صار يسوع لعنة من أجلنا - خدمات ليجونير
ما هو الخطأ في رايت (Wright): فحص المنظور الجديد عن بولس
۲۰ أبريل ۲۰۱۹
طاعة المسيح المزدوجة
۲۲ أبريل ۲۰۱۹
ما هو الخطأ في رايت (Wright): فحص المنظور الجديد عن بولس
۲۰ أبريل ۲۰۱۹
طاعة المسيح المزدوجة
۲۲ أبريل ۲۰۱۹

صار يسوع لعنة من أجلنا

إن أحد صور، وأحد جوانب، الكفارة قد اختفت في أيامنا وأصبحت غامضة. لقد رأينا محاولات تتم اليوم للمناداة بإنجيل أكثر لطفًا ورقة. في سعينا لشرح عمل المسيح بلطف أكثر نهرب من أي ذكر للعنة ألحقها الله بابنه. إننا نتراجع في رعب من كلمات النبي إشعياء (الأصحاح 53) التي تصف خدمة العبد المتألم لإسرائيل وتخبرنا أن الرب سُر بأن يسحقه. هل تستطيع أن تستوعب هذا الأمر؟ بطريقة ما، سُر الآب بأن يسحق الابن عندما وضع أمامه تلك الكأس الرهيبة من الغضب الإلهي. كيف يمكن للآب أن يُسر بأن يسحق ابنه لولا قصده الأزلي أنه من خلال هذا السحق سيردنا إليه كأبنائه؟

لكن توجد فكرة اللعنة وتبدو غريبة علينا تمامًا، خاصة في هذا الوقت من الزمان. عندما نتحدث اليوم عن فكرة اللعنة، فيما نفكر؟ ربما نفكر في طبيب ساحر للفودو يضع دبابيس في دمية مصنوعة ليصنع مسخًا من عدوه. قد نفكر في عالِم السحر والتنجيم الذي يشارك في أعمال السحر، ويضع تعاويذًا وسحرًا على الناس. إن كلمة اللعنة ذاتها في ثقافتنا تشير إلى نوع من الخرافات، ولكن في التصنيفات الكتابيّة لا يوجد شيء خرافي حول هذا الموضوع.

البركة العبرية:

إذا كنت تريد حقًا أن تفهم ما يعنيه أن يُلعن شخصًا يهوديًّا، فأعتقد أن أبسط طريقة هي النظر إلى البركة العبرية الشهيرة في العهد القديم، والتي يستخدمها رجال الدين في كثير من الأحيان كالبركة الختامية في اجتماع الكنيسة:

يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ.

يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ.

يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاَمًا.

(العدد 6: 24-26)

يتبع الهيكل البنائي لهذه البركة المشهورة صيغة شعرية في اللغة العبريّة شائعة تُعرف بالتوازي. هناك أنواع مختلفة من التوازي في الأدب العبري. هناك التوازي التناقضي حيث فيه تتقابل الأفكار مع بعضها البعض. وهناك التوازي التركيبي، والذي يحتوي تركيبًا وتصاعدًا في الأفكار. لكن أحد أكثر أشكال التوازي شيوعًا هو التوازي الترادفي، وكما تشير الكلمات، فإن هذا النوع يكرر شيئًا بكلمات مختلفة. لا يوجد مثال أوضح للتوازي الترادفي في أي مكان في الكتاب المقدس أكثر من البركة الموجودة في سفر العدد أصحاح 6، حيث يُقال الشيء نفسه تمامًا بثلاث طرق مختلفة. إن لم تفهم شطرًا، فانتقل إلى الشطر التالي، فربما سيكشف لك المعنى.

نرى في البركة ثلاثة مقاطع شعرية لكل مقطع عنصرين: "يبارك" و"يحرس"؛ "يضيء الوجه" و"يرحم"؛ "يرفع وجهه" و"يمنحك سلامًا". بالنسبة لليهودي، أن تكون مباركًا من قبل الله هو أن تنغمر في المجد اللامع الذي ينبع من وجهه. "يُبَارِكُكَ الرَّبُّ" تعني "يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ". أليس هذا ما توسل به موسى على الجبل عندما طلب رؤية الله؟ ومع ذلك، أخبره الله أنه لا يمكن لأحد أن يراه ويعيش. لذا صنع الله فتحة في الصخرة ووضع موسى في نقرتها، وسمح الله لموسى أن يرى لمحة وينظر وراءه ولكن ليس وجهه. وبعد أن حصل موسى على تلك النظرة الوجيزة للجانب الخلفي من الله، أشرق وجهه ولمع لفترة طويلة من الزمن. لكن ما كان يتوق إليه اليهودي هو رؤية وجه الله، ولو لمرة واحدة فقط.

كان الرجاء الأعظم لليهود هو نفس الرجاء الذي أُعطي لنا في العهد الجديد، وهو الرجاء الأخروي النهائي لمعاينة الله: "‎أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ" (1 يوحنا 3: 2). ألا تريد رؤيته؟ أصعب شيء في كونك مسيحيًّا هو أن تخدم الله الذي لم تره من قبل، ولهذا طلب اليهودي ذلك.

اللعنة القصوى:

لكن غرضي هنا ليس شرح بركة الله بل نقيضها في الطرف الأخر، أي عكسها، والذي يمكن رؤيته مرة أخرى في تقابل واضح مع البركة. تكون اللعنة القصوى شيئًا من قبيل:

"يلعنك الرب ويتخلى عنك. يبقيك الرب في الظلمة ولا يمنحك سوى الدينونة دون النعمة. يدير الرب ظهره لك ويزيل سلامه منك إلى الأبد".

عندما كان حمل الله على الصليب، لم يرضي عمل كفارة الابن عدل الآب فحسب، ولكن في حمله لخطايانا، أبعد حمل الله خطايانا عنا كبعد المشرق عن المغرب. لقد فعل ذلك من خلال أنه لُعن. "اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»" (غلاطية 3: 13). ذاك الذي هو تجسيدًا لمجد الله صار تجسيدًا للعنة الله.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

آر. سي. سبرول
آر. سي. سبرول
د. آر. سي. سبرول هو مؤسس خدمات ليجونير، وهو أول خادم وعظ وعلّم في كنيسة القديس أندرو في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا. وأول رئيس لكلية الكتاب المقدس للإصلاح. وهو مؤلف لأكثر من مئة كتاب، من ضمنها كتاب قداسة الله.