مصادر علم اللاهوت النظامي
۱۲ نوفمبر ۲۰۲٤خمس حقائق يجب أن تعرفها عن السماء
۱۸ نوفمبر ۲۰۲٤ما هي مشيئة الله لحياتي
ماذا يقول الكتاب المقدس عن قيادة الله لنا؟ يقول إنه إذا اعترفنا بالله في كل طرقنا، فسوف يوجه مساراتنا (أمثال 3: 5-6). يشجعنا الكتاب المقدس على تعلم إرادة الله لحياتنا، ونفعل ذلك من خلال تركيز انتباهنا ليس على إرادة الله المكتومة الحتمية، بل على إرادة الله المُعلنة والتي يوجهنا ويرشدنا إليها في كلمته. إذا كنت تريد أن تعرف إرادة الله لحياتك، فإن الكتاب المقدس يخبرك: "لأَنَّ هَذِهِ هِيَ إِرَادَةُ ٱللّٰهِ: قَدَاسَتُكُمْ." (1 تسالونيكي 4: 3). لذلك عندما يتساءل الناس عما إذا كانوا سيقبلون وظيفة في كليڤلاند أو في سان فرانسيسكو، أو ما إذا كانوا سيتزوجون جاين أو مارثا، فيجب عليهم دراسة إرادة الله المُعلنة في المكتوب عن كثب. يجب عليهم دراسة شريعة الله لمعرفة المبادئ التي يجب أن يعيشوا بها حياتهم من يوم لآخر.
يكتب صاحب المزمور، "طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ ٱلْأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ ٱلْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لكِنْ فِي نَامُوسِ ٱلرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً." (مزمور 1: 1-2). إن مسرة الإنسان التقي تكمن في إرادة الله المُعلنة في كلمته، والشخص الذي يركز على هذا النحو سيكون مثل "فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي ٱلْمِيَاهِ، ٱلَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ" (عدد 3). أما الأشرار فليسوا كذلك، "لكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ ٱلَّتِي تُذَرِّيهَا ٱلرِّيحُ." (عدد 4).
إذا كنت تريد أن تعرف أي وظيفة يجب أن تمتهنها، فعليك أن تتقن المبادئ. وبينما تفعل ذلك، ستكتشف أن إرادة الله هي أن تقوم بتحليل رصين لمواهبك وقدراتك. ثم عليك أن تفكر فيما إذا كانت وظيفة معينة تتفق مع مواهبك؛ وإذا لم تكن كذلك، فلا يجب أن تقبلها. في هذه الحالة، فإن إرادة الله هي أن تبحث عن وظيفة مختلفة. وإرادة الله هي أيضًا أن تطابق مهنتك دعوتك وكذلك فرصة العمل المتاحة لك. إن معرفة مشيئة الله لا يعتمد على الحظ، بل على تطبيق شريعة الله على كل الأشياء المختلفة في الحياة.
وعندما يتعلق الأمر باختيار شريك الحياة، عليك أن تنظر إلى كل ما يقوله الكتاب المقدس فيما يتعلق ببركة الله على الزواج. وبعد القيام بذلك، قد تكتشف أن هناك العديد من الاحتمالات التي تلبي المتطلبات الكتابية. إذن من تتزوج؟ الإجابة على هذا السؤال سهلة: أيهما تريد الزواج منه. طالما أن الشخص الذي تختاره يقع ضمن حدود إرادة الله المُعلنة في كلمته، فلديك الحرية الكاملة في التصرف وفقًا لما يرضيك، ولا تحتاج إلى فقدان أي نوم متسائلاً عما إذا كنت خارج إرادة الله الخفية أو المرسومة. أولاً، لا يمكنك أن تكون خارج إرادة الله المرسومة. ثانيًا، الطريقة الوحيدة التي ستعرف بها إرادة الله الخفية لك اليوم هي الانتظار حتى الغد، وسيوضح لك الغد ذلك لأنك تستطيع أن تنظر إلى الماضي وتعرف أن كل ما حدث في الماضي هو تنفيذ إرادة الله الخفية. بعبارة أخرى، لا نعرف إرادة الله الخفية إلا بعد وقوعها. إننا عادة نريد أن نعرف إرادة الله فيما يتعلق بالمستقبل، في حين أن التركيز في الكتاب المقدس هو على إرادة الله لنا في الحاضر، وهذا له علاقة بوصاياه.
إن "الأمور السرية" تخص الله لا نحن. وهي ليست من شأننا لأنها ليست ملكنا؛ بل هي ملكه هو. ومع ذلك، فقد أخذ الله بعض الأمور السرية لعقله وأزال عنها السرية، وهذه الأمور هي المعلنات في كلمته، وهذه تخصنا. لقد رفع عنها الحجاب. وهذا ما نسميه الوحي. الوحي هو الكشف عما كان مخفيًا ذات يوم.
إن المعرفة التي نملكها من خلال الوحي تخص الله بشكل صحيح، ولكن الله أعطانا إياها. هذا ما قاله موسى في (تثنية 29: 29): "ٱلسَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، وَٱلْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى ٱلْأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ." الأمور السرية تخص الله، ولكن ما كشفه هو ملك لنا، ليس لنا فقط، بل ولأولادنا أيضًا. لقد سُرَّ الله بالكشف لنا عن أشياء معينة، ولدينا البركة التي لا توصف لمشاركة هذه الأشياء مع أولادنا والآخرين. إن أولوية نقل هذه المعرفة إلى أطفالنا هي أحد التأكيدات الرئيسية في سفر التثنية. إن إرادة الله المعلنة تُعطى من خلال إرادته الإرشادية المعلنة لنا في الوحي، وهذا الوحي يُعطى حتى نكون مطيعين.
كما قلت سابقًا، يسألني كثيرون كيف يمكنهم معرفة إرادة الله لحياتهم، لكن نادرًا ما يسألني أحد كيف يمكنه معرفة شريعة الله. الناس لا يسألون لأنهم يعرفون كيف يفهمون شريعة الله، حيث يجدونها في الكتاب المقدس. يمكنهم دراسة شريعة الله من أجل معرفتها. السؤال الأصعب هو كيف يمكننا أن نطبق شريعة الله. البعض يهتم بذلك، لكن ليس الكثيرين. مُعظم الناس الذين يستفسرون عن إرادة الله يسعون إلى معرفة المستقبل، وهو مغلق. إذا كنت تريد أن تعرف إرادة الله من حيث ما يأمر به الله، وما يرضي الله، وما يباركك الله من أجله، مرة أخرى، فإن الإجابة موجودة في إرادته المُعلنة والمرشدة لنا، الشريعة، وهي واضحة.
هذا المقطع مقتبس من كتاب "كلنا لاهوتيون" بقلم آر. سي. سپرول.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.