ
إننا لا نضع ثقتنا في التقنيات. ومع ذلك، لم يستخف مارتن لوثر بتعليم مبادئ معينة في فن التواصل، والتي كان يعتقد أنها مُهمة. فهناك أشياء يمكن للوعاظ أن يتعلموها فيما يتعلق بكيفية بناء وإلقاء العظة، وكيفية توصيل المعلومات بشكل فعال من على المنبر.
وقال أيضًا إن تكوين الشخصية البشرية هو مفتاح مهم للوعظ. لقد خلقنا الله على صورته وأعطانا عقولًا. لذلك، فإن العظة موجهة إلى العقل، لكنها ليست مجرد توصيل للمعلومات - فهناك أيضًا النصح والإرشاد (كما ذكرنا أعلاه). بمعنى ما، نحن في الوعظ نخاطب إرادة الناس وندعوهم إلى التغيير. ندعوهم إلى التصرف وفقًا لفهمهم. بعبارة أخرى، نريد الوصول إلى القلب، لكننا نعلم أن الطريق إلى القلب هو من خلال العقل. لذلك أولاً وقبل كل شيء، يجب أن يكون الناس قادرين على فهم ما نتحدث عنه. لهذا السبب قال لوثر أن تدرِّس في المعاهد اللاهوتية شيء، كما فعل لوثر نفسه في الجامعة، وأن تدرِّس من على المنبر شيء آخر. قال إنه في صباح يوم الأحد، كان يلقي عظاته على الأطفال في جماعة المتعبدين للتأكد من أن الجميع هناك يمكنهم فهمها. لا ينبغي أن تكون العظة تمرينًا عقليًا في التفكير المجرد.
إن ما يترك أعمق وأطول انطباعًا على الناس هو الإيضاحات الملموسة. بالنسبة إلى لوثر، كانت المبادئ الثلاثة الأكثر أهمية للتواصل مع الجماعة هي التوضيح والتوضيح والتوضيح. شجع لوثر الوعاظ على استخدام الصور الملموسة والسرد الروائي. ونصح أنه عند الوعظ عن العقيدة المجردة، يجب على القس أن يجد سردًا روائيًا في الكتاب المقدس ينقل هذه الحقيقة حتى يتمكن من توصيل الفكر المجرد من خلال الواقع الملموس.
يجب أن يكون الخادم حاملاً لكلمة الله - لا أقل ولا أكثر.
في الواقع، كانت هذه هي الطريقة التي وعظ بها يسوع. جاء إليه شخص ما وأراد مناقشة ما يعنيه أن يحب المرء قريبه بقدر ما يحب نفسه. "وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، قَالَ ليَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «إِنـْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ.... " (لوقا 10: 29-30). لم يكتف بإعطاء إجابة نظرية مجردة على السؤال؛ بل روى مثل السامري الصالح. وأجاب عن السؤال بشكل ملموس من خلال تقديم موقف حقيقي من واقع الحياة ليتأكد أنه سيوصل الفكرة.
قام چوناثان إدواردز بإلقاء عظته الشهيرة "خطاة في قبضة إله غاضب" في إنفيلد بولاية كونيتيكت. قرأ العظة من مخطوطة كتابية بصوت رتيب. ومع ذلك، فقد استخدم أمثلة توضيحية وتصويرية. على سبيل المثال، قال إدواردز: "الله... يحملك فوق حفرة الجحيم، تمامًا كما يحمل المرء عنكبوتًا أو حشرة بغيضة فوق النار". وقال لاحقًا: "قوس غضب الله ملتوي، والسهم جاهز على الوتر". لقد أوضح أيضًا، "إنك معلق بخيط رفيع، وتشتعل حوله ألسنة اللهب من الغضب الإلهي". لقد أدرك إدواردز أن كلما كانت الصورة أكثر وضوحًا، كلما زاد احتمال سماع الناس لها وتذكرها.
وقال لوثر نفس الشيء. لم يكن يستبدل أساليب وتقنيات الوعظ بجوهر العظة، بل كان يقول إن جوهر كلمة الله يجب أن يتم توصيله لشعب الله بطرق بسيطة وواضحة ومباشرة وتصويرية. كان هذا هو كل ما في الأمر بالنسبة إلى لوثر - يجب أن يكون الخادم حاملاً لكلمة الله - لا أقل ولا أكثر. بهذه الطريقة يعلم الواعظ شعب الله.
نُشرت هذه المقالة سابقًا في كتاب Feed My Sheep: A Passionate Plea for Preaching الذي أصدرته خدمات ليجونير.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.